Please Wait
الزيارة
7539
محدثة عن: 2011/03/10
کد سایت ar12643 کد بایگانی 12824
گروه العملی
خلاصة السؤال
ما هو حدیث عنوان البصری الذی اشار الیه آیة الله قاضی؟
السؤال
ما هو حدیث عنوان البصری الذی اشار الیه آیة الله قاضی؟
الجواب الإجمالي

یعد حدیث عنوان البصری منهجا عملیا قیما للسائرین على هدى الائمة (ع) رواه العلامة المجلسی (ره) فی بحار الانوار عن خطِّ الشیخ الْبَهَائِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ، و الحدیث یشتمل على مجموعة من الوصایا و الارشادات التی وجهها الامام الصادق (ع) الى عنوان البصری لما طلب الاخیر منه ذلک.

 الجواب التفصیلی:

یعد حدیث عنوان البصری[1] منهجا عملیا قیما للسائرین على هدى الائمة (ع) فمن خلال درک المفاهیم الراقیة التی یشتمل علیها الحدیث و العمل بها تتطهر النفس من هواها و تخلص من الادران و تحصل على العلم و المعرفة الحقیقیة. و هذا الوصایا و الدساتیر تکشف عن قصة رجل حصل على علوم زمانه و لکنه کان یرغب فی نیل بعض علوم الائمة (ع) الا انه واجه حقیقة مفادها ان العلوم الحقیقة لا تحصل عن طریق التعلم، بل العلم نور یقذفه الله فی قلب الانسان، و لابد من البحث عن سرّ الحصول على هذا النوع من العلم فی العبودیة.

و الحدیث کما رواه العلامة المجلسی (ره) بالنحو التالی:

وجدتُ بخطِّ شیخِنَا الْبَهَائِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ، قَال الشَّیْخُ شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ مَکِّیٍّ: نَقَلْتُ مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ أَحْمَدَ الْفَرَاهَانِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عن عنوان البصری - و کان شیخا کبیرا قد أتى علیه أربع و تسعون سنة- قال: کنت أختلف إلى مالک بن أنس سنین فلما حضر جعفر الصادق (ع) المدینة اختلفت إلیه و أحببت أن آخذ عنه کما أخذت من مالک، فقال لی یوما: إنی رجل مطلوب و مع ذلک لی أوراد فی کل ساعة من آناء اللیل و النهار فلا تشغلنی عن وردی فخذ عن مالک و اختلف إلیه کما کنت تختلف إلیه فاغتممت من ذلک و خرجت من عنده و قلت فی نفسی: لو تفرس فیّ خیراً لما زجرنی عن الاختلاف إلیه و الأخذ عنه فدخلت مسجد الرسول و سلمت علیه ثم رجعت من الغد إلى الروضة و صلیت فیها رکعتین و قلت: أسألک یا الله یا الله أن تعطف علیّ قلب جعفر و ترزقنی من علمه ما أهتدی به إلى صراطک المستقیم و رجعت إلى داری مغتما حزینا و لم أختلف إلى مالک بن أنس لما أشرب قلبی من حب جعفر، فما خرجت من داری إلا إلى الصلاة المکتوبة حتى عیل صبری فلما ضاق صدری تنعلت و تردیت و قصدت جعفرا و کان بعد ما صلیت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت علیه فخرج خادم له فقال: ما حاجتک؟! فقلت: السلام على الشریف. فقال: هو قائم فی مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا یسیرا إذ خرج خادم له قال: ادخل على برکة الله. فدخلت و سلمت علیه فرد علیّ السلام و قال: اجلس غفر الله لک. فجلست فأطرق ملیا ثم رفع رأسه و قال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله. قال: ثبت الله کنیتک و وفقک لمرضاته. قلت فی نفسی: لو لم یکن لی من زیارته و التسلیم علیه غیر هذا الدعاء لکان کثیرا ثم أطرق ملیا ثم رفع رأسه فقال: یا أبا عبد الله ما حاجتک؟ قلت: سألت الله أن یعطف قلبک علیّ و یرزقنی من علمک و أرجو أن الله تعالى أجابنی فی الشریف ما سألته، فقال: یا أبا عبد الله لیس العلم بالتعلم إنما هو نور یقع فی قلب من یرید الله تبارک و تعالى أن یبدیه فإن أردت العلم فاطلب أولا من نفسک حقیقة العبودیة و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله یفهمک. قلت‏: یا شریف! فقال: قل یا أبا عبد الله. قلت: یا أبا عبد الله ما حقیقة العبودیة؟ قال: ثلاثة أشیاء أن لا یرى العبد لنفسه فیما خوله الله إلیه ملکا لأن العبید لا یکون لهم ملک یرون المال مال الله یضعونه حیث أمرهم الله تعالى به و لا یدبر العبد لنفسه تدبیرا و جملة اشتغاله فیما أمره الله تعالى به و نهاه عنه، فإذا لم یر العبد لنفسه فیما خوله الله تعالى ملکا هان علیه الإنفاق فیما أمره الله تعالى أن ینفق فیه و إذا فوض العبد تدبیر نفسه على مدبره هان علیه مصائب الدنیا و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه لا یتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس. فإذا أکرم الله العبد بهذه الثلاث هان علیه الدنیا و إبلیس و الخلق و لا یطلب الدنیا تکاثرا و تفاخرا و لا یطلب عند الناس عزا و علوا و لا یدع أیامه باطلا فهذا أول درجة المتقین قال الله تعالى: "تِلْکَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ"[2] قلت: یا أبا عبد الله أوصنی؟ فقال: أوصیک بتسعة أشیاء فإنها وصیتی لمریدی الطریق إلى الله عز و جل و الله أسأل أن یوفقک لاستعماله؛ ثلاثة منها فی ریاضة النفس، و ثلاثة منها فی الحلم، و ثلاثة منها فی العلم، فاحفظها و إیاک و التهاون بها. قال عنوان: ففرغت قلبی له فقال: أما اللواتی فی الریاضة فإیاک أن تأکل ما لا تشتهیه فإنه یورث الحماقة و البله و لا تأکل إلا عند الجوع و إذا أکلت فکل حلالا و سم الله و اذکر حدیث الرسول ما ملأ آدمی وعاء شرا من بطنه فإن کان لا بد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه. و أما اللواتی فی الحلم: فمن قال لک: إن قلت واحدة سمعت عشرا. فقل: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة؛ و من شتمک فقل: إن کنت صادقا فیما تقول فالله أسأل أن یغفرها لی و إن کنت کاذبا فیما تقول فالله أسأل أن یغفرها لک، و من وعدک بالجفاء فعده بالنصیحة و الدعاء. و أما اللواتی فی العلم: فاسأل العلماء ما جهلت و إیاک أن تسألهم تعنتا و تجربة، و إیاک أن تعمل برأیک شیئا و خذ بالاحتیاط فی جمیع ما تجد إلیه سبیلا و اهرب من الفتیا هربک من الأسد و لا تجعل رقبتک للناس جسرا. قم عنی یا أبا عبد الله فقد نصحت لک و لا تفسد علیّ وردی فإنی امرئ ضنین بنفسی و السلام.



[1] مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج1، ص 224، موسسة الوفا، بیروت، 1404هـ ق،

[2] القصص، 83.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.