خلاصة السؤال
قالوا: إن الصحف هی أجزاء القرآن النازلة و الکتب جمع کتاب و معناه المکتوب فأفردوا ما جمع بأی مسوغ جاز لهم ذلک؟
السؤال
قال المفسرون إن الکتاب هو القرآن و القرآن هو الکتاب فعلى هذا یعنی قوله تعالى {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ یَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً فِیهَا کُتُبٌ قَیِّمَةٌ}. فما هذه الصحف و ما هذه الکتب؟ قالوا: إن الصحف هی أجزاء القرآن النازلة و الکتب جمع کتاب و معناه المکتوب فأفردوا ما جمع بأی مسوغ جاز لهم ذلک؟
الجواب الإجمالي
1. یمکن الرجوع بالنسبة إلى معنى "الصحف" إلى السؤال رقم 4527 تحت عنوان تسمیة القرآن بالمصحف، و نشیر هنا إلى بعض الآراء منها:
جاء فی الموسوعة القرآنیة: و المصحف: هو الجامع للصّحف المکتوبة بین الدفتین.
و یقال فیه: مصحف، و مصحف، بضم المیم و کسرها مع فتح الحاء، و الضمة هی الأصل، و الکسرة لاستثقال الضمة، فمن ضم جاء به على أصله، و من کسر فلاستثقال الضمة.
أما تسمیته بالمصحف فکانت تسمیة متأخرة جاءت بعد جمع القرآن و کتابته، و کانت من وضع الناس، فإنهم یحکون أن عثمان حین کتب المصحف التمس له اسما فانتهى الناس إلى هذا الاسم.
غیر أن هذا یکاد یکون مردودا، فلقد سبق أن علمنا أن ثمة مصاحف کانت موجودة قبل جمع عثمان، هی مصحف علی، و مصحف أبیّ، و مصحف ابن مسعود، و مصحف ابن عباس، و مصحف جعفر الصادق.[1]
وجاء فی التفسیر الحدیث: روى ابن شهاب حدیثا جاء فیه إن أبا بکر قال بعد أن تمّ جمع القرآن التمسوا له اسما فقال بعضهم السفر و قال بعضهم المصحف فإن الحبشة یسمونه المصحف. فسماه أبو بکر المصحف. و قد أورد المظفری روایة أخرى جاء فیها أن أبا بکر لما قال سمّوه قال بعضهم سمّوه إنجیلا فکرهوه و قال بعضهم سمّوه السفر فکرهوه فقال ابن مسعود رأیت بالحبشة کتابا یدعونه المصحف فسمّوه به. هذا فی حین أن هناک حدیثا بخاریا آخر فی نفس السیاق یذکر أن المجموعة کانت تسمّى «الصحف». و على کل حال فحدیث تسمیة المجموعة بالمصحف یفید أن هذه التسمیة التی استفاضت حتى صارت العلم على مجموعة القرآن استعملت لأول مرة فی جمع عهد أبی بکر. و قد ناقش الاستاذ دروزة هذه النظریة منتهیا الى کون التسمیة قرآنیة مستلة من آیات الذکر نفسها حیث قال:
القول بأنه اقترح أن تسمّى المجموعة إنجیلا محل نظر فی ذاته لأن أصحاب رسول اللّه یعرفون أن هذه التسمیة خاصة بکتاب عیسى و النصارى. و لقد قیل إن کلمة «المصحف» دخیلة و نحن نرى ذلک غریبا لأن معنى هذا أنها لم تکن معروفة الأصل و الاشتقاق و المعنى عند العرب فی حین أن الکلمة على ما هو الأرجح إن لم نقل على الجزم متصلة بکلمة صحف و صحیفة. و کلمة صحف وردت أکثر من مرة فی القرآن حیث وردت فی سور الأعلى و النجم و عبس و المدثر.[2]
2. ورد فی الآیة المبارکة الواردة فی متن السؤال " رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ یَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً* فیها کُتُبٌ قَیِّمَ".[3]
3. ذهب أغلب المفسرین إلى تفسیر "الکتب" المذکورة فی الآیة بمعنى المکتوبات[4] لا بمعنى المکتوب، و علیه لا یرد الاشکال المذکور.
4. قیل فی السبب وراء استعمال الکتب التی هی جمع کتاب على القرآن أنّ کلّ سورة بل کلّ فقرة منه تمثل صحیفة کاملة لهدایة الانس و الجن.[5]
جاء فی الموسوعة القرآنیة: و المصحف: هو الجامع للصّحف المکتوبة بین الدفتین.
و یقال فیه: مصحف، و مصحف، بضم المیم و کسرها مع فتح الحاء، و الضمة هی الأصل، و الکسرة لاستثقال الضمة، فمن ضم جاء به على أصله، و من کسر فلاستثقال الضمة.
أما تسمیته بالمصحف فکانت تسمیة متأخرة جاءت بعد جمع القرآن و کتابته، و کانت من وضع الناس، فإنهم یحکون أن عثمان حین کتب المصحف التمس له اسما فانتهى الناس إلى هذا الاسم.
غیر أن هذا یکاد یکون مردودا، فلقد سبق أن علمنا أن ثمة مصاحف کانت موجودة قبل جمع عثمان، هی مصحف علی، و مصحف أبیّ، و مصحف ابن مسعود، و مصحف ابن عباس، و مصحف جعفر الصادق.[1]
وجاء فی التفسیر الحدیث: روى ابن شهاب حدیثا جاء فیه إن أبا بکر قال بعد أن تمّ جمع القرآن التمسوا له اسما فقال بعضهم السفر و قال بعضهم المصحف فإن الحبشة یسمونه المصحف. فسماه أبو بکر المصحف. و قد أورد المظفری روایة أخرى جاء فیها أن أبا بکر لما قال سمّوه قال بعضهم سمّوه إنجیلا فکرهوه و قال بعضهم سمّوه السفر فکرهوه فقال ابن مسعود رأیت بالحبشة کتابا یدعونه المصحف فسمّوه به. هذا فی حین أن هناک حدیثا بخاریا آخر فی نفس السیاق یذکر أن المجموعة کانت تسمّى «الصحف». و على کل حال فحدیث تسمیة المجموعة بالمصحف یفید أن هذه التسمیة التی استفاضت حتى صارت العلم على مجموعة القرآن استعملت لأول مرة فی جمع عهد أبی بکر. و قد ناقش الاستاذ دروزة هذه النظریة منتهیا الى کون التسمیة قرآنیة مستلة من آیات الذکر نفسها حیث قال:
القول بأنه اقترح أن تسمّى المجموعة إنجیلا محل نظر فی ذاته لأن أصحاب رسول اللّه یعرفون أن هذه التسمیة خاصة بکتاب عیسى و النصارى. و لقد قیل إن کلمة «المصحف» دخیلة و نحن نرى ذلک غریبا لأن معنى هذا أنها لم تکن معروفة الأصل و الاشتقاق و المعنى عند العرب فی حین أن الکلمة على ما هو الأرجح إن لم نقل على الجزم متصلة بکلمة صحف و صحیفة. و کلمة صحف وردت أکثر من مرة فی القرآن حیث وردت فی سور الأعلى و النجم و عبس و المدثر.[2]
2. ورد فی الآیة المبارکة الواردة فی متن السؤال " رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ یَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً* فیها کُتُبٌ قَیِّمَ".[3]
3. ذهب أغلب المفسرین إلى تفسیر "الکتب" المذکورة فی الآیة بمعنى المکتوبات[4] لا بمعنى المکتوب، و علیه لا یرد الاشکال المذکور.
4. قیل فی السبب وراء استعمال الکتب التی هی جمع کتاب على القرآن أنّ کلّ سورة بل کلّ فقرة منه تمثل صحیفة کاملة لهدایة الانس و الجن.[5]
[1] إبراهیم آبیاری، الموسوعة القرآنیة، ج1، ص: 348، مؤسسة سجل العرب، 1405ق.
[2] دروزة محمد عزت، التفسیر الحدیث، ج1، ص68-69، دار إحیاء الکتب العربیة، 1383ق.
[3] البینة، 2-3.
[4] الفیض الکاشانی، ملا محسن، الأصفى فی تفسیرالقرآن، ج2، ص 1464، مرکز انتشارات مکتب التبلیغ الإسلامی، قم، الطبعة الأولى، 1418ق؛ الطبرسی، فضل بن حسن، تفسیر جوامع الجامع، ج 4، ص 521، انتشارات جامعة طهران و مدیریة الحوزة العلمیة فی قم، الطبعة الاولى، 1377ش؛ القمى المشهدی، محمد بن محمدرضا، تفسیر کنز الدقائق و بحر الغرائب، تحقیق: درگاهی، حسین، ج 14، ص 375،مؤسسة النشر التابعة لوزارة الارشاد الاسلامی، طهران، الطبعة الاولى، 1368ش؛ مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر نمونة، ج 27، ص 199، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى، 1374ش؛ مترجمان، تفسیر هدایت، ج 18، ص 248، مؤسسة الابحاث والدراسات التابعة للعتبة الرضویة المقدسة، الطبعة الاولى، 1377ش.
[5] طیب، السید عبد الحسین، أطیب البیان فی تفسیر القرآن، ج 14، ص 186، انتشارات اسلام، طهران، الطبعة الثانیة، 1378ش.