کد سایت
ar22022
کد بایگانی
32712
گروه
التفسیر
خلاصة السؤال
ما معنى "أسمع" و "أبصر" فی الآیات 38 "أَسمْعْ بهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنَا" و "لَهُ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلىِ"؟
السؤال
السلام علیکم و رحمة الله و برکاته، جاء فی الآیة 38 مریم "أَسمْعْ بهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنَا"، و فی الآیة 26 الکهف "لَهُ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلىِ" ما معنى أسمع و أبصر؟
الجواب الإجمالي
نقرأ فی الآیتین اللتین وردتا فی السؤال:
1ـ "أَسمْعْ بهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنَا".[1]
2ـ "قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلىٍِّ وَ لَا یُشْرِکُ فىِ حُکْمِهِ أَحَدًا".[2]
نذکر بعض الملاحظات فیما یخص کلمتی و "أسمع" و "أبصر":
أولا: إن کلمة "أسمع" و کلمة "أبصر" وردت فی السورتین بصورة التعجب کما ورد فی تفسیرها، فالمعنى فی الآیة الأولى هو، "ما أسمع الناس و أبصرهم یوم القیامة" و فی الآیة الثانیة، "ما أسمع الله و أبصره!". إذن فالآیتان، تشترکان فی حقیقة واحدة و هی بیان أصل التعجب و الدهشة. لکنها تختلف فی متعلق و محتوى التعجب و هذا ما نشیر إلیه بالملاحظات التالیة.
ثانیاً: " أَسمْعْ بهِمْ وَ أَبْصِرْ" فالتعجب و الدهشة فی الآیة الأولى بسبب أن الکفار و الظالمین عندما تتکامل عندهم قوى السمع و البصر، سیحصلون على علم و إطلاع مذهل بالتوحید الإلهی، مع أنهم کانوا غافلین و متجاهلین لکل هذه الأدلة الإلهیة المحکمة ـ کإرسال الرسل و الوحی و العقل و المعجزات ـ و إستمروا فی کفرهم و غیّهم.
و من الطبیعی أن تزیل المحکمة الالهیة و ما یشاهدونه من آثار الأعمال التی اقترفوها نومَ الغفلة عن العیون و الأذان، و حتى عُمی القلوب ستنکشف لهم حقائق الأمر و یعلمون الحق على اکمل وجه، إلّا أن هذا الوعی لا ینفعهم شیئاً. فالتعجب فی هذه الآیة الشریفة، یتضمن نوع من التهدید و الوعید.[3]
ثالثاً: جملة " أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ" فی الآیة الثانیة: لبیان عظمة علم الله سبحانه، فإنه سبحانه على قدر عظیم من القدرة على البصر و السمع بحیث تجعل الإنسان یخضع تعجباً لها. و ذکر هاتین الکلمتین بصیغة التعجب، لبیان أن عین الله و سمعه یفوقان التصور و الإدراک الإنسانی و إدراک الله تعالى خارج عن الحد الطبیعی لکل سامع و باصر، فهو یدرک ألطف الأمور و أصغرها، فلا یفوته و لا یغیب عنه شئٌ من أعمال عباده و أقوالهم.[4]
1ـ "أَسمْعْ بهِمْ وَ أَبْصِرْ یَوْمَ یَأْتُونَنَا".[1]
2ـ "قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلىٍِّ وَ لَا یُشْرِکُ فىِ حُکْمِهِ أَحَدًا".[2]
نذکر بعض الملاحظات فیما یخص کلمتی و "أسمع" و "أبصر":
أولا: إن کلمة "أسمع" و کلمة "أبصر" وردت فی السورتین بصورة التعجب کما ورد فی تفسیرها، فالمعنى فی الآیة الأولى هو، "ما أسمع الناس و أبصرهم یوم القیامة" و فی الآیة الثانیة، "ما أسمع الله و أبصره!". إذن فالآیتان، تشترکان فی حقیقة واحدة و هی بیان أصل التعجب و الدهشة. لکنها تختلف فی متعلق و محتوى التعجب و هذا ما نشیر إلیه بالملاحظات التالیة.
ثانیاً: " أَسمْعْ بهِمْ وَ أَبْصِرْ" فالتعجب و الدهشة فی الآیة الأولى بسبب أن الکفار و الظالمین عندما تتکامل عندهم قوى السمع و البصر، سیحصلون على علم و إطلاع مذهل بالتوحید الإلهی، مع أنهم کانوا غافلین و متجاهلین لکل هذه الأدلة الإلهیة المحکمة ـ کإرسال الرسل و الوحی و العقل و المعجزات ـ و إستمروا فی کفرهم و غیّهم.
و من الطبیعی أن تزیل المحکمة الالهیة و ما یشاهدونه من آثار الأعمال التی اقترفوها نومَ الغفلة عن العیون و الأذان، و حتى عُمی القلوب ستنکشف لهم حقائق الأمر و یعلمون الحق على اکمل وجه، إلّا أن هذا الوعی لا ینفعهم شیئاً. فالتعجب فی هذه الآیة الشریفة، یتضمن نوع من التهدید و الوعید.[3]
ثالثاً: جملة " أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ" فی الآیة الثانیة: لبیان عظمة علم الله سبحانه، فإنه سبحانه على قدر عظیم من القدرة على البصر و السمع بحیث تجعل الإنسان یخضع تعجباً لها. و ذکر هاتین الکلمتین بصیغة التعجب، لبیان أن عین الله و سمعه یفوقان التصور و الإدراک الإنسانی و إدراک الله تعالى خارج عن الحد الطبیعی لکل سامع و باصر، فهو یدرک ألطف الأمور و أصغرها، فلا یفوته و لا یغیب عنه شئٌ من أعمال عباده و أقوالهم.[4]
[1] مریم، 38.
[2] الکهف، 26.
[3] الحسینی الهمدانی، سید محمد حسین، أنوار الدرخشان، ج 10، ص 378، مکتبة لطفی، طهران، الطبعة الأولى، 1404 ق، إبن عجیبة، أحمد بن محمد، البحر المدید فی تفسیر القرآن المجید، التحقیق: القرشی رسلان، أحمد عبد الله، ج 3، ص 333، نشر الدکتور حسن عباس زکی، القاهرة، 1419 ق، مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 13، ص 73، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى، 1374 ش.
[4] الطبرسی، فضل بن حسن، تفسیر جوامع الجامع، ج 2، ص 361، انتشارات جامعة طهران، مدیریة الحوزة العلمیة فی قم، الطبعة الأولى، 1377 ش، البیضاوی، عبد الله بن عمر، أنوار التنزیل و أسرار التأویل، التحقیق: المرعشلی، محمد عبد الرحمن، ج 3، ص 278، دار أحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الأولى، 1418 ق، الفیض الکاشانی، ملا محسن، الأصفى فی تفسیر القرآن، التحقیق: درایتی، محمد حسین، نعمتی، محمد رضا، ج 2، ص 713، مرکز إنتشارات مکتب الإعلام الإسلامی، قم، الطبعة الأولى، 1418 ق.