یجب علی من وقع تحت تأثیر الشیاطین بسبب محاولته الوصول الی طلبته، ان یعید النظر في المرحلة الاولی في میوله و مقاصده.
و بعبارة أخری، حینما یحاول الشخص الحصول علی کیفیات من هذا النوع فانه یکون قد اوقع نفسه في حبائل هؤلاء الاشخاص. و بناءً علی هذا فلو تأمل في سبب میوله فانه سوف یجد التقصير و الخلل كامنا في نفسه. فاذا أكتشف الخلل و عزم علی الرجوع فسوف لن یستطیع أي من هذه الشیاطین منعه من ذلک، لانه حر من جميع السلطات لا من سلطة الله تعالى التي ستأخذ بيده نحو الفلاح و الصلاح قطعاً.
و اما اذا لم یقطع اساس هذا المیل المنحرف و الشرکي، فسوف یبقی أسیراً للتبعات النفسیة المتسببة عنه، او انه سیبقى ينتقل من ورطة الى اخرى مشابهة او اشد خطورة!، و حتی لو لجأ الی الدین فانه سوف یتخذ منه سلما للوصول الى نفس طلبته و شهواته و باسلوب نفاقي أشد تعقیداً.
ان ما نقوله هنا: علی کل شخص ان یبحث عن سبب الانحراف في داخل نفسه، و نحن اذا اردنا ان نساعد مثل هذا الشخص فعلینا ایضاً ان ننبهه الی هذه الملاحظة الرئیسیة و ان نضطره للتفکیر في نیاته و مقاصده، و ذلک لان المحتالین یستغلون مثل هذه الرغبات. و بناءً علی هذا، فلو فرض ان شخصاً ابتلي بهؤلاء المحتالین فلیس أمامه سوی طریقین، اما التوبة و اما متابعة نفس الطریق. و في الحالة الاولی فان التوبة الحقیقیة تحصل حینما یری الشخص نفسه مقصراً فیتوب من میوله و افکاره الخاطئة، و لیست التوبة بان یقوم بشتم من تسبب في عذابه في الظاهر و لکنه یبحث عن شیطان آخر یمکنه مثلاً ان یمنحه الطمأنینة و العافیة المؤقتة من دون أي تغییر أساسي.
ومن هنا نلاحظ ان هؤلاء الاشخاص یقعون مراراً في حبائل مثل هؤلاء الدجالین و لا یکون لهذا الانحراف نهایة، و حینما یلتقون بشخص إلهي فایضاً یکون هدفهم هم الحصول علی رغباتهم الدنیویة و لیس الحصول علی الهدایة، فلذلک فهم یفشلون حتى في هذه الحالة أيضاً.