Please Wait
الزيارة
7104
کد سایت ar22014 کد بایگانی 19233
گروه التفسیر
التسميات الخلق|النبي|الحق|الحجر|الهدف|القيامة|الصفح|العفو
خلاصة السؤال
ما المراد من الآیات 85 و87 من سورة الحجر؟
السؤال
ما هو وجه الربط بین هذه الآیات و ماذا تعنی "وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَیْنهَمَا إِلَّا بِالْحَقّ‏ِ وَ إِنَّ السَّاعَةَ لاَتِیَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجْمِیل" إِنَّ رَبَّکَ هُوَ الخْلَّاقُ الْعَلِیم" وَ لَقَدْ ءَاتَیْنَاکَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانىِ وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِیم؟
الجواب الإجمالي
لقد أشار الله سبحانه و تعالى فی الآیات المذکورة فی السؤال إلى أن السماوات و الأرض خلقت لهدفٍ و بحق لا عبثاً، کما یوصی الله سبحانه فی هذه الآیات النبی الأکرم (ص) بمقابلة عناد الأعداء و جهلهم و تعصّبهم و إخلالهم بالأمور و مخالفتهم الشدیدة بالمرونة و المحبة و أن یصفح عنهم و یتجاوب معهم.
و الآیة الأخیرة بعنوان مواساة و تصبیر و تفاؤل للنبی (ص) حتى لا یقلق و یضطرب من خشونة الأعداء و کثرتهم و امکاناتهم العالیة التی یمتلکونها، فقد جعل الله سبحانه و تعالى تحت اختیاره کل المواهب و دلائل النبوة فلا یمکن لأیّ من البشر أن یقف أمامه.
الجواب التفصيلي
یقول الله سبحانه فی الآیات المذکورة "وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَیْنهَمَا إِلَّا بِالْحَقّ‏ِ  وَ إِنَّ السَّاعَةَ لاَتِیَةٌ  فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجْمِیل إِنَّ رَبَّکَ هُوَ الخْلَّاقُ الْعَلِیم وَ لَقَدْ ءَاتَیْنَاکَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانی وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِیم".[1]
المراد من "الحق" فی الآیة الشریفة "وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَیْنهَمَا إِلَّا بِالْحَقّ‏ِ" مهعنىً مقابل الباطل و اللعب، بمعنى إن خلقه السموات و الأرضین لا ینفک عن الحق، بل یلازمه کله، فلهذا الخلق غایة یرجع إلیها سریعاً، و لو لم یکن له غایة کان لعباً.[2] و تذییل الکلام بـقوله "وَ إِنَّ السَّاعَةَ لاَتِیَةٌ" دلیل ظاهر على المدّعى، لبیان الهدف لهذا الخلق.[3]
 و بعد ذلک یأمر الله تعالى نبیّه الکریم (ص) أن یقابل عناد قومه و جهلهم و تعصّبهم و عداءهم بالمحبة و العفو و غضّ النظر عن الذنوب و الصفح عنهم الصفح الجمیل[4] "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجْمِیل"، لأن النبی (ص) یملک الدلیل الواضح على ما أمر بالدعوة إلیه فلا یحتاج و إیاهم إلى الخشونة لتثبیت عقیدة المبدأ و المعاد فی قلوب الناس فالعقل و المنطق السلیم معه، بالإضافة إلى إن الخشونة مع الجهلة غالباً ما تؤدی بهم إلى الردّ بالمثل بل و بأشدّ من ذلک.[5]
"الصفح" فی الأصل، بمعنى وجه الشیء و جانبه،[6] کصفحة الوجه و لهذا فقد جاءت کلمة فاصفح بمعنى "أدر وجهک و غضّ النظر عنهم" و بما أن إدارة الوجه و صرفه عن الشیء قد تعطی معنى عدم الإهتمام و النفرة و ما شابه ذلک بالإضافة لمعنى العفو و الصفح، فقد ذکرت الآیة کلمة "الجمیل" بعد الصفح لکی تحدّد المعنى الثانی.[7] و فی الروایة عن الإمام الرضا فی تفسیر لهذه الآیة: "العفو من غیر عتاب".[8]
و جملة "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجْمِیل" تفریع على السابق أی إذا کانت الخلقة بالحق و هناک یوم فیه یحاسبون و یجازون لاریب فیه فلا تشغل نفسک بما ترى منهم من التکذیب و الإستهزاء و اعف عنهم من غیر أن تقع فیهم بعتاب أو مناقشة و جدال.[9]
و الآیة التالیة "إِنَّ رَبَّکَ هُوَ الخْلَّاقُ الْعَلِیم" هی ـ کما یقول جمع من المفسّرین ـ بمنزلة الدلیل على وجوب العفو و الصفح الجمیل،[10] فالذی یأمر بالعفو هو الله المربّی و الخلّاق و العلیم. فهو الذی یعرف مدى أثر العفو و الصفح فی روح الفرد و المجتمع و کذلک على رشد الأمة و إصلاحها، فلا یثقل علیکم العمل بأمر الصفح.[11]
ثم یواسی الله تعالى نبیه الکریم (ص) أن لا تقلق من وحشیة الأعداء و کثرتهم و ما یملکونه من امکانات مادیة واسعة لأن الله أعطاک ما لا یقف أمامه شیء:[12] "وَ لَقَدْ ءَاتَیْنَاکَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانی وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِیم".
 

[1]  الحجر، 85ـ87.
[2]  الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 12، ص 188، مکتب النشر الإسلامی، قم، الطبع الخامس، 1417 ق.
[3]  نفس المصدر.
[4]  مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 8 ص 106، مدرسة الإمام علی بن أبی طالب (ع)، قم، 1421 ق.
[5]  نفس المصدر.
[6] ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، ج 2، ص 512، کلمة "الصفح"، دار الصادر، الطبع الثالث، بیروت، سنة 1414 ق، الراغب الاصفهانی ، حسین بن محمد المفردات فی غریب القرآن، تحقیق: صفوان عدنان الداودی، ص 486، دار العلم دار الشامیة، الطبع الاول، دمشق، بیروت، 1412 ق، القرشی، سید علی اکبر، قاموس القرآن، ج 4، ص 131، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبع السادس، 1371 ش.
[7]  تفسیر الامثل.
[8]الشیخ الصدوق،  عیون‏أخبارالرضا(ع) ج : 1 ص : 294، انتشارات جهان، 1378 هجری قمری.
[9]  المیزان فی تفسیر القرآن، ج 12، ص 190.
[10]  تفسیر الامثل، ج 8، ص 107.
[11]  قرائتی، محسن، تفسیر النور، ج 6، ص 352، مرکز فرهنگی درسهایی از قرآن، طهران، الطبع الواحد عشر، 1383 ش.
[12]  تفسیر الامثل، ج 8، ص 108.