إن تعیین لغة بعنوان اللغة الرسمیة أمر طبیعی رائج فی جمیع أنحاء العالم، فکل دولة تتعین فیها لغة باعتبارها اللغة الرسمیة، و یجب على جمیع أفراد المجتمع - و خاصة المؤسسات العلمیة و الثقافیة - أن تلتزم بهذه اللغة فی مخاطباتها و أداء مهامها، و لابد من تمکنها و إحاطتها باللغة المذکورة. إضافة إلى ذلک فإن اللغة الفارسیة من اللغات الغنیة فی العالم، و إن العلماء الناطقین بالفارسیة کتبوا الکثیر من العلوم العالمیة الهامة باللغة الفارسیة، و ذلک ما یعلل اهتمام الکثیر من العلماء فی العصر الحاضر باللغة الفارسیة، و قد خصصت مقاعد دراسیة فی الکثیر من الجامعات فی الدول الخارجیة لدراسة اللغة الفارسیة.
و فی النهایة یمکن القول: إن إجبار الأفراد الذین تکون لغتهم الأم غیر اللغة الفارسیة على تعلم هذه اللغة یمثل نقطة قوة و امتیاز بالنسبة إلیهم و ذلک من خلال إضافة ثقافة إلى ثقافتهم و لغة غنیة بالعلم و الثقافة، فالعربی و الترکی و ... یستفید الکثیر حینما یتعلم الفارسیة إضافة إلى لغته الأم، فی حین لا یجد أبناء اللغة الفارسیة هذا الامتیاز حینما یتحدثون بلغتهم الأم فقط.
و فی دستور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة یوجد اهتمام بحقوق اللغات المحلیة، فقد جاء فی المادة الخامسة عشرة فی القانون الأساس ما یلی:
الفارسیة هی اللغة الرسمیة و الخط المشترک لعامة أفراد الشعب الإیرانی، و یجب أن تکون الوثائق و المکاتبات الرسمیة و الکتب الدراسیة بهذه اللغة و هذا الخط، و لکن الاستفادة من اللغة المحلیة و القومیة و المطبوعات و وسائل الإعلام و تدریس الآداب الخاصة بتلک اللغات فی المدارس أمر مسموح به بکامل الحریة.
و قد ورد فی المادة السادسة عشرة - بخصوص اللغة العربیة - ما یلی:
مع الأخذ بنظر الاعتبار أن اللغة العربیة هی لغة القرآن و العلوم الإسلامیة، و بالنظر لامتزاجها باللغة الفارسیة إلى حد کبیر یجب أن تدرس هذه اللغة بعد انتهاء الدور الابتدائی و إلى نهایة الدور الثانویة فی جمیع الصفوف و جمیع الاختصاصات.
و من المعلوم ان ایران تتکون من شعوب و اقوام مختلفة فهی بحاجة الى لغة جامعة تجمع بینهم هذا من جهة و من جهة ثانیة ان ای لغة تختار سوف یتوجه السؤال الیها مثلا لماذا تکون اللغة الترکیة او الکردیة او العربیة او...هی اللغة الرسمیة؟