النساء اللواتي كن حاضرات مع قافلة الحسين(ع) في قیام كربلاء وخاصة يوم عاشوراء، مثل السیدة زينب(س) التی نقلت رسالة الحركة الحسينية من بيت إلى بيت لأهل العراق والشام ثم إلى التاريخ كله. سيدة مثل ام وهب التی کانت تشجع ابنها و تحرضه على مساعدة الإمام الحسين(ع). وبعد استشهاد ابنها، عندما يقوم العدو - لإضعاف معنويات هذه الأم والنساء الأخريات - بإرسال رأس ابنها الشهید إلیها، تقول هذه السيدة الشجاعة بكل شجاعة أننا لن نستعيد الرأس الذي قدمناه في سبیل الله و ...؛ فالنساء اللواتي كن على استعداد تام للقتال والاستشهاد، وكان عائقهن الوحيد لدخول المعركة هو کونهن نساء، سيكافأن مکافاة المجاهدين والشهداء فی هذه الواقعة.
اننا نقرأ في رواية عن نبي الإسلام(ص) ان النساء اللواتي يبقين في المنزل لأنهن نساء لهن اجر المجاهدین، ناهيك عن اللواتی کن يتواجدن إلى حد ما في ساحة المعركة واللواتی عانین من متاعب وشدائد الأسر:
«رُوِيَ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِالْفَضْلِ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَا لَنَا عَمَلٌ نُدْرِكُ بِهِ عَمَلَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مِهْنَةُ إِحْدَاكُنَّ فِي بَيْتِهَا تُدْرِكَ عَمَلَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّه».[1]
وعليه فإن هؤلاء النسوة سيدخلن الجنة مع شهداء عاشوراء يوم القيامة ومع سيد الشهداء، ويتنعمن معهم بنعیم الجنة.
[1]. الفتال النيشابورى، محمد بن احمد، روضة الواعظين و بصيرة المتعظين، ج 2، ص 376، قم، رضى، الطبعة الاولی، 1375ش.