Please Wait
الزيارة
7209
محدثة عن: 2008/02/20
کد سایت fa418 کد بایگانی 1489
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
لماذا بقی محل دفن فاطمة الزهراء (س) مخفیاً الی الآن بینما ظهر مرقد علی (ع) بعد فترة؟
السؤال
بالنظر الى وجود العداء لعلی (ع) و الزهرا (س)، لماذا عُرف مرقد علی (ع) بعد فترة و لکن بقی مرقد الزهرا (س) مخفیاً؟
الجواب الإجمالي

ینبغی الالتفات الی ان سبب إخفاء قبر أمیر المؤمنین (ع) و الصدیقة الزهراء (س) لم یکن امراً واحداً. فان سبب اخفاء قبر أمیر المؤمنین (ع) هو وجود جملة من الأعداء الحاقدین علیه (ع) کان من الممکن أن یعتدوا علی قبره، و لکن على أثر مرور الزمان و زوال اولئک الاشخاص و اقتدار مذهب أهل البیت (ع) أیضاً قلل من احتمال هتک حرمة القبر و من جهة اخری فان اخفاء قبره (ع) بین المزارع و البرارِی قد حرم الناس من برکات کثیرة و من فیوضاته الوجودیة بسبب عدم معرفتهم لمحل القبر و لو بشکل تقریبی و لذا قام الائمة (ع) بارشاد خلٌص الشیعة ابتداءً الی الموضع الدقیق للقبر، و شیئا فشیئاً و على اثر أزدیاد قدرة الشیعة و سیطرتهم فقد صار معروفاً للجمیع.

اما سبب اخفاء قبر الصدیقة الزهراء‌ (س) و هو ما تم بوصیتها (ع) فهو فی الواقع بمثابة الاعتراض علی ما حصل فی امر الخلافة بعد النبی (ص) و ما تم من ازاحة اهل البیت عن الساحة و منصب الخلافة و إعلان لرفض تلک الواقعة.[1] اذن فما دام المجتمع الاسلامی بشکل عام لم یعرف هذه الحقیقة و لم ینکشف له الکثیر من حقائق التاریخ الاسلامی فان علة اخفاء قبرها (ع) ستکون موجودة أیضاً.

و الملاحظة الاخرى هی ان اخفاء قبرها (س) هو بمثابة السد الذی یمنع من تحریف تاریخ صدر الاسلام و یقف فی وجه المنکرین لمخالفة الزهراء (س) و موقفها من تلک الاحداث، و هذه القضیة بنفسها علامة ترشد الباحثین عن الحقیقة فی بحر الفتن المتلاطم الى ساحل النجاة و تنفض الغبار عن وجه الحقیقة و تتم الحجة علی الجیمع.

مضافاً الی ان الدائرة القریبة لقبرها[2] (س) قد بینت، فیستطیع الناس زیارة هذه الاماکن القریبة من بعضها و التزود من البرکات و الفیوضات المعنویة لقبرها الشریف (س).

على أی حال فالذی تقدم هو ملاحظات تؤیدها القرائن و الشواهد و لیس معنى ذلک ان ما ذکر هو جمیع أسرار هذه القضیة فقد تکون هناک اسرار خفیة اخرى لهذه القضیة تکشف فی المستقبل.



[1] لاحظ: شرح نهج البلاغة، ابن ابی الحدید، ج 16، ص 281؛ و محنة فاطمة بعد وفاة رسول الله (ص) (نصوص تاریخیة من مصادر السنة المعتمدة)، الشیخ عبدالله الناصر، ص 179- 206.

[2] طبقا للروایات فان احد الامکنة هو ما بین المنبر و محراب المسجد او فی منزلها (س) او مقبرة البقیع، فتلک هی الامکنة التی ذکرت لمحل قبرها (س).