صلاح الدین یوسف بن ایوب الذي عرف فیما بعد بصلاح الدین الایوبي هو أحد اشهر الحکام و الامراء الاسلامیین في القرون الاسلامیة الوسطی، فقد خاض فتوحات کثیرة للمسلمین و دافع عن الثغور الاسلامیة أمام المسیحیین الاوربیین. و علی اثر حصار القاهرة من قبل الصلیبیین توجه أسد الدین شیرکوه و هو عم صلاح الدین بستة الاف مقاتل الی مصر و کان صلاح الدین یرافقه. و بوصوله غادر المسیحیون و بذلک فتح المجال أمام الایوبیین في مصر.
و قد توفي أسد الدین شیرکوه بعد شهرین و اصبح صلاح الدین خلیفته فاستولی علی زمام مصر.
و بوصول صلاح الدین الی السلطة ضعف نفوذ و اقتدار الخلیفة الفاطمي و بقي محتفظاً باسم الحاکم و حسب، الی ان وصل الامر بعد عدة سنوات ان یجعل اسم الخلیفة العباسي محل الخلیفة الفاطمي في الخطب. و هکذا ترکت حکومة الفاطمیین في مصر محلها الی حکومة الایوبیین. و کان صلاح الدین یعارض بشره شیعة مصر فقد کان یسعی الی محو الشیعة عن طریق محاربة الرموز و الشعائر الشیعیة، و قد کان یسالم المسیحیین أحیاناً و لکنه لم یسالم الشیعة أبداً. و قد بذل قصارى جهده لترویج الفقه الشافعي و سعی الی جعل المذهب الشافعي بدیلاً لمذهب الشیعة الاسماعیلیة.
و کانت شهرة صلاح الدین في الاساس هي بسبب قتاله في الحروب الصلیبیة، فقد نصب صلاح رجالاً اقویاء في مختلف المدن و احکم الدفاعات في المدن لئلا یتمکن الاجانب من الوصول الیها. و من جهة اخری فقد کان یقود الهجمات علی المدن التي استولی هؤلاء علیها في الشام و یقوم بفتحها و أسر الاجانب او طردهم من تلک المناطق. و قد استطاع السیطرة علی مدن کثیرة في فترة وجیزة لا تتجاوز الخمس سنین، و لکن الاهم من کل ذلک کان فتحه لبیت المقدس، فقد استطاع ان یکتسب شهرة کبیرة بفتحه لبیت المقدس و تحریره من أیدي المسیحیین.
صلاح الدین یوسف بن ایوب بن شاذي [1] و الذي عرف فیما بعد بصلاح الدین الایوبي، هو أحد اشهر الحکام و الامراء في تاریخ الاسلام. فقد حقق فتوحات کثیرة للمسلمین و دافع عن الثغور الاسلامیة أمام المسیحیین الاوربیین، و هو ما سنتعرض له فیما بعد.
کان نجم الدین ایوب وهو والد الملوک الایوبیین یعیش في تکریت، و قد ولد صلاح الدین في تلک الفترة ایضاً.[2] و کان الاکراد یعیشون في تلک المدینة و کانت اسرة الایوبي اسرة کردیة ایضاً.[3] و حیث ان الغالب في تلک الازمنة کان هو الاصول العربیة، فقد کان القلیل من الناس ممن اطلع علی کونهم من الکرد، و کان سبب ذلک ان الاصول غیر العربیة في تلک الازمنة قلیلاً ما یشتهر عنها قدرة علی الهجوم و المباغتة.
و کان نجم الدین ایوب في عصر عماد الدین زنگي حاکم مدینة بعلبک.[4] و کان لصلاح الدین ولع شدید منذ صغره بتعلم فنون الحرب و خصوصاً الضرب بالسیف و الطعن بالخنجر فاصبحت لدیه مهارة في ممارسة هذه الفنون. و یحتمل کثیراً انه کان علی اطلاع بالفقه الشافعي منذ الطفولة، و هو الفقه الذي سعی کثیراً فیما بعد في ترویجه و نشره.[5]
و کان صلاح الدین و بلا شک سنیاً متعصباً و شافعیاً خالصاً، و حین وصل السلطة في مصر کان یسعی کثیراً في نشر هذا المذهب و جعله بدیلاً للمذهب الشیعي و هو ما سنقوم بتوضیحه فیما بعد.[6]
دخول صلاح الدین الی مصر و نهایة الحکم الفاطمي:
تمکن المسیحیون في السنوات الاولی من الحرب الصلیبیة من فتح مدن اسلامیة کثیرة و شجعتهم تلک الفتوحات علی الطمع في فتح القاهرة مرکز الدولة الفاطمیة: ( تحرک الجیش المسیحي الکبیر نحو القاهرة و قام بفتح المدن الواقعة في طریقه و منها مدینة بلبیس الکبیرة و نهبوها و قتلوا رجالها ایضاً)[7]. ثم وصلوا بالتالي الی القاهرة و حاصروها و لکن أهل القاهرة کانوا یخشون ان یفعل هؤلاء الاجانب في القاهرة ما فعلوه في بلبیس فلذلک نهضوا للدفاع عن مدینتهم.
و طلب العاضد – و کان هو الخلیفة الفاطمي هناک- المساعدة من الحکومة العباسیة بأن ترسل قوة عسکریة من اجل صد الصلیبیین، و قد کان یعلم جیداً انه لا یستطیع الصمود بوجه الغربیین من دون دعم و اسناد، فلذلک طلب من أسد الدین شیرکوه و هو عم صلاح الدین ان یعینه بجیشه. يقول ابن خلدون(فاستدعى نور الدين أسد الدين من حمص و أعطاه مائتي ألف دينار و جهزه بما يحتاجه من الثياب و الدواب و الأسلحة و حكمه في العساكر و الخزائن و نقد العسكر عشرين دينارا لكل فارس و بعث معه من أمرائه مولاه عز الدين خردك و عز الدين قليج و شرف الدين ترعش [1] و عز الدولة الباروقي و قطب الدين نيال بن حسان المنبجي و أمدّ صلاح الدين يوسف بن أيوب مع عمه أسد الدين فتعلل عليه و اعتزم عليه فأجاب و سار أسد الدين منتصف ربيع فلما قارب مصر رجع الإفرنج إلى بلادهم فسرّ بذلك نور الدين و أقام عليه البشائر في الشام و وصل أسد الدين القاهرة و دخلها منتصف جمادى الأخيرة و نزل بظاهرها و لقي العاضد و خلع عليه و أجرى عليه و على عساكره الجرايات و الاتاوات)[8]. و قال صاحب الاعلام في ترجمة:أبي شجاع:. أَبُو شُجَاع السَّعْدي (...- 564 ه ...- 1169 م) شاور بن مجير بن نزار السعدي، من بني هوازن، أبو شجاع: أمير، من الولاة. فيه نجابة و فروسية. يلقب بأمير الجيوش. ولي الصعيد الأعلى بمصر، في أيام العاضد. ثم قام بثورة استولى بها على وزارة مصر، بعد أن قتل «رزيك بن صالح» سنة 557 ه. و اتهم بممالأة الإفرنج و أنه استعان بهم على دفع أسد الدين «شيركوه» عن دخول مصر، في أيام العاضد. و دخل شيركوه مصر، فاتفق مع العاضد على قتله، و عهدا إلى «صلاح الدين» و كان لا يزال قائدا، فتولى قتله أمام قبر الإمام الشافعيّ، بالقاهرة، و بعث برأسه إلى العاضد)[9]..( و ولي أسد الدّين وزارة مصر في ربيع الآخر، و أقام بها شهرين و خمسة أيّام. ثمّ توفّي فجأة في ثاني و عشرين جمادى الآخرة بالقاهرة)[10] و اختلف قادة الجیش من بعد خلافته، ثم اصبح صلاح الدین یوسف بن ایوب هو الخلیفة من بعد عمه بطلب من الخلیفة الفاطمي و مساندة بعض قادة الجند، و هکذا کانت بدایة حکومة صلاح الدین علی مصر، و لم یبق للعاضد سوی اعتباره خلیفة فلم یکن له أي دور في شؤون الدولة الی أن عزل عن الحکومة اثناء مرضه و سنتحدث عن تفصیل ذلک في الحدیث عن حکومة الفاطمیین.
حکومة الفاطمیین:
الدولة الفاطمیة والتي یمکن تسمیتها بالدولي العلویة (و هي دولة اتسعت أكناف مملكتها و طالت مدّتها، فكان ابتداؤها حين ظهر المهديّ بالمغرب في سنة ستّ و تسعين و مائتين. و انتهاؤها في سنة سبع و ستين و خمسمائة و كادت هذه الدولة أن تملك ملكا عامّا، و أن تدين الأمم لها. أوّل خلفائهم المهديّ باللَّه، و هو أبو محمّد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثالث ابن أحمد بن إسماعيل الثاني، بن محمّد بن إسماعيل الأعرج بن جعفر الصّادق (عليهم السلام)، و قد روي نسبهم على صورة أخرى، و فيه اختلاف كثير، و الصحيح أنهم علويّون إسماعيليّون صحيحو الاتصال، و هذه الصورة التي أوردتها ها هنا هي المعوّل عليها و بها خطوط مشايخ النسّابين)[11] .و قد سعی الخلفاء الفاطمیون في نشر التشیع في مصر، و یتطلب الحدیث عن هذا الموضوع مقالة اخری فهو خارج عن موضوع حدیثنا الحالي، و لکنا نکتفي بذکر ملاحظة واحدة و هي ان الفاطمیین هم الذین نشروا اعلام التشیع واعتبروه المذهب الرسمي في مصر. و یعود أفول الفاطمیین أمرین ظهرا في أواخر أیامهم، هما:
- کان الوزراء الفاطمیون یتمتعون بصلاحیات فائقة، مما ادی الی تضعیف الخلفاء الفاطمیین.
- ضعف رکائز الحکومة، حیث ان الوزراء ذوي الصلاحیات الکبیرة انشغلوا بالصراع و النزاع فیما بینهم من أجل الوصول الی السلطة و قد أدت تلک الصراعات الداخلیة الی ضعف سلطة الحکومة الی حد کبیر.
( و کان العاضد هو آخر الحکام الفاطمیین، و لم یکن کبیراً في السن حین حکومته، و من هنا وقعت أکثر امور الدولة بید الوزراء، و کان أهمهم و أکثرهم قدرة شخص اسمه شاور، الذي قتل علی ید أسد الدین شیرکوهي[12].
و بعد موت شاور استلم اسد الدین مقالید الامور في مصر. و کان اسد الدین سنیاً و یعد من المقربین لخلیفة بغداد، لکنه اصبح وزیراً في حکومة کانت تروج للشیعة و تعد نفسها في مواجهة حکومة بغداد و هذا بنفسه یکشف عن الوضع المزري لحکومة الفاطمیین. و قد ادت وزارة اسد الدین بالاقتران مع ضعف الحاکم الی تهیئة الارضیة لنهایة حکومة الفاطمیین. و بعد موت أسد الدین (استولى صلاح الدين على المملكة، و استوزره العاضد و خلع عليه خلع الوزارة في سنة أربع و ستين و خمسمائة و تمكن صلاح الدين من الدولة و قدم عليه أهله، فأقطعهم الإقطاعات السنية، و أزال أيدي أصحاب العاضد و تفرّد بالحكم. و مرض العاضد و تطاولت أمراضه، ثم مات في سنة سبع و ستين و خمسمائة. و أحجم الناس فيمن يدعى له بالخلافة على المنابر، فلما كان يوم الجمعة صعد رجل أعجميّ إلى المنبر و خطب و ذكر الخليفة المستضيء فلم ينكر أحد عليه و استمرّ الحال في مصر بالخطبة للعباسيّين، و انقرضت دولة الفاطميّين منها)[13] ..[14] و هکذا انتهت حکومة الفاطمیین و اصبح صلاح الدین الایوبي حاکم مصر الاوحد.
صلاح الدین الایوبي و الشیعة:
لم تکن علاقة الحکومات السنیة غالباً علاقة جیدة مع الشیعة، و غالبا ما کانوا یسعون بکل جهدهم من اجل القضاء علی الشیعة. حتی انه في کثیر من الحالات کان الحکام السنة یتعاملون مع الاقلیات الدینیة کالیهود و النصاری معاملة حسنة، بل کانوا یمنحون المناصب لهم، و لکنهم لم یتعاملوا أبداً مع الشیعة کذلک، بل کانوا یواجهونهم باشد الاسالیب قسوة. و یمکن الاستدلال بذلک بادلة و شواهد کثیرة یتطلب ذکرها مجالاً آخر و هو خارج عن موضوع حدیثنا.
و کانت حکومة الایوبیین و علی رأسها صلاح الدین الایوبي تسیر علی نفس النهج الذي سار علیه سلفه، فقد قامت بجهود کبیرة من اجل القضاء علی التشیع في مصر. و ربما کان لتلک الجهود اسباب مختلفة و لکن المتیقن منها أن أهم اسبابها هو البعد المذهبي و الطائفي. فصلاح الدین باعتباره شافعیاً خالصاً لم یکن لیطیق وجود مذهب آخر کالشیعة فکان یعتبر المواجهة مع هؤلاء من مسؤولیاته الدینیة، و بالاضافة الی ذلک فقد کانت له اسبابه السیاسیة ایضاً، و ذلک لان حکومة الفاطمیین کانت شیعیة و صلاح الدین کان قد انتزع الحکم منهم، و تبعاً لذلک فقد کان یفترض ان الشیعة هم المنافسون له و یحتمل کثیراً انهم سیثورون علیه یوما ما، و من هنا قام صلاح الدین بمواجهة الشیعة و حربهم.
و لکنه بسبب حروبه الکثیرة خارج مصر، کان یسعی للاحتفاظ بقوة عسکریة قلیلة في مصر. و من هنا کان یصب جهده علی جعل المواجهة الثقافیة علی رأس أموره. نشیر هنا باختصار لنماذج من اسالیب مواجهاته و ظلمه للشیعة:
- مواجهته للتعالیم و الشعائر الشیعیة: قام صلاح الدین بعزل علماء الشیعة و تخریب مدارسهم او تحویلها الی مدارس سنیة. و أمر ایضاً باحراق مکتبة الفاطمیین الکبری. و الاهم من کل ذلک امره بتعطیل الشعائر الشیعیة و منها اعلانه یوم عاشوراء یوم سرور و فرح، و بذلک منع من اقامة مراسم عاشوراء من قبل الشیعة، [15] و حذف عبارة (حي علی خیر العمل) من الاذان و قد کانت شعاراً لمذهب الشیعة. و قد وقع ذلک في العاشر من ذي الحجة سنة565.[16]
- أمر بذکر اسماء الخلفاء الراشدین و هو ما کان شعاراً لاهل السنة.في کل خطبة. [17]
- و من جملة خطواته الاخری في محو التشیع تهجیر القضاة الشیعة. [18] فقد استبدل القضاة الشیعة بقضاة من المذهب الشافعي و قصد بذلک محو الفقه الشیعي و تطبیق الفقه الشافعي لکي یعتاد الناس علی مثل هذه الاحکام.
- کانت تقوم للشیعة ثورات في بعض الازمنة في مناطق مختلفة في مصر، و مع ان صلاح الدین کان یرجح الاسلوب الثقافي و الایدیولوجي، و لکنه لجأ الی المواجهة العسکریة مع الشیعة. و قد کان القضاء علی الشیعة و ملاحقتهم هو الشغل الشاغل للولاة المنصوبین من قبل صلاح الدین. و کانت تهمة التشیع تعد جریمة فی عهد صلاح الدین، و کان الشیعة یلاحقون قانونیاً کمجرمین من قبل القضاة الذین یختارهم صلاح الدین من بین أهل السنة[19].
- [20] کان هذا و ما شابهه مما قام به صلاح الدین في فترة وزارته أو السنین الاولی من حکومته، و قد تم بهدف محو آثار الحکومة الشیعیة و التعتیم علی الفکر الشیعي، و تقریب الناس من صلاح الدین و مذهبه.
- تأسیس مدارس علمیة شافعیة. [21].
الحروب الصلیبیة وصلاح الدین:
تطلق الحروب الصلیبیة علی الحروب التی شنها المسیحیون علی المسلمین، و التی ابتدأت سنة 1096م، و استمرت قرنین من الزمان[22]. و کانت علی عدة مراحل. و قد تعرض المؤرخون لهذه المرحلة التاریخیة بالبحث و الدراسة بصورة مفصلة، و من أکثر المصادر تفصیلاً فی هذا المجال، هو کتاب الکامل لابن الاثیر، فان ما یقارب السبعین في المائة مما أورده من منتصف الجزء 22 الی منتصف الجزء 24 یدور حول احداث و وقائع الحروب الصلیبیة و صلاح الدین. و خلال هذه الحروب قام صلاح الدین بنصب رجال اقویاء في مختلف المدن و احکم الدفاعات في المدن لئلا یتمکن الاجانب من الوصول الیها. و من جهة أخری فقد کان یقود الهجمات علی المدن التي استولی هؤلاء علیها في الشام و یقوم بفتحها و أسر الاجانب او طردهم من تلک المناطق. کذلک استطاع السیطرة علی مدن کثیرة في فترة لا تتجاوز من خمس سنین، و لکن الاهم من کل ذلک کان فتحه لبیت المقدس، الذي اکسبه شهرة کبیرة بسبب تحریره من ایدي المسیحیین.
کانت مدینة بیت المقدس تعتبر منطقة استراتیجیة و مهمة من الناحیة الدینیة عند کلا الطرفین. و قد سقطت المدینة في أیدي المسیحیین خلال الحرب الصلیبیة الاولی، ثم تمکن صلاح الدین من استرجاعها من المسیحیین، فهو بفتحه لبیت المقدس و تحریرها من أیدی المسیحیین تمکن من اکتساب شهرة واسعة.
ان أعمال صلاح الدین و خصوصاً في الحروب الصلیبیة قد أکسبته شهرة و احتراماً خاصاً لدی المسلمین و خصوصاً أهل السنة، فان أکثر العلماء و المؤرخین من أهل السنة یذکرونه بثناء وتبجیل کبیرین.
وبطبیعة ان هذه الشهرة و الاحترام لا یدل علی صحة جمیع أعماله، بل صدرت منها أعمال لا تنسجم مع الاخلاق و الشریعة، بل یمکن اعتبارها أعمالاً قبیحة. و من تلک الاعمال تعامله القاسي مع الشیعة کما مر الحدیث عنه، و اضافة الی ذلک فانه کان یقوم بالرد علی أعمال الصلیبیین بارتکاب أعمال مشابهة لاعمالهم، فقد کان یسرف في أعمال القتل و النهب، و کان یقتل الکثیر من الناس العادیین و یقوم بما یقوم به الصلیبیون بعد فتحهم للمدن. و هذه الاعمال و ان کانت تعد في ذلک الزمان طبیعیة الی حد ما، و لکن لا یمکن اعتبارها اسلامیة أبداً. و نکتفي فیما یلي بذکر بعض النماذج من تلک السلوکیات:
(...وعسکر صلاح الدین في النهر الاسود، و کان یقوم بالاغارة و القتل علی أهالي المدن القریبة)[23].
(...وسار صلاح الدین نحو رأس العین و فرق فیها الجموع ثم قاد الجیش نحو ماردین، و قام بالاغارة و القتل ثم رجع)[24].
(..و أغار صلاح الدین علی مدینة طبریة و أحرقها)[25].
وفاة صلاح الدین:
توفي صلاح الدین، صاحب مصر والشام والجزيرة وغيرها من البلاد، بدمشق في شهر صفر سنة 589
وكان سبب مرضه أن خرج يتلقى الحاج، فعاد، و مرض من يومه مرضاً حاداً بقي به ثمانية أيام و توفي [26].
[1] ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمدبن خلدون، دیوان المبتدأ والخبر في تاریخ العرب والبربر و من عاصرهم من ذوي الشأن الاکبر، تحقیق: شحادة، خلیل، ج1، ص316، بیروت، دار الفکر، 1408ق.
[2] الزرکلي، خیر الدین، الاعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب و المستعربین والمستشرقین، ج2، ص38،بیروت، دار العلم، 1989.
[3] الاعلام، ج3، ص183.
[4] کاظم بور، داوود، أوضاع شیعة مصر في عصر صلاح الدین الایوبي، ص143، فصلیة التاریخ في مرآة التحقیق، السنة الخامسة، العدد الثانی، صیف 1387ش.
[5] أوضاع شیعة مصر في عصرصلاح الدین الایوبي، ص143.
[6] نفس المصدر، ص144.
[7] أبو الفداء، اسماعیل بن عمر بن کثیر الدمشقي، البدایة و النهایة، ج12، ص255، بیروت، دارالفکر،1407/1986.
[8] تاریخ ابن خلدون، ج5، ص330.
[9] الاعلام، ج3،154.
[10] شمس الدین محمد بن أحمد الذهبي، تاریخ الاسلام ووفیات المشاهیر والاعلام، تحقیق: التدمري، عمر عبد السلام، ج39، ص196، بیروت، دار الکتاب العربي،1413ق.
[11] ابن الطقطقي، محمد بن علیبن الطباطبائی،الفخري فی الاداب السلطانیة و الدول الاسلامیة، تحقیق: مایو، عبد القادر محمد، ص257، بیروت، دار القلم العربي، 1418/1997.
[12] أوضاع شیعة مصر في عصر صلاح الدین الایوبي، ص142.
[13] الفخري، ص257-258.
[14] وهناک بالطبع قول آخر أیضا وهو ان اسم العاضد قد حذف من الخطبة حین مرضه، و انه توفي بعد خلعه من الخلافة. و للاطلاع أکثر راجعوا تاریخ ابن خلدون، ج4، ص105.
[15] أوضاع شیعة مصر في عصر صلاح الدین الایوبي، ص155.
[16] نفس المصدر، ص144.
[17] نفس المصدر، ص145.
[18] البدایة والنهایة، ج12،ص363.
[19] نفس المصدر، ص151.
[20] نفس المصدر، ص146.
[21] نفس المصدر، ص153.
[22] خیري، حسن، نهب الحضارة الشرقیة، ص51، مجلة المعرفة، خریف 1372ش.
[23] ابن خلدون، تاریخ ابن خلدون، ج4، ص449، مؤسسة الدراسات و البحوث الثقافیة، 1363ش.
[24] نفس المصدر، ج4، ص285.
[25] ابن الاثیر، عز الدین أبو الحسن علي بن ابي الکرم، الکامل في التاریخ، ج29، ص78، بیروت، دار صادر، بیروت، 1385ق.
[26] نفس المصدر، ج12، ص96.