لعل السؤال عن کلمة " فصاله" المذکورة فی قوله تعالى " وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ کُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرا..."[1]
فصاله هنا بمعنى فطامه أی قطع اللبن منه، بمعنى ان الطفل یمر احیانا بثلاثین شهرا من حین الحمل الى الفطام من الرضاعة، ستة اشهر اقل الحمل و 24 شهرا للرضاعة، فیکون المجموع 30 شهرا، و لقد أقر الطب الحدیث هذه النظریة.
قال الشیخ المراغی المصری فی تفسیره:
«أول من استنبط هذا الحکم علی کرم اللّه وجهه. و روى محمد بن إسحاق صاحب السیرة ان رجلا تزوج من امرأة، فولدت له لتمام ستة أشهر، فشکا ذلک الى عثمان، فبعث الیها، و لما جاءت أمر برجمها، فبلغ ذلک علیا فأتاه و قال له: أما تقرأ القرآن؟ قال عثمان: بلى. قال علی: أما سمعت قوله تعالى:
«وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً» و قوله «حَوْلَیْنِ کامِلَیْنِ». فلم یبق بعد الحولین إلا ستة أشهر، قال عثمان: و اللّه ما فطنت لهذا، علیّ بالمرأة. فوجدوها قد فرغ منها. قال معمر بن عبد اللّه: فو اللّه ما الغراب بالغراب و لا البیضة بالبیضة أشبه من هذا الحمل بأبیه، و لما رآه أبوه قال: ابنی و اللّه لا أشک فیه».[2]