إن أحکام الإسلام و تعالیمه فی التعامل مع الطهارة و النجاسة بسیطة جداً و بعیدة عن کل تعقید.
حین الجنابة یتنجّس من البدن و الثیاب فقط ما تلوّث بالمنی، و تبقی بقیّة مواضع البدن و الثیاب طاهرة و بناء علی هذا فیکفی للمنع من انتقال النجاسة و سرایتها تطهیر (شطف) الموضع الملوّث و لا یجب الغسل، لأن غسل الجنابة طهارة باطنیة تجب لأداء بعض الأعمال مثل الصلاة، و لمس کتابة القرآن و مس أسماء الله و مس أسماء النبی و الأئمة (ع) و المکث فی المساجد و...
و علی هذا الأساس فإذا کنت بعد الجنابة قد غسلت المواضع المتنجّسة من بدنک فقد زالت النجاسة و لم یتنجس أی شیء، أما إذا لم تکن قد غسلت المواضع النجسة من بدنک و ثیابک فی حال وجود الرطوبة و ان الرطوبة قد انتقلت. و علی أیة حال فلا یجب علیک الّا غسل المواضع التی تعلم و تتیقّن بأنک قد نجّستها (ان أمکنک ذلک) و إن لن تتمکن من ذلک و کانت الأشیاء المتنجسة من الأشیاء التی تستعمل فی الأکل و الشرب فیجب أن تخبر أصحابها لکی یقوموا بتطهیرها، و أما بقیة الأشیاء فلا یجب الاخبار عن نجاستها.[1]
الا ان یکون ذلک حرجیاً و ینطبق علیه عنوان الحرج کأن یکون الاخبار عن النجاسة مسبباً لفضیحتک. و نذکّر بأن بعض الوسائل و اللوازم المنزلیة التی تغسل عادة یومیاً أو بعد استعمالها لا یلزم غسلها مرة ثانیة. و بالطبع فإنه یجب علیک قضاء ما فاتک من الصلوات فی هذه الفترة.
و مع هذا و حیث أنک طلبت الحکم الفقهی للسؤال المذکور فقد رأینا من اللازم أن نستفتی المراجع العظام و سماحة آیة الله هادوی الطهرانی(دامت برکاته). و الأجوبة التی حصلنا علیها کما یلی:
مکتب سماحة آیة الله العظمی السیستانی (مد ظله العالی):
إذا تاب الإنسان فإن الله یقبل توبته و یغفر له، و لا ینبغی للانسان أن ییأس من رحمة الله فی حال من الأحوال. و علیک أن تأتی بغسل صحیح بنیّة تطهیر الذمة ثم تقوم بقضاء الصلوات التی تعلم بأنک ترکتها تدریجاً. و دمت موفقاً.
مکتب سماحة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):
یعتبر الإستمناء من الذنوب الکبیرة و له آثاره السیئة فی الدنیا و الآخرة الا أن تتوب من ذلک و تقوم بتدارک ما فات بالأعمال الصالحة. و لمزید التفصیل راجع کتابنا (المشکلات الجنسیة للشباب). لا تقلق و لا تیأس من رحمة الله أبداً. إستعن بالله و اعتمد علی إرادتک فی ترک هذا العمل القبیح. و لا شیء علیک فیما یرتبط بالماضی.
جواب آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته) کما یلی:
- المنی نجس و إذا لاقی شیئاً تنجس موضع الملاقاة.
- نجاسة المنی کباقی النجاسات تزول بالتطهیر –أی الغسل بالماء أو ما یطهر بنظر العرف مثل الماء-.
- الغسل هو لرفع الحدث الأکبر أی الجنابة و لا علاقة له بالنجاسة و تطهیرها. نعم یجب أن یکون کل عضو طاهراً قبل غسله.
- کل موضع یحصل العلم و الیقین بنجاسته فهو نجس، و الموارد المشکوکة محکومة بالطهارة.
- الإخبار بالنجاسة فی حالة امکانه و عدم ترتب مفاسد، واجب فی الأشیاء المأکولة و المشروبة و أوانیها، و لیس واجباً فی غیر ذلک.
- ینبغی الالتفات الی ان الإسلام دین التساهل و المسامحة، و إذا تعرّف الإنسان علی أحکامه بشکل صحیح فسوف ترون أنه لا یلزم من العمل بها أی عسر و حرج و مشقة.
و للإطلاع أکثر یراجع:
1- موضوع: الاستمناء و التوبة، السؤال رقم 3912 (الموقع: 4335).
2- موضوع: دفع الأفکار و الخواطر السیئة، السؤال رقم 5714 (الموقع: 5976).
3- الموضوع: طرق تقویة الارادة، السؤال رقم 525 (الموقع: 572).
4- الموضوع: طرق اکتساب محبة الله، السؤال رقم 1214 (الموقع 2049).
5- الموضوع: حکم اداء الصلوات مع الجهل بغسل الجنابیة، السؤال رقم 1464 (الموقع: 2384).
[1] توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج1، ص142، س282 : إذا نجس الضیف بعض اثاث مضیفه فهل یجب علیه اطلاع المضیف؟ ج: لا یجب فی غیر المأکول و المشروب و اوانی الطعام. العروة الوثقی (المحشی)، ج1، ص189 مسألة 35: إذا استعار ظرفاً أو فرشاً أو غیرهما من جاره فتنجس عنده هل یجب علیه اعلامه عند الرد؟ فیه اشکال و الأحوط الإعلام. بل لا یخلو عن قوة إذا کان مما یستعمله المالک فی ما یشترط فیه الطهارة. (الإمام الخمینی: الأقوی وجوب الإعلام فیما یستعمله فی الأکل و الشرب، و الأحوط ذلک فیما یستعمله فیما یشترط فیه الطهارة الواقعیة، و فی غیرها الأقوی عدم الوجوب).