المرأة و الرجل منبعثان من حقیقة واحدة و نفس واحدة، و بعلاقتهما مع بعضهما یصلان إلی کمالهما. فلا معنی للمقارنة بینهما کموجودین منفصلین عن بعضهما، و لا معنی للسؤال عن الأفضل فیما بینهما.
الجواب التفصیلی:
المرأة و الرجل منبعثان من وحده حقیقیة واحدة مخلوقان من نفس واحدة، و بعلاقتهما مع بعضهما یصلان إلی کمالهما، و لا یمکن الفصل بینهما فطریّاً. فمن هذه الوجهة لا معنی للمقارنة بینهما کموجودین منفصلین و ذلک لأنهما کالظاهر و الباطن أحدهما مرآة للآخر.
فالعلاقة بین الرجل و المرأة نوع من علاقة حب و ولایة، إذ ان الولایة الظاهریة للرجل علی المرأة أمر فطری، و قد أکدت علیها التعالیم الدینیة کثیراً؛ کما أن حب الرجل و عشقه للمرأة أمر فطری أیضاً. لذلک فالولایة فی العلاقة الزوجیة یمکن أن تتحقق فی علاقة متقابلة و من طرفین، و مع عدم وجود الحب بینهما لا تتحقق الولایة، فمن هذه الجهة لا یوجد أی معنی لأفضلیة أحدهما علی الآخر فی هذه العلاقة.
من جهة اخری، فلو عرفنا المرأة و الرجل فطریاً بتعریف متحد لا متشابه سوف لا تکون عبارة التساوی عبارة دقیقة و ذلک لأن التساوی بین المرأة و الرجل إذا کان بمعنی التشابة فهذا التعریف حتماً یکون ناجماً عن الغفلة و عدم العلم بالمکانة الحقیقیة و الأفضلیة لکل منهما، و فی النتیجة یؤدی إلی فساد الإثنین و هلاکهما. فالغفلة عن الخداع المنطوی فی هذا الشعار تؤدی إلی جهل الإثنین بالمعرفة الحقیقیة بأنفسهما و عدم ادراک هویتهما الخاصة بکل منهما.
وقد أصبح الیوم شعار التساوی بین المرأة و الرجل فی الغرب بمعنی حریة المرأة و تبدیلها إلی ظاهرة استهلاکیة، فصار هذا الشعار أفضل تبریر للتسلّط علی المرأة و جعلها تحت سلطة أصحاب القدرة. فالمرأة و الرجل من الأساس و بدلیل التباین الخاص فیما بینها، یُمکنهما أن یکون أحدهما مرآة للآخر، کما أن الله سبحانه جعل هذا التباین فی کمال فطرتهما، و عدم ادراک هذا الأمر یؤدی إلی الانحراف عن مسیر التکامل، و عدم إمکان الفهم الصحیح للتعالیم الدینیة، و ذلک لأن الابتعاد عن الفطرة هو السبب الأصلی لإنکار تعالیم دین الله سبحانه و تعالی.
للمطالعة أکثر فی هذا المجال راجعوا المواضیع التالیة:
السؤال رقم 1236 (الموقع: 1884)، القرآن و قیمومیة الرجال علی النساء.
السؤال رقم 2419 (الموقع: 2964)، عدم أفضلیة الرجل علی المرأة.
السؤال رقم 7946 (الموقع: 8130)، عقل و إیمان المرأة فی کلام الإمام علی (ع).