Please Wait
الزيارة
6358
محدثة عن: 2012/08/01
کد سایت fa22618 کد بایگانی 27111
گروه الحقوق والاحکام,گوناگون,بیشتر بدانیم
خلاصة السؤال
هل الغيبة من مبطلات الصيام؟
السؤال
مع وجود الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة التي تشير الى بطلان الصيام بسبب الغيبة، لماذا لم نجد الفقهاء يدرجون الغيبة ضمن قائمة مبطلات الصيام؟
الجواب الإجمالي

. كما ان للاعمال الصالحة و الخيرة مراتب و درجات تتفاوت في القيمة و الثواب، كذلك الأمر بالنسبة الى الاعمال الطالحة و الذنوب التي يقترفها الانسان حيث تختلف مراتبها من ناحية الفساد و العقوبة، فلا تقع في مستوى واحد. و الاحاديث الواردة في هذا المجال تشير الى عظمة الغيبة و شدّة الفساد المترتب عليها؛ و ذلك لانها تتصادم مع اعظم قيم الانسان و حيثياته المتمثلة بكرامته و حرمته و ماء وجهه. من هنا ذمتها الشريعة الاسلامية أقبح ذم و بعبارات شديدة اللهجة في أكثر من موضع، ليتعرف الناس على مضارها و الآثار الوخيمة المترتبة عليها و التحرز عن الوقوع فيها.[1]

2. يستفاد من الروايات المنقولة عن الأئمة المعصومين (ع) أن للصيام مراتب؛ و المرتبة الظاهرية منه هي التي اشير اليها في المصادر الفقهية مع بيان شروطها و مبطلاتها، أما المرتبة العليا و الباطنية فتتمثل بالصيام الذي اشار اليه الحديث الشريف "  ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه و سمعه و بصره و جوارحه"؛ يعني عدم وقوع جميع اعضائه في الحرام اثناء الصيام و الابتعاد بها عن مواطن المحرمات و الممنوعات.[2]

و ينبغي الالتفات أن هذا النوع من الصيام هو الذي يقع موضع القبول من الله تعالى و تترتب عليه جميع الآثار المترتبة على الصيام.

نعم، كل مكلف ملزم في المرحلة الاولى بالقيام ببعض الامور التي وردت الاشارة اليها في الكتب الفقهية، و ذلك لان ترك الواجب بذريعة عدم قبول العمل يعد في حدّ نفسه جريمة و ذنباً يستحق العقاب و المؤاخذة الإلهية.

تحصّل: أن الصيام مع ترك سائر الواجبات أو اقتراف بعض المحرمات "كالغيبة" لا يعطي مردوده المطلوب، و لمّا كان كل من تلك الاعمال ذا حكم ٍمستقل في الآثار و النتائج، من هنا تكون الغيبة غير مبطلة للصيام، الا انها تقلل من أثره و قيمته الواقعية قطعاً.[3]

 


[1] مستل من : «الغیبة و اهمیة التوبة منها»، سؤال 4166.

[2] انظر: ابو حنيفة، النعمان بن محمد المغربي‏، دعائم الإسلام، تحقيق، فيضي، آصف‏، ج ‏1،ص 268، مؤسسة آل البيت عليهم السلام،‏ قم، الطبعة الثانية، 1385ق‏.

[3] مستل من السؤال: «مبطلات الصيام»، سؤال 5859.