الكلمتان نزلنا و انزلنا كلاهما من الجذر"نزل" و نزل فلان عن الدابة، أو من علو إلى سفل.[1] و لما كانت كملة "نزلنا" من باب تفعيل (تنزيل) و أنزلنا من باب إفعال (انزال) - و مع كون كلا البابين من الابواب التي تجعل الفعل اللازم متعديا- يمكن الاشارة الى بعض الفوارق الدقيقة بينهما من الناحية المفهومية بعدة بيانات اشار اليها المفسرون:
1. و الفرقُ بين الإنزال و التَّنزيg في وصف القرآن و الملائكة أنّ التَّنزيل يختصّ بالموضع الذي يشيرُ إليه إنزالُهُ مفرَّقاً، و مرَّةً بعد أُخْرَى، و الإنزالُ عَامٌّ.[2]
2. قال بعضهم[3] إنّ لكل منهما معنى خاصا بها و أن (تنزيل) تعني- فقط- النّزول على عدّة دفعات، و (إنزال) تعني- فقط- النّزول دفعة واحدة.[4]
[1] الفراهيدي، خليل بن احمد، كتاب العين، ج7، ص 367، انتشارات هجرت، الطبعة الثانية، قم، 1410 ق.
[2] الراغب الاصفهاني، حسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داودي، ص 799، دارالعلم الدار الشامية، الطبعة الاولى، دمشق بيروت، 1412 ق.
[3] هذا الاختلاف ورد في التّفسير الكبير للفخر الرازي نقلا عن آخرين
[4] مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج15، ص: 14، نشر مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.