آیة الإمامة و القیادة فی القرآن الکریم هی الآیة الواردة فی سیاق قصة نجاة خلیل الله إبراهیم (ع) و نبی الله لوط (ع) و کیف وهب الله سبحانه الذریة الصالحة لإبراهیم (ع) [1]، ثم تعرضت الآیة لمقام إمامة هذا النبی العظیم و بینت بعض صفات و مناهج و خصائص هذا المقام الإلهی الشامخ، قال تعالى: " وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاء الزَّکَاةِ وَ کَانُوا لَنَا عَابِدِینَ"[2].
و یستفاد من هذه الآیة خمس خصائص لأئمة الحق و هی:
1 – یدعون الناس إلى الله.
2 – یفعلون الخیرات، و الأعمال الحسنة.
3 – یقیمون الصلاة.
4 – یؤدون الزکاة (الصدقات).
5 – لا یعبدون إلا الله.
فی الحقیقة، إنّ مقام الإمامة مقام تنفیذ کلّ الخطط و الاُطروحات الإلهیّة؛ و بتعبیر آخر: الإیصال إلى المطلوب، و الهدایة التشریعیّة و التکوینیّة، فالإمام من هذه الناحیة کالشمس التی تنمی الکائنات الحیّة بأشّعتها تماماً.
أول خصائص الأئمة الحق هی: أنهم یهدون بأمر الله (یهدون بأمرنا) و لا یعنی بالهدایة الإرشاد و بیان الطریق الصحیح فقط، و الذی هو من شأن النبوّة و الرسالة، بل یعنی الأخذ بالید و الإیصال إلى المقصود. و هذا بالطبع لمن له الاستعداد و اللیاقة و الأهلیّة.[3]
أمّا الموهبة الثّالثة و الرّابعة و الخامسة فقد عبّر عنها القرآن بقوله: "وَأَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِیتَاء الزَّکَاةِ" و هذا الوحی یمکن أن یکون وحیا تشریعیّاً، أی إنّنا جعلنا کلّ أنواع أعمال الخیر و أداء الصلاة و إعطاء الزکاة فی مناهجهم الدینیّة. و یمکن أیضاً أن یکون وحیاً تکوینیّاً، أی إنّنا وهبنا لهم التوفیق و القدرة و الجاذبیة المعنویة من أجل تنفیذ هذه الأمور.
خامس الخصائص و آخرها هو مقام العبودیة، فقال: "و کانوا لنا عابدین"[4]. و التعبیر بـ «کانوا» الذی یدلّ على الماضی المستمر فی هذا المنهج، ربّما کان إشارة إلى أنّ هؤلاء کانوا رجالا صالحین موحّدین مؤهّلین حتّى قبل الوصول إلى مقام النّبوّة و الإمامة، و فی ظلّ ذلک المخطّط وهبهم الله سبحانه مواهب جدیدة.[5]