ان الله تعالی قد منح الانبیاء(ع) القدرة علی الاتیان بالمعجزات لإثبات نبوتهم للناس، حتى يتمكن الناس من خلال ذلک التمييز بين الأنبياء الحقيقيين و من ادعا النبوة کذبا.[1] فلكل من الأنبياء معجزاته الخاصة قد اشار القرآن الکریم الی بعض منها. ومن هؤلاء الأنبياء عيسى(ع) الذي ورد ذكر معجزات كثيرة له في القرآن الكريم.
- قبل تكليف عيسى(ع) بإرشاد الناس، كانت المعجزة تکلمه في الساعات الأولى من الحياة. كان السبب الرئيسي لهذه المعجزة هو مواساة والدته وتطهیر وتنزیهها من التهم. لقد تكلم عيسى(ع) بعد ولادته مع والدته و واساها: «فَنَادَاهَا مِن تحَتهِا أَلَّا تحَزَنىِ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تحَتَكِ سَرِيًّا».[2]
وللمرة الثانية، ولرد التهم ودفعها عن والدته، تحدث إلى الناس وقدم نفسه على أنه نبي الله:
«قَالَ إِنىّ عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانىِ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنىِ نَبِيًّا* وَ جَعَلَني مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصاني بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا* وَ جَعَلَنىِ مُبَارَكا أَيْنَ مَا كُنتُ وَ أَوْصَانىِ بِالصَّلَوةِ وَ الزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَ بَرَّا بِوَالِدَتىِ وَ لَمْ يجَعَلْنىِ جَبَّارًا شَقِيًّا* وَ السَّلَامُ عَلىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا».[3]
ففي آيات أخرى، تم ذكر هذه المعجزة بإيجاز: «وَ يُكَلِّمُ النَّاسَ فىِ الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ مِنَ الصَّالِحِينَ».[4]
- وکانت له معجزات أخرى مثل احیاء الأموات، وشفاء المرضى، والاخبار عن الغيب، وأخيراً نزول المائدة السماوية. جاء فی آیة من القرآن الکریم:
«وَ رَسُولاً إِلىَ بَنىِ إِسْرَ ءِيلَ أَنىّ قَدْ جِئْتُكُم بِايَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنىّ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئةِ الطَّيرْ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرْا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْىِ الْمَوْتىَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكلُونَ وَ مَا تَدَّخِرُونَ فىِ بُيُوتِكُمْ إِنَّ فىِ ذَالِكَ لاَيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».[5]
لقد عبر القرآن الکریم عن هذه المعجزات في آية أخرى بتعبير یختلف عن الآية السابقة:
«إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسىَ ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتىِ عَلَيْكَ وَ عَلىَ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكلَّمُ النَّاسَ فىِ الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَ الحْكْمَةَ وَ التَّوْرَئةَ وَ الْانجِيلَ وَ إِذْ تخَلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئةِ الطَّيرْ بِإِذْنىِ فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيرْا بِإِذْنىِ وَ تُبرْئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنىِ وَ إِذْ تخُرِجُ الْمَوْتىَ بِإِذْنىِ وَ إِذْ كَفَفْتُ بَنىِ إِسْرَ ءِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنهْمْ إِنْ هَاذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ».[6]
والمعجزة الأخرى نزول المائدة السماوية التي نزلت بطلب من الحواریین وبدعاء عيسى(ع):
«قَالَ عِيسىَ ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لّأِوَّلِنَا وَ ءَاخِرِنَا وَ ءَايَةً مِّنكَ وَ ارْزُقْنَا وَ أَنتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَّهُ إِنىّ مُنزَّلُهَا عَلَيْكُمْ...».[7]
[1]. راجع: «معرفة مدعی الوحی »، السؤال 119؛ «موقع المعجزه فی رسالة الانبیاء»، السؤال 11681.
[2]. مریم، 24.
[3]. مریم، 30 - 33.
[4]. آل عمران، 46.
[5]. آل عمران، 49.
[6]. المائده، 110.
[7]. المائده، 114 - 115.