«کورت»: من "التکویر"، بمعنى الطی و الجمع و اللّف؛ مثل لف العمامة على الرأس، و أخذ هذا المعنى من کتب اللغة و التفسیر و المختلفة.
و استعملت کذلک بمعنى: "الرومی" أو "إطفاء شیء" .. و المعنیان- کما یبدو- مستمدان من المعنى الأصلی.
و على أیّة حال، فالمقصود هو: خمود نور الشمس و ذهابه، و تغیّر نظام تکوینها.
و کما بات معلوما فالشمس فی وضعها الحالی، عبارة عن کرة مشتعلة، على هیئة غازیة ملتهبة، و تتفجر الغازات على سطحها بصورة شعلات هائلة محرقة، قد یصل ارتفاعها إلى مئات الآلاف من الکیلو مترات! و لو قدّر وضع الکرة الأرضیة وسط شعلة منها، فإنّها تستحیل فورا إلى رماد و کتلة من الغازات!! و لکن عند حلول وقت نهایة العالم، و الاقتراب من یوم القیامة، سیخمد ذلک اللهب المروع، و ستجمع تلک الشعلات، فیطفأ نور الشمس، و یصغر جمها و هو ما أشیر إلیه بالتکویر.
و جاء فی (لسان العرب): "کورت الشمس: جمع
ضوءها و لف کما تلف العمامة".
و قد أیّد العلم الحدیث هذه الحقیقة، من خلال اعتقاده و بعد دراسات علمیة کثیرة، بأنّ الشمس تسیر تدریجیا نحو الظلام و الانطفاء.
و یأتی المشهد الثّانی: "وَ إِذَا النُّجُومُ انْکَدَرَتْ".
«انکدرت»: من "الانکدار"، بمعنى السقوط و التناثر، و اشتق من "الکدورة"، و هی السواد و الظلام.
و یمکن جمع المعنیین فی الآیة، لأنّ النجوم فی یوم القیامة ستفقد إشعاعها و تتناثر و تسقط فی هاویة الفناء، کما تشیر إلى ذلک قوله تعالى"وَ إِذَا الْکَواکِبُ انْتَثَرَتْ" [1]و قوله سبحانه:" فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَت"[2]