مع حضور الإمام المعصوم (ع) یصاحبه الکثیر من العطاء و البرکات و الفیوضات، و لکن وجود الإمام المعصوم فی حال الغیبة له برکات کثیرة و عطاء وفیرٌ أیضاً یمکن أن نجملها بالآتی:
1ـ الإمام وسیلة و واسطة للفیض الإلهی.
2ـ استفادة الناس من وجوده کما ذکرنا ذلک فی الجواب التفصیلی.
3ـ إفاضاته العلمیة و نفحاته الربانیة الخاصة بالمؤمنین.
4ـ قیام الحجة الإلهیة بالبرهان الواضح الجلی.
و على أساس ما تقدم ذکره، إضافة إلى مئات الآثار و الفوائد التی ذکرت فی الروایات فإن الأرض لا یمکن أن تخلو من حجة الله بأی حال من الأحوال.
إن وجود الأئمة المعصومین له کثیرٌ من الفوائد و العطاء، بعض هذه الفوائد یتعلق بوجودهم و حضورهم فی أوساط الناس، و لکن ذلک لا یعنی أن غیاب أحدهم یمنع من أن یکون لوجوده المبارک فائدة للناس أو لکل عالم الوجود، و فیما یلی بعض الفوائد و العطاءات المترتبة على وجود إمام الزمان (عج) «فی حال غیبته» کما وردت فی الروایات و کلمات کبار العلماء:
1ـ قیام الحجة الواضحة
إن الأئمة سواء کانوا حاضرین أم غائبین فإنهم یمثلون حجة الله فی أرضه و هم البراهین و الدلائل الإلهیة، و کذلک تقوم بهم الحجة البالغة لله.
یقول الإمام علی (ع): «یا کمیل.... اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَیِّنَاتُه[1]. و کذلک وصلتنا روایات عن باقی الأئمة المعصومین (ع) بهذا المضمون، و التی تؤکد أن الأرض لا تخلو من حجة لله فی زمان.[2]
2ـ وسائط الفیض الإلهی
یقول الإمام السجاد (ع): «حْنُ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِینَ وَ حُجَجُ اللَّهِ عَلَى الْعَالَمِینَ وَ سَادَةُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَادَةُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ مَوَالِی الْمُؤْمِنِینَ وَ نَحْنُ أَمَانُ أَهْلِ الْأَرْضِ کَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاء...».[3] و کذلک أشیر إلى بعض هذه البرکات فی الزیارة الجامعة الکبیرة: «بکم ینزل الغیث و بکم یمسک السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، و بکم ینفّس الهم و یکشف الضر».[4] بواسطة الأئمة تنزل النعم الإلهیة خاصها و عامها على الناس و على الشیعة.[5]
3ـ استفادة الناس من وجودهم
سئل الإمام السجاد (ع) کیف یمکن للناس أن تستفید من الإمام الغائب؟ فقال: «کما تستفیدون من الشمس التی یغطیها السحاب».[6] فکما أن الشمس ترسل بأشعتها من خلف السحاب، فکذلک نور ولایة الإمام الغائب یشع، و إن الناس یستفیدون منه سواء کانوا یشعرون بذلک أم لا یشعرون.[7]
یقول المرحوم المحقق الطوسی: إن وجود الإمام لطف و أن تصرفه لطف آخر، و أن کونه غائبا نتیجة لأعمالنا؛[8] أی أن وجوده لطف للعموم، و أن لوجوده برکات و آثار، مع أنه لم یکن حاضراً بیننا و أننا محرومون من وجوده بسبب أعمالنا غیر اللائقة.
و نحن نعتقد بأنه على الرغم من کون الإمام غائباً و لکنه على اطلاع و معرفة بأقوال الناس و أعمالهم، و معنى الغیبة هو أن یعیش فی أوساط الناس إلا أن أحداً لم یعرفه، و لذلک یکون له دور مؤثر فی دفع الناس إلى الفضائل و المکارم و القیم و إبعادهم عن المعاصی و الرذائل.
4ـ إفاضاته و عنایاته الربانیة الخاصة بالمؤمنین[9]
إن للإمام عنایة خاصة بالمؤمنین و بشیعته، و بواسطته یدرأ عن الشیعة البلاء و یصلون إلى مراتب عالیة فی سلم الکمال، یقول الإمام (عج): «إنا لا ننساکم، و بنا یدفع الله البلاء عن أهلنا و شیعتنا».[10]
للاطلاع راجع:
1ـ فلسفة العمر الطویل لإمام الزمان (عج) 1405- 209.
2ـ الأدلة العقلیة على حیاة إمام الزمان (عج) السؤال 582 ـ 534.