هناک معاییر مشترکة بین جمیع المسلمین على تشخیص الحدیث الصحیح من غیره من قبیل عدم معارضته للقرآن أو السنة القطعیة و کون الروایة مسندة مع وثاقة الراوی للحدیث، و عدم کون سلسلة السند منقطعة إلى غیرها من المعاییر، و لکن یجب أن نلتفت إلى أن هناک اختلافا بین الشیعة و السنة فی الکثیر من الأصول و أسالیب معرفة الحدیث و طرق تطبیق الکلیات على المصادیق، و لهذا یجب أن یدرس صحة کل حدیث على أساس کلتا المدرستین بشکل مستقل.[1]
إذن اعتبار حدیث أو کتاب أو عدمه عند أهل السنة، لا یدل لزوما على تأیید نفس الرأی عند الشیعة، حتى نستطیع أن نعطی قاعدة قطعیة فی هذا الأمر.
إن الشیخ الألبانی الذی أشرتم إلیه فی سؤالکم، هو من أعلام أهل السنة المعاصرین و له شهرة عالیة فی أوساطهم العلمیة.
لقد ولد فی سنة 1914 م. فی ألبانیة الواقعة فی أوربا و درس فی سوریا و أنتج مؤلفات کثیرة فی علم الحدیث و توفی فی سنة 1999م.
باعتبار وجود بعض الاختلافات فی هیکلیة علم الحدیث بین مدرسة أهل السنة و مدرسة أهل البیت (ع)، فنحن لا نقیم آراء هذا العالم و کتبه و نظرائه من العلماء، کما لا نستبعد وجود أبحاث قیمة فی کتبهم مع کل الإشکالات التی قد ترد علیهم. طبعا إذا کنتم تقصدون نظریة و فکرة خاصة قد طرحت فی هذه الکتب فبإمکانکم أن ترسلوها مع ذکر کامل مواصفاتها لنتناولها بالبحث.
الجدیر بالذکر هناک روایات کثیرة صححها أو أکد على صحتها أو حسنها الشیخ الالبانی یمکن ان تساعد الباحث فی الوصول الى إثبات أحقیة أهل البیت (ع).
[1] على سبیل المثال، یعتبر تشیع الراوی أو میله إلى التشیع نقطة ضعف فی مدرسة أهل السنة. راجع: تهذیب الکمال، میزان الاعتدال، لسان المیزان و غیرها من کتبهم الرجالیة.