بحث متقدم
الزيارة
7527
محدثة عن: 2013/08/27
خلاصة السؤال
ما المراد من الحکمة القائلة (ِّ قِیمَةُ کُلِّ امْرِئٍ مَا یُحْسِنُهُ)؟
السؤال
ما المراد من الحکمة القائلة (ِّ قِیمَةُ کُلِّ امْرِئٍ مَا یُحْسِنُهُ)؟
الجواب الإجمالي

یقول شارحوا کلام أمیر المؤمنین علی (ع) فی بیان معنی قوله (ِّ قِیمَةُ کُلِّ امْرِئٍ مَا یُحْسِنُهُ )[1]:ان قیمة کل شخص و شخصیة و منزلته بین الناس یرتبط بمقدار علمه و معرفته. و (یحسن) من احسن الشیء اذا تعلمه و صار حاذقاً فیه. أی ان عزة کل انسان و کرامته عند الناس هی بمقدار علمه. فاذا اردت ان یزداد احترام الناس لک و توقیرهم إیاک فازدد علما. لان ازدیاد القیمة و قلتها هو باعتبار وجود العلم و عدمه.

 

وقد اشار السید الرضی (ره) الى عظمة هذه الحکمة العلویة بقوله: و هی الکلمة التی لا تصاب لها قیمة و لا توزن بها حکمة و لا تقرن إلیها کلمة.[2]

 

ویقول ابن ابی الحدید فی شرح نهج البلاغة: قد سلف لنا فی فضل العلم أقوال شافیة و نحن نذکر هاهنا نکتا أخرى. یقال إن من کلام أردشیر بن بابک فی رسالته إلى أبناء الملوک بحسبکم دلالة على فضل العلم أنه ممدوح بکل لسان یتزین به غیر أهله و یدعیه من لا یلصق به. قال: و بحسبکم دلالة على عیب الجهل أن کل أحد ینتفی منه و یغضب أن یسمى به. و قیل لأنوشروان ما بالکم لا تستفیدون من العلم شیئا إلا زادکم ذلک علیه حرصا؟! قال: لأنا لا نستفید منه شیئا إلا ازددنا به رفعة و عزا. و قیل له: ما بالکم لا تأنفون من التعلم من کل أحد؟! قال: لعلمنا بأن العلم نافع من حیث أخذ. و قیل لبزرجمهر: بم أدرکت ما أدرکت من العلم؟ قال: ببکور کبکور الغراب و حرص کحرص الخنزیر و صبر کصبر الحمار. و قیل له: العلم أفضل أم المال؟ فقال: العلم. قیل: فما بالنا نرى أهل العلم على‏ أبواب أهل المال أکثر مما نرى أصحاب الأموال على أبواب العلماء؟ قال: ذاک أیضا عائد إلى العلم و الجهل و إنما کان کما رأیتم لعلم العلماء بالحاجة إلى المال و جهل أصحاب المال بفضیلة العلم.

 

و قال الشاعر:

 

         تعلم فلیس المرء یخلق عالما            و لیس أخو علم کمن هو جاهل‏

 

            و إن کبیر القوم لا علم عنده            صغیر إذا التفت علیه المحافل[3]

 

قال امیر المؤمنین (ع): أُوصِیکُمْ بِخَمْسٍ لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَیْهَا آبَاطَ الْإِبِلِ لَکَانَتْ لِذَلِکَ أَهْلًا لَا یَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْکُمْ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا یَخَافَنَّ إِلَّا ذَنْبَهُ وَ لَا یَسْتَحِیَنَّ أَحَدٌ مِنْکُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا یَعْلَمُ أَنْ یَقُولَ لَا أَعْلَمُ وَ لَا یَسْتَحِیَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ یَعْلَمِ الشَّیْ‏ءَ أَنْ یَتَعَلَّمَهُ وَ عَلَیْکُمْ بِالصَّبْرِ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الْإِیمَانِ کَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ وَ لَا خَیْرَ فِی جَسَدٍ لَا رَأْسَ مَعَهُ وَ لَا خَیْرَ فِی إِیمَانٍ لَا صَبْرَ مَعَهُ[4]

 

وقیل انه اذا کان الجهل مذموما فالتعلم محمود.وکما ان الجهل مذموم ما دام الانسان حیاً ،فان اکتساب العلم محمود.[5]

 

 

[1] نهج البلاغة ، الحکمة :81.

[2] نفس المصدر.

[3] شرح نهج البلاغة، ج18، ص230- 231، مکتبة آیة الله المرعشی النجفی، قم، 1404.

[4] نفس المصدر. نهج البلاغة ، الحکمة 82.

[5] مهدوی الدامغانی، محمود، مظهر التاریخ فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ،ج 7، ص 297-298 ، منشورات نی ،طهران ، الطبعة الثانیة ،1375.ه.ش. ( بتصرف ).

 

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • هل تؤدی الرطوبة الی سرایة النجاسة؟
    4624 الحقوق والاحکام 2009/09/07
    یقول جمیع المراجع (حفظهم الله تعالی): إذا لاقی شیء طاهر شیئاً نجساً و کان کلاهما أو أحدهما رطباً بحیث تصل رطوبة أحدهما الی الآخر فان الطاهر یتنجّس.[1] و إذا کانت الرطوبة قلیلة بحیث لا تصل الی الشیء الآخر فان الشیء الطاهر لا یتنجّس.
  • هل تحسب الأموال التی یأخذها المصرف (البانک) من الناس کغرامة علی تأخیر دفع القسط، أموالاً ربویّة؟
    5136 الحقوق والاحکام 2011/11/13
    إلیکم آراء بعض العلماء (مراجع التقلید) فیما یخص أخذ غرامة تأخیر القسط من قبل المصارف:مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی (دام ظله العالی):المعاملات المصرفیة التی تقوم بها المصارف طبق القوانین المصوّبة من قبل مجلس الشوری الإسلامی و المؤیّدة من قبل مجلس صیانة الدستور، لا إشکال فیها.مکتب آیة ...
  • هل يوجد دعاء خاص يقرأ لطب مشاهدة الموتى في عالم المنام؟
    7732 علوم القرآن 2012/04/17
    جاء في كتاب مصباح الكفعمي في خصوص هذه القضية أنه قال: رأيت في بعض كتب أصحابنا (الامامية) أنه من أراد رؤية أحد من الأنبياء و الأئمة (ع) أو الناس أو الوالدين في نومه فليقرأ و الشمس و الليل و القدر و الجحد و الإخلاص و المعوذتين ثم ...
  • ما رأی الإسلام فی التأمین؟
    7758 التفسیر 2012/07/22
    التأمین هو تعهد و میثاق بین شخصین حقیقیین أو معنویین و بموجبه یتعهد أحد الطرفین أن یجبر کل خسائر الطرف الثانی أو بعضها التی حصلت على أثر وقوع حادث، بإزاء مبلغ محدد یستلمه منه. التأمین له أنواع مختلفه و کلها صحیحة فی رأی الإسلام مع مراعاة ...
  • هل یجب الخوف من الله او حبه؟
    8168 العملیة 2007/03/14
    ان اقتران ومعیة الخوف و الرجاء و احیاناً الحب، بالنسبة الی الله تعالی لیس امراً مستغرباً، فهو یملأ کل جوانب حیاتنا و لکنناّ و لشدة وضوحه غافلون عنه. فلنعلم انه حتی عملیة(المشی) التی نقوم بها هی ایضاً من ثمرات الخوف و الرجاء و الحب، اذ لم یکن لنا امل و ...
  • ما هی الأدلة على إمامة الأئمة المعصومین(ع) خارج دائرة الدین؟
    5205 الکلام القدیم 2009/08/17
    إذا کان المراد من الإمامة المعنى الخاص للکلمة، أی خلیفة رسول الله (ص) و إدارة أمور المسلمین العامة للدین و الدنیا فلا بد من الالتفات إلى مسألة هامة و هی أن بحث الإمامة من فروع مباحث «النبوة» و إذا أراد أحدٌ أن یتمسک بکون الأئمة المعصومین هم خلفاء الرسول (ص) ...
  • هل یتعدد الدین فی مستوى نفس الأمر؟
    6229 الفلسفة الدین 2007/06/20
    ثمة أدلة نقلیة و عقلیة تشهد بصدق على وجود الجوهر المشترک، و تضمن سبل فلاح تناسبه. و هکذا فإن الدین هذا أمر واحد و نسخة واحدة. ...
  • ما معنى کل من أصالة الإحتیاط و أصالة الإشتغال؟
    6407 شروط عامة 2013/06/22
    الشک سواء أکان فی الحکم أم فی الموضوع، هو محل جریان الأصول العملیة الأربعة، فشک الإنسان بالحکم أو بالموضوع على أنواع مختلفة و یجری لکل نوع أصل من هذه الأصول العملیة. فمحل جریان أصالة الإحتیاط و الإشتغال فی حال علم المکلف بوجود التکلیف و الإلزام، أی علمه بأصل ...
  • هل یجوز الاتیان بجمیع الصلوات الفائتة رکعتین رکعتین؟
    5062 الحقوق والاحکام 2011/10/23
    یجب الاتیان بالصلاة الفائته بالصورة التی فاتت فیها، کما ورد فی الحدیث "یقضی ما فاته کما فاته".[1]و على هذا الاساس یمکن الاتیان بالصلاة التی هی فی الاصل رکعتین کما فاتت کصلاة الصبح و ...
  • فی رسالةٍ لأمیر المؤمنین (ع) إلی معاویة یبیّن فیها أن الله سبحانه و تعالی راضٍ عن خلافة أبی بکر و عمر و عثمان ! أولا یتعارض هذا الأمر مع عقیدة الشیعة؟
    5479 تاريخ بزرگان 2012/01/18
    یوجد هناک اُسلوب فی منطق المناظرة و المجادلة قائم ـ إلی حد ماـ علی فرض صحة عقیدة الطرف المقابل و جعل هذه العقیدة التی لا مفرّ له منها الأساس الموضوعی لتصویر الحکم ضده.و فی هذا النوع من الإستدلال الرائج یضع المستدّل شرطاً مباشراً أو غیر مباشر لقبول عقیدة الطرف ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279555 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257584 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128303 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113523 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89093 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    60010 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59681 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56945 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    50002 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47272 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...