«صدقاتهن» جمع الصداق و هی بمعنى المهر ...و الآیة التی جاءت فیها تلک المفردة تدور حول انتخاب الزّوجة و تتضمن إشارة إلى إحدى حقوق النساء المسلّمة، و تؤکّد قائلة: (وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَکُمْ عَنْ شَیْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَکُلُوهُ هَنیئاً مَریئاً)[1] أی أعطوا المهر للزوجة کمّلا و اهتموا بذلک کما تهتمون بما علیکم من دیون فتؤدونها کاملة دون نقص.[2] فلو تنازلت الزوجة عن شیء من المهر و وهبته للزوج عن طیب نفسها جاز للزوج أکل الموهوب له، و إنّما أقرّ الإسلام هذا المبدأ لکیلا تکون البیئه العائلیة و الحیاة الزوجیة میدانا لسلسلة من القوانین و المقررات الجافة، بل یکون مسرحا للتلاقی العاطفی الإنسانی، و تسود فی هذه الحیاة المحبّة جنبا إلى جنب مع المقررات و الأحکام الحقوقیة.[3] فالمفردة تشیر ضمنا الى الصدق و الشفافیة فی العلاقة الزوجیة.[4]
أما مفردة " اجورهن" فقد ورد فی الآیة الرابعة و العشرین من سورة النساء "... فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَریضَةً ..." ً
أی أنّه یجب علیهم دفع أجور النساء اللاتی تستمتعون بهنّ، و هذا القسم من الآیة إشارة إلى مسألة الزواج المؤقت أو ما یسمّى بالمتعة، و یستفاد منها أن أصل تشریع الزواج المؤقت کان قطعیا و مسلما عند المسلمین قبل نزول هذه الآیة، و لهذا یوصی المسلمین فی هذه الآیة بدفع أجورهنّ.[5]
[1] النساء، 4.
[2]مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج3، ص: 100، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ؛ الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 4، ص 169، دفتر النشر الاسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417ق.
[3]الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج3، ص: 101.
[4] الحسینی الهمدانی، سید محمد حسین، انوار درخشان، تحقیق، البهبودی، محمد باقر، ج 3، ص 342 و 343، مکتبة لطفی، طهران، الطبعة الاولی، 1404ق.
[5]الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج3، ص: 178.