إن من بین شروط مرجع التقلید فی الفقه الشیعی هو "حیاة" المرجع، فإذا توفى مرجع التقلید، یجب على الإنسان إذا أراد البقاء على تلقیده، الرجوع الى المجتهد الحی، فإذا أجاز له تقلید المیت عند ذلک یمکنه البقاء على تقلیده. ففی الحقیقة الانسان المکلف یقلّد المجتهد الحی و باذنه یبقى على تقلید المیت[1].
بید أنّ هذا المکلف یمکنه فی المسائل التی یقلد فیها المجتهد المیت (مثل رؤیة الهلال) أن یرجع الى المجتهد الحی[2].
إن الاستهلال بالعین المسلحة أو غیر المسلحة بحث فقهی تخصصی بحت. و قد تعددّت فیه أقوال الفقهاء العظام بناء على قراءتهم المتعددّة للأدلة الفقاهتیة و الاجتهادیة. فالبعض، لا یثبت عنده الشهر إلا برؤیة الهلال بالعین المجردة، و البعض الآخر، یجیز الرؤیة بالعین المسلحة[3]. و علیه، إذا ثبت أول الشهر عند أحد الفقهاء القائلین بهذا المبدأ (ثبوت الشهر بالعین المسلحة)، فقد طبّق رأیه الفقهی الخاص به فقط، و کل من عمل بفتوى مرجعه فذمته بریئة. و هنا، إذا وقع اختلاف بین البینات الشرعیة فی ثبوت أول الشهر، و صدر من الحاکم الشرعی، الحکم بأول الشهر، یکون حکمه حجة شرعیة على جمیع المکلّفین[4].
و لکن فی حال عدم صدور الحکم منه، یعمل کل مکلف حسب رأی مرجعه. هذا کله إذا تیقن المکلف بأن ثبوت أول الشهر عند آیة الله الخامنئی کان على أساس هذا المبدأ و لم یر الهلال عند سماحته بالعین غیر المسلحة.
[1] اتفق جمیع الفقهاء العظام بأن من لم یرجع بعد وفاة مجتهده إلى مجتهد حی، حکمه کحکم من یقوم بأعماله الشرعیة من دون تقلید. راجع: التبریزی، الاستفتاءات، س10، مکتب آیة الله الخامنئی، وحید، الصافی؛ هدایة العباد، ج1، التقلید، م15، آیة الله بهجت؛ وسیلة النجاة، ج1، التقلید، م15؛ و الآیات العظام السید الإمام، فاضل، نوری، مکارم، السیستانی، تعلیقات على العروة الوثقى، التقلید، م52.
[2] آیة الله الخامنئی، اجوبه الاستفتاءات، ص 9.
[3] نفس المصدر، ص 186.
[4] نفس المصدر، ص188.