"عبد الجبار" أو "عبد الغفّار" الملقّب بـ "نوح" بن لمک بن متوشلخ، و أمه "قینوش" بنت راکیل. و قیل أن سبب تسمیته بـ "نوح" أنه کان ینوح من ذنوب أمته، أو أن المراد من النیاحة هو دعوة قومه الی التوحید.
قیل أنه ولد سنة 1642 بعد هبوط النبی آدم(ع) و أنه بعث للنبوة فی سن الأربعمائة، فدعا قومه لمدة 950 سنة الی عبادة الله و التوحید و کان حصیلة هذا العمل ایمان 40 رجلاً و 40 إمرأة، و فی ما یقارب هذا التاریخ وقعت حادثة نزول العذاب علی قومه، و قد عمّر بعد الطوفان 350 سنة و ارتحل فی سن 1290 سنة و دفن فی مدینة النجف الأشرف.
و کان له فی سن الخمسمائة ثلاثة أولاد ذکور هم "سام و حام و یافث"، و من القابه: شیخ الأنبیاء، حیث إنه لم یعمر بقدر عمره أی نبی من بعد آدم.
و النبی نوح هو أول الأنبیاء من اولی العزم فکان صاحب شریعة و قد قیل فی صفته انه کان رجلاً حکیماً فصیحاً و بلیغاً و کان له عقل غزیر و صبر وفیر و کان فی المناظرات و الاحتجاجات و البرهان و الجدل قویاً و بصیراً و خبیراً. و قد عمل نوح فی إرشاد قومه و هدایتهم بمنتهی الصبر و التحمل مستعملاً معهم الکلام الطیب و الخطاب الجمیل و کان متفائلاً و لا ییأس و سعی فی تبلیغ الرسالة بأفضل الأسالیب فدعا قومه لیلاً و نهاراً و سراً و جهراً، موجّهاً أنظارهم إلی أسرار العالم و عجائب الخلقة، و لکن قومه سلکوا فی جداله طریق اللجاج و العناد و تمادوا فی السفسطة، و لذلک فقد رجّحوا الباطل علی الحق و المهلکة علی النجاة. و وصل الأمر بهم أن نبیهم و مع عظمة روحه الکبیرة لقد نفد صبره و رفع کف الاستغاثة الی الله قائلاً: الهی انهم لا یستجیبون لی. و قد أیّد الله مقالة نوح و آیسه من إیمان قومه و قال له: أَنَّهُ لَنْ یُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِکَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما کانُوا یَفْعَلُونَ.[1]
و فیما یتعلّق بکیفیة صناعة سفینة نوح فإنه لم ینقل الشیء الکثیر عن ذلک بسبب بعد الفترة الزمنیة الطویلة، و القرآن أیضاً و هو کتاب هدایة و صنع الإنسان و لیس کتاب تاریخ، فلذلک تعرّض الی الجوانب التربویّة لهذه القصة. و القدر المتیقّن هو أن مهنة النجارة کانت موجودة قبل النبی نوح(ع) لأن الخشب و استعمالاته کان مورداً لإهتمام الجمیع بسبب سهولة استعماله، و یستفاد من بعض التفاسیر أن نوحاً (ع) کان نجاراً و بعد ذلک بعث للنبوة. نعم یظهر انه أول من صنع السفینة بالهام من الله تعالی.[2]