کلمة «الطاغوت» مشتقة من «طغی» و «طغو» بمعنی العلو والتجاوز عن الحد والاعتدال ویعتبره الراغب الأصفهاني تجاوز الحدّ في العصيان.[1]
قال البعض: إن کلمة طاغوت صیغة مبالغة ک "ملكوت" و "جبروت" اللذین یستعملان للمبالغة في المالكیة والجباریة. تستعمل هذه الکلمة فيما يحصل به الطغيان كأقسام المعبودات من دون الله كالأصنام، والشياطين، والجن، وأئمة الضلال، وكل متبوع لا يرضى الله سبحانه باتّباعه، و يستوي فيه المذكر والمؤنث و المفرد والتثنية والجمع.[2]
ویعتقد بعض المفسرین؛ أن کلمة طاغوت، بمعناها اللغوي تشمل کلّ أناني ومتمرد علی الفکر والحریة وحقوق الناس. أما الموارد والأشخاص التی ذکروها مثالا لمعنی هذه الکلمة، مثل الشيطان، الكاهن، قادة الضلال، المتمرّدین من الانس والجن، والنفس الطاغیة، فإن کلها حسب فهم المتکلم او المخاطب.[3]
لذلك، فإن الطغیان هو التمرد والانحراف عن المسار الطبيعي والفطري. وطغیان الماء هو فیضانه وتجاوزه الحد وخروجه من مجراه الطبيعي وتدميره للقرى والمزارع. وطغیان الشخص علی نفسه هو بمعنی هيمنة الأنانية أو بعض الصفات الحيوانية علی الانسان وفطرته. والطغیان علی الخلق هو الهيمنة الاستبدادية على حقوقهم ومواهبهم، والتی نتیجتها خلق الفساد على الأرض، كما يقول القرآن: «الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ»؛[4]
إن مصدر الطغیان هو نفس الانسان وأهوائه ورغباته النفسانیة، حیث یظن أنه أصبح مستغنیا عن الله لما یمتلکه من مال أو قوة أو علم هو في الحقیقة وهم وخالق للکبریاء:[5] «كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى؛[6]
لذلك، فان أي عبادة لغیر الله، تعتبر طاغوتا، سواء كانت تلک العبادة، عبادة الشيطان أو الصنم، أو أي شيء آخر ... إن طاغوت کل انسان هو نفسه الأمّارة التي تأمره بالشّر وتعدل به عن الصراط المستقيم إلی تیه الضلال.[7]
وفي هذا الصدد جاء في الأحاديث: «كُلُّ حَاكِمٍ يَحْكُمُ بِغَيْرِ قَوْلِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَهُوَ طَاغُوت»؛[8] لأننا نعلم أن أهل البیت(ع) طبقا لحدیث الثقلین، یعتبرون مرجعًا للحكم مثل القرآن، وبطبيعة الحال، فإن من يعارضهم یطغی و يتمرد على الله تعالی ورسوله(ص).
[1]. الراغب الأصفهانی، الحسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، المحقق، الداودی، صفوان عدنان، ص ۵۲۰، دمشق، بیروت، دارالقلم، الدار الشامیة، الطبعة الاولی، 1412ق.
[2]. المصطفوی، حسن، تفسیر روشن، ج 3، ص 323، طهران، مرکز نشر الکتاب، الطبعة الاولی، 1380ش؛ الطباطبایی، السید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 2، ص 344، قم، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الخامسة، 1417ق.
[3]. الطالقانی، سید محمود، پرتوی از قرآن، ج 2، ص 20، طهران، شرکة مساهمة للنشر، الطبعة الرابعة، 1362ش.
[4]. الفجر، 11- 12.
[5]. پرتوی از قرآن، ص ۲۰۷- ۲۰۸.
[6]. العلق، 6.
[7]. رشیدالدین المیبدی، احمد بن ابی سعد، کشف الأسرار و عدة الأبرار، المحقق، حکمت، علی اصغر، ج 1، ص 69، طهران، امیر کبیر، الطبعة الخامسة، 1371ش.
[8]. ابن حيون، نعمان بن محمد المغربى، دعائم الإسلام، المحقق، المصحح، الفيضي، آصف، ج 2، ص 530، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الثانیة، 1385ق.