یجب الالتفات الی أن الصلاة هی من العبادات التوقیفیة أی یجب أداؤها بالکیفیة التی وردت من الشارع المقدس، و بعبارة أخری: یجب أداؤها بنفس الکیفیة التی أمرنا بها النبی(ص) و الأئمة المعصومون(ع).
و اما ما ورد فی بعض المصادر الشیعیة من أنه إذا کان لک حاجة فصلّ رکعتین و بعد السلام و تسبیح السیدة فاطمة(ع)، تسجد و تستغیث بالسیدة الزهراء(س)،[1] فینبغی أن یقال: أولاً: أن هذه الروایة فیها إشکال من ناحیة السند و یصطلح علیها فی علم الحدیث بأنها مرسلة، و ثانیاً: انها تتعلّق بالسجود بعد الصلاة و لیس السجود فی الصلاة. و ثالثاً: أن فی هذه الروایة إشارة الی أمر دقیق و هو أن السیدة فاطمة(س) هی من التجلیلات الکاملة للأسماء و الصفات الإلهیة، و بناء علی هذا فربما کان الإمام الصادق(ع) قد أمر بعض الأشخاص من اولی المعرفة العالیة بمثل ذلک و کان لهؤلاء القدرة علی فهم النکات الدقیقة للمعارف الإلهیة و یمکنهم أن یمیّزوا بین التوسل الذی یوجب الشرک و التوسل الذی هو کمال التوحید.
و فیما یتعلّق بکون التوسل لا یتنافی مع التوحید یمکنکم الرجوع الی الموضوع رقم 1316 و 2265 و 590 لنفس هذا الموقع.
[1] روی المفضل بن عمر عن ابی عبد الله (ع) قال إذا کانت لک حاجة الی الله و ضقت بها ذرعاً فصل رکعتین فإذا سلّمت کبّر الله ثلاثاً و سبّح تسبیح فاطمة ثم اسجد و قل مائة مرة یا مولاتی یا فاطمة اغیثینی ثم ضع خدک الأیمن علی الأرض و قل مثل ذلک ثم عد الی السجود و قل مائة مرة و عشر مرات و اذکر حاجتک فإن الله یقضیها، بحارالانوار، ج 91، ص 31.