Please Wait
الزيارة
6486
محدثة عن: 2009/03/18
کد سایت fa1124 کد بایگانی 4443
گروه الفلسفة الاقتصاد,الحقوق والاحکام
خلاصة السؤال
من الذی یحدد قیمة المواد و السلع التجاریة؟
السؤال
من الذی یحدد قیمة المواد و السلع التجاریة هل هو الشارع أم العرض و الطلب؟
الجواب الإجمالي

یتکفل العرض و الطلب بتحدید قیمة السلع التجاریة فی النظام الاقتصادی الإسلامی، و لکن هذا السوق مراقب و مضبوط فی إطار قوانین شرعیة ثابتة و قوانین حکومیة متغیرة. و لکن إذا ما رأت الدولة أن تعیین قیمة لبعض السلع طبقاً لمصالح الإسلام و المسلمین فلها أن تتخذ مثل هذا الإجراء.

الجواب التفصيلي

"الحریة الاقتصادیة" أساس من الأسس الاقتصادیة فی الإسلام، فلکل فرد أن یمارس فعالیته الاقتصادیة شریطة أن یکون عمله ضمن دائرة الحدود الشرعیة الإسلامیة و مراعاة المقررات الشرعیة. و مع أن الحریة الاقتصادیة اصل من أصول الاقتصاد الإسلامی إلا أنها مؤطرة بحدود الله و قوانینه، و هذا أمر منطقی و عقلانی لأن الإنسان یصل إلى رشده و تکامله عندما یعیش فی فضاء الحریة مما یساعد على تنامی ملکاته و مواهبه کما ینبغی. و من جهة أخرى فإن قصور الإنسان عن تشخیص مصالحه و مصالح الآخرین بشکل دقیق، فإن إعطاءه الحریة من دون تحدیدها بضوابط الدین و الشرع فمن الممکن أن تحمله الرغبة فی الحصول على المنافع العاجلة إلى تدمیر أسس السعادة لنفسه و لمجتمعه، و ذلک من خلال سعیه للتسلط على الآخرین و الاستئثار بالموارد بعیداً عن کل قیم الأخلاق المعنویة.

و کذلک فإسلام یخالف الشیوعیة من جهة مصادرة الحریة الاقتصادیة بشکل کامل بالنسبة للفرد اعتقاداً منها بالإضرار بالمجتمع، و لا هو کالرأسمالیة التی تعطی کامل الحریة للأفراد دون قید أو شرط فی ممارسة نشاطهم الاقتصادی، مما یسهل على الإنسان ممارسة أسالیب لا أخلاقیة فی دائرة الفساد و الإفساد. و کما یقول الشهید الصدر فإن الإسلام سلک طریقاً وسطاً، یعطی الحریة إلا أنه ینقیها و یراقبها و یصقلها، لیصنع منها وسیلة لصلاح الإنسانیة و خیرها.[1]

فی الاقتصاد الرأسمالی فإن القیمة فی السوق یحددها العرض و الطلب حیث یعتقد الاقتصادیون الرأسمالیون أن إعطاء الحریة الکاملة دون أن توضع علیه القیود و الشروط حتى من قبل الدولة یؤدی إلى أن یصل إلى قیمة عادلة من خلال عرض صاحب السلعة و طلب الربح من جانب، و طلب المشتری و مقدار احتیاجه للسلعة، و حیث إن هدف الرأسمالیة تأمین الحد الأعلى من الربح فإن هذه القیمة تؤمن الهدف.

و مع أن الإسلام یقر مبدأ العرض و الطلب فی تعیین قیمة السلع إلا أنه یحدد ذلک بجملة قوانین شرعیة ثابتة و أخرى حکومیة متغیرة تحدد الدولة و نظامها الاقتصادی و من الطبیعی أن یکون للدولة الحق فی تعیین أسعار بعض السلع إذا ارتأت أن فی ذلک تحقیق لمصالح الإسلام و المسلمین و أن المراد من القیمة لا بد و أن یکون منسجماً مع مصالح الإسلام و المسلمین و القوانین الخاصة بذلک. و علیه فإن ارتفاع الأسعار بسبب احتکار السلع أو انخفاضها بسبب الاستیراد العشوائی المضر بالسلع الوطنیة أمران غیر مرادان و لا مسموح بهما فی النظام الاقتصادی الإسلامی[2].

کما أن النظریة التی تقول أن للحاکم الشرعی أن یحدد قیمة المواد و السلع فی إطار شروط خاصة تلقى تأییداً من قبل مجموعة من الفقهاء منهم: الشیخ المفید فی المقنعة[3]، الشهید الأول فی اللمعة، الثانی فی شرحها[4]، الإمام الخمینی فی تحریر الوسیلة[5]، ولده السید مصطفى فی شرحها[6] و آیة الله الگلپایگانی فی شرح وسیلة النجاة[7]...[8].



[1] هادوی الطهرانی، مهدی، مکتب ونظام اقتصادی إسلام، ص 140 و 141؛ الصدر، السید محمد باقر، اقتصادنا، ص 298.

[2] هادوی الطهرانی، مهدی، مکتب و نظام اقتصادی إسلام، ص 207.

[3] الشیخ المفید، المقنعة، ص 616.

[4] الشهید الثانی، زین الدین بن علی بن أحمد العاملی‏، الروضة البهیة (الطبعة الجدیدة)، ج3، ص299.

[5] الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج 1، ص 502، کتاب المکاسب و المتاجر، مسألة 23.

[6] الخمینی، السید مصطفى الموسوی، ‏مستند تحریر الوسیلة، ج1، ص 483.

[7] الأصفهانی، السید أبو الحسن‏، وسیلة النجاة (مع حواشی الگلپایگانی) ج1، ص17.

[8] الجدیر بالذکر ان هذه المسالة من المسائل الاجتهادیة التی تتضارب فیها الآراء من هنا نرى بعض الفقهاء ذهبوا الى انه لایحق لای شخص ان یحدد الاسعار حتى الامام المعصوم منهم: الشیخ الطوسی فی المبسوط ج2 ص 195 فصل فی حکم التسعیر؛ ابن ادریس الحلی فی السرائر، ج2،ص 239؛ العلامة الحلی فی التذکرة،ج1، ص 585؛ الشیخ الانصاری فی المکاسب الطبعة الجدیدة، ج 4، ص 373 و غیرهم.