Please Wait
الزيارة
6939
محدثة عن: 2012/06/19
کد سایت fa22235 کد بایگانی 26694
گروه الفلسفة الاسلامیة
خلاصة السؤال
مع الاخذ بنظر الاعتبار كون برهاني الامكان و الوجوب قائمين على الاستدلال على اساس الوجود و العدم، فكيف نثبت علم الله تعالى بالممكنات؟
السؤال
سؤالي هو: بعد ان اثبتنا وجود الله تعالى عن طريق برهاني الامكان و الوجوب، تصل النتيجة الى وجود موجود واجب الوجود بذاته مجرد قادر و... و هذا مما لا شك فيه؛ و ذلك لان الممكنات وجدت بعد العدم، و هنا اريد أن اعرف هل الله تعالى قام بذلك عن علم و دراية او لا؟ و كيف نثبت علمه تعالى؟ و قد طالعت الاجوبة التي عرضت في موقعكم، و لكن بقيت شبهة في ذهني؛ و ذلك لانكم تقولون أوجد الاشياء من العدم! فلابد من ان تكون جميع الابعاد الوجودية لها موجودة عنده و حاضرة لديه و هذا معنى علمه بها، و لكن لما كان برهانا الامكان و الوجوب يقومان على اساس الوجود و العدم، فهل عندما نقول الجوانب الوجودية للموجود الممكن حاضرة لديه سبحانه، يعني ذلك انا خرجنا عن البحث و ارتكزنا على الجوانب الوجودية فقط؟ فلعل قائل يقول ان الموجود الكذائي له تلك الجوانب الوجودية و تلك الخصوصيات في الخارج من اساسيات برهان الامكان و الوجود، و ان تلك الخصوصيات للممكنات من تصورات الذهن البشري. كذلك اطلب منكم ارشادي الى الكتب التي تعرضت لصفات الله تعالى و التي بحثت القضية من الزاوية الفلسفية و العقلية.
الجواب الإجمالي

صحيح ان معرفة الذات الالهي و كنهها من الامور المستحيلة على الذهن البشري، و ان الانسان مهما أوتي من قوة ادراكية لا يمكنه معرفة كنه تلك الحقيقة المقدسة؛ الا ان هناك مجموعة من الطرق يمكن اعتمادها في الوصول الى اصل وجود الباري تعالى و التقين بوجوده المقدس، و يمكن تصنيف تلك البراهين و الطرق بالنحو التالي:

1. الطريق العقلي، كبرهان الامكان و الوجوب و غيرهما من البراهين العقلية.

2. الطريق التجريبي المتمثل ببرهان النظم.

3. طريق القلب المتمثل ببرهان الفطرة.

و من اسهل الطرق و افضلها برهان الفطرة (معرفة الله تعالى من طريق القلب)، و ذلك عندما يرجع الانسان الى نفسه يرى نفسه في غنى عن سائر البراهين و الادلة العقلية منها و التجريبية، و ان طريق القلب كاف للاذعان بتلك الحقيقة المقدسة و الوصول الى ديار المحبوب.[1]

الامر الآخر أن تقرير برهان الامكان – مختصراً- يتمثل بالخطوات التالية: لا شك بوجود اشاء في الخارج. و تلك الموجودات إن كانت واجبة الوجود ثبت المطلوب و أنه توجد اشياء واجبة بذاتها، و إن كانت ممكنة الوجود، فلما كانت الممكنات محتاجة الى علة، و مع الاخذ بنظر الاعتبار استحالة التسلسل و الدور، فلابد من توقف السلسلة عند موجود غير محتاج في وجوده الى علة تخرجه من العدم الى الوجود، و هذا ما يعبّر عنه بواجب الوجود (و هو الله تعالى).[2] إذن مستند هذا البرهان يقوم على الاستقلالية وعدم الاستقلالية او الاستقلال الوجودي و التبعية. و بعبارة أخرى: الوجود من وجهة نظر الحكمة المتعالية ذو نوع خاص من المراتب التشكيكية؛ و أن حقيقة الوجود أمر واحد بسيط لكنه مشكك بالأشدية و الأضعفية و التقدم و التأخر، و الوجود المحض منحصر بالباري تعالى، و لا نعني بالوجود المحض مفهوم الوجود في مقابل العدم، بل الجوهرة و سر الاسرار لوجود جميع الموجودات متعلق بالوجود المحض الذي هو اشد درجات الوجود و ان جميع الكمالات متمركزة فيه.

و بهذا نعرف ان الوجود في الحكمة المتعالية ليس مجرد مفهوم، بل الحقيقة المشككة الجامعة لكل الكمالات فيها و من تلك الكمالات العلم و النظم و الحكمة و...

أضف الى ذلك ان الحكماء الاسلاميين قالوا في اثبات علم الباري تعالى: " أن ذاته المتعالية حقيقة الوجود الصرف البسيط الواحد بالوحدة الحقة الذي لا يداخله نقص و لا عدم فلا كمال وجوديا في تفاصيل الخلقة بنظامها الوجودي إلا و هي واجدة له بنحو أعلى و أشرف غير متميز بعضها من بعض لمكان الصرافة و البساطة فما سواه من شي‏ء فهو معلوم له تعالى في مرتبة ذاته المتعالية علما تفصيليا في عين الإجمال و إجماليا في عين التفصيل".[3]

اما السؤال عن اثبات علم الله تعالى فيما اذا اعتمدنا في اثبات وجوده البراهين الوجودية كبرهان الامكان و الوجوب؟[4]، و ما هي العلاقة بين الوجود و العلم؟ فهذا ياتي من باب الخلط بين منهج المتكلمين و منهج الحكمة المتعالية في اثبات وجود الله و علمه تعالى. فلابد في الاجابة عن السؤال المطروح من الانطلاق من فهم الحكمة المتعالية و تلقيها لكل من مفهومي الوجود و العلم الالهي معاً.

 


[1] مقتبس من السؤال رقم 479.

[2] مقتبس من السؤال رقم 479.

[3] العلامة الطباطبائي، السيد محمد حسين، نهايةالحكمة، ص 289، مؤسسة النشر الاسلامي، قم.

[4] من البراهين المعتمدة في اثبات علم الله برهان النظم المنطلق من النظم الحاكم على عالم الوجود و الكاشف عن علم منظمه سبحانه. الا ان الامر يختلف في برهاني الامكان و الوجوب فلابد من تقرير وجود علمه تعالى بصورة أخرى.