إن التوسل بغیر الله سبحانه و طلب العون من الانبیاء و الاولیاء و هو ما کان متداولاً و متعارفاً عند المسلمین في مختلف الاعصار، لیس معناه جعلهم شرکاء لله تعالى في فعله، بل المقصود أن الله یستجیب للناس طلباتهم و حاجاتهم ببرکة وجود هؤلاء. و في الحقیقة فان هؤلاء إنما یتوسلون بالله نفسه بواسطة الاولیاء و هم یدعون الله لکي یقضي حوائجهم، و یدعون أولیاء الله لکي یطلبوا لهم حوائجهم من الله.
و قد طلب هذا المعنی من المؤمنین في القرآن الکریم في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ وَ جاهِدُوا في سَبيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[1].
و من هنا نقول على نحو الاختصار: إن التوسل باولیاء الله أمر یرتضیه العقل و الشرع، و سیرة النبي الاکرم (ص) و أئمة أهل البیت (ع) و جمیع المسلمین قدیماً و حدیثاً قائمة علی جواز التوسل باولیاء الله، و کان النبي الاکرم (ص) و الأئمة (ع) یحثون الناس على التوسل بالقرآن و بأولیاء الله.[2]
و بناءً علی هذا فان الانبیاء و الاولیاء یمکنهم بأمر الله و إذنه أن یتصرفوا عند اللزوم في عالم التکوین و الخلقة و أن یوجدوا بعض الحوادث علی خلاف العادة و السیر الطبیعي. و أن جملة (إن الحکم لله) التي ظاهرها نفي الحکم التکویني و التشریعي) عن غیر الله، تشير الى معنی واضح و هو أن کل أمر في عالم التکوین و الخلق و في عالم التشریع و الاحکام الدینیة هو بید الله، و اذا طلبنا من أولیاء الله و الائمة أمراً أو حاجة مع الالتفات الی كونهم لا یفعلون شیئاً الا بإذن الله، فان ذلک لا یتنافی مع التوحید قطعاً، فیجوز لنا أن نقول: ( یاعلي مدد).
و الملاحظ من خلال مراجعة الآیات و الروایات أن الأئمة یمکنهم أن یعینونا مطلقا في زمان حیاتهم و بعد رحيلهم عن هذا العالم، و أنه لا اشكال في طلب الرزق منهم بلحاظ کونهم واسطة في الفیض.[3] وانهم وجهاء عند الله.
ولمزيد الاطلاع يمكن مراجعة المواضيع التالية:
- موضوع: التوسل في القرآن و السنة، السؤال رقم 2032 (الموقع 2265).
- موضوع: فلسفة التوسل بأهل البیت، السؤال رقم 1321 (الموقع1316).
- موضوع: التوسل و الارتباط المباشر مع الله، السؤال رقم11274 (الموقع11096).
- موضوع: نفي مالکیة النفع و الضرر عن النبي و طلب الشفاعة منه، السؤال رقم618 (الموقع676).
- موضوع: دور الوسائط في التقرب الی الله، السؤال رقم 1269 (الموقع2577).
- تفسیر الامثل، ج5، ص265وج3ص83 وج2ص557-559.
[1] المائدة: 35.
[2] اقتباس من موضوع: التوسل فی القرآن والسنة، السؤال رقم: 2032( الموقع: 2265).
[3] وللاطلاع أکثر، لاحظ: موضوع: المبانی الفلسفیة للمهدویة، السؤال: 1106 ( الموقع: 1901).