جاء الإسلام لیقنن العلاقات البشریة –مدینة النبی کانت نموذجاً لمجتمع قانونیاً حیث تشکّلت کل العلاقات البشریة داخلها فی ظل القانون- و علی حد تعبیر الشهید الصدر (ره) ان الإسلام وضع ضمانتین لتحقق هذه المفاهیم. أولها الضمان الخارجی و هو النظام و المجموعة التی تراقب اجراء القانون، و الآخر الضمان الداخلی و هو الأهداف و القیم التی أوجدها الإسلام فی داخل کل إنسان لتؤدی إلی التزامه بالقانون. لکن مع الأسف نجد الآن المجتمعات الإسلامیة ابتعدت عن حقیقة الدین و حقیقة المفاهیم الدینیة، و لم تعد الیوم هذه المجتمعات مجتمعات قانونیة لکن فی المقابل حصل فی الغرب بعض الأمور التی أدّت إلی تشکّل مثل هذه الحضارة.
و نحن اذا لاحظنا الواقع التاریخی نجد المسلمین قد قاموا ببناء حضارة کبرى عندما کانوا متمسکین بالدین الاسلامی و تعالیمه، فحضارة الاندلس و ما حققوه فی ایران و العراق و بلدا اخرى شاهد على ذلک، و لکنهم عندما اهملوا الدین تراهم عاشوا حالة التراجع و التقهقر، و الشاهد الفعلی الجمهوریة الاسلامیة فها هی ایران عندما اعتمدت الدین منهاج حیاة تراها بدأت بقفزات علمیة کبیرة حتى اصبحت فی ثلاث عقود من الزمن دولة نوویة سلمیا و من رواد الفضاء، بالاضافة الى النتاجات العلمیة الاخرى التی لا یمکن احصاؤها.
و لا ننسى دور الغرب الاستعماری فی جعل المسلمین یعیشون حالة الفقر العلمی و التقنی لیسهل له السیطرة علیهم.
هناک نکتة مهمة یجب الالتفات إلیها فی هذا الموضوع، و هی ان الإسلام جاء لیقنن العلاقات البشریة –مدینة النبی کانت نموذجاً لمجتمع قانونیاً حیث تشکّلت کل العلاقات البشریة داخلها فی ظل القانون- و علی حد تعبیر الشهید الصدر (ره) ان الإسلام وضع ضمانتین لتحقق هذه المفاهیم. أولها الضمان الخارجی و هو النظام و المجموعة التی تراقب اجراء القانون، و الآخر الضمان الداخلی و هو الأهداف و القیم التی أوجدها الإسلام فی داخل کل إنسان لتؤدی إلی التزامه بالقانون. لکن المجتمتات الإسلامیة و لأسباب لا مجال لذکرها الآن ابتعدت –مع الأسف- عن حقیقة الدین و حقیقة المفاهیم الدینیة، و لم تعد الیوم هذه المجتمعات مجتمعات قانونیة لکن فی المقابل حصلت فی الغرب قضیة و هی: ان فی عصر النهضة (الذی حصلت قبله الحروب الصلیبیة الدامیة التی دامت سنین طویلة بین المسلمین و المسیحیین) حیث اطلع الغربیون علی الثقافة الإسلامیة و شاهدوا حضارة الإسلام المتطوّرة و بدأوا یتساءلون و یبحثون عن سبب هذه الحضارة، عندها تشکّلت فکرة المدنیة و البحوث المتعلقة بها لدی الغرب. و من هنا استفاد الغرب من القدرات و الامکانات الذاتیة فمن عصر النهضة و إلی یومنا هذا و هو یسعی لتقنین المجتمع و الارتقاء التقنی و التکنلوجی وهو لم یأخذ الا بالضمانات الخارجیة فی هذا المجال و رکن الدین و تعالیمه جانبا فکانت له نجاحات مهمة و کبیرة فی البعد التقنی و الصناعی و العمرانی؛ و لکن هل هذا تمام القصة و نهایة القضیة!! نحن ننظر احیانا إلی ظواهر الامور و هو التزام المجتمعات الغربیة غیر الدینیة بتطبیق القانون و التطور التقنی فقط؛ لکن لو فتّشنا عن علة هذا الالتزام لرأیناه لیس إلا شدة المراقبین علی تطبیق القانون، بحیث لو ارتفعت هذه الشدة فی مکان واحد فی الغرب و لو لمدة قلیلة لرأیتم انهیار القانون و تبدده دفعة واحدة فی هذا المکان؛ فعلی سبیل المثال نأخذ قانون المرور، فالشائع عندنا أن الغربیین ملتزمون جداً بقانون المرور و نحن لسنا کذلک. نعم هذا الکلام صحیح، و لکن ما علته؟ السبب لیس إلا الصرامة الشدیدة فی إعمال قانون المرور بحیث تبدّلت إلی المراقبة العامة. ففی بعض الدول لا تجدون آلة لتصویر المخالفات و لا شرطی یقف فی الشارع مع کل هذا، تجدون الناس یطبّقون قانون المرور بدقة. و عندما تسألون عن السبب یکون الجواب لو تجاوز شخص واحد الضوء الأحمر و لم یعتنِ به، سیتصل عندئذٍ عشرة أو أکثر ممن یشاهدون هذا المنظر حوالیه من أصحاب المحلات إلی عابر السبیل و ... و ... بشرطة المرور و یعطوهم رقم السیارة المخالفة و تترتّب علیه عقوبة کبیرة جداً، لأن ما یقرره القانون عندهم هو: ان الحق مع المدعی، إلا إذا ثبت خلافه.
فحین الاتصال بالشرطة و الاخبار عن السیارة التی لم تلتزمِ بالضوء الأحمر، تترتّب العقوبة فوراً، إلا إذا استطاع المدعی علیه إثبات خلافه، و الحال إنه لا یستطیع ذلک غالباً، و العقوبة المالیة لو لم تُسدد فی الوقت المققرر لها تتضاعف، من الطبیعی یشعر الناس فی مثل هذا الجو إنهم ملزمون بتطبیق القانون. لکن هذا الالتزام لیس فیه أی ضمانة داخلیة، لأن حساباتهم مادیة بحتة؛ فمثلاً لو سافرتم إلی اروبا شتاءاً أیام الثلوج، فقد یتفق أن یحصل أمامکم هذا المشهد و هو: عند نزول الثلج و کون السیر بطیئاً بسبب تراکم الثلوج علی الشوارع تجدون الجمیع یقفون خلف الضوء الأحمر و یراعون خطوط المرور، لکن و بعد مدة و عندما یزداد التأخیر تشاهدون الجمیع ینظرون إلی ساعاتهم، حیث تأخّروا علی دوائرهم و بعد فترة تجدون نفس هؤلاء الناس الملتزمین بالقانون یبدأون بالمخالفة مرة واحدة، لماذا؟
لأنهم اعملوا محاسبة، فلو خالفوا القانون سیُغرمون 50 دولاراً، و لو تأخّروا علی الدوام سیخسرون 100 دولار، فتکون النتیجة ان المخالفة أکثر نفعاً مادیاً لهم. إذن فکل امورهم و التزاماتهم تجری علی أساس النفع و الضرر المادی الدنیوی لا غیر. أما ما أراد الإسلام تحقه –و لم یتحقق مع الأسف فی المجتمعات الإسلامیة إلا قلیلاً- هو أن یجعل من المسلمین مجتمعاً ملتزماً بالقانون الإسلامی، و لکن لیس لأن رجال الشرطة فوق رأسه، و لا لأن القوة القضائیة تتابع الأمر. بل لأن الله سبحانه هو الناظر و الشاهد علی أعمالهم و علی أساس هذه المراقبة ینظّمون أعمالهم و تصرّفاتهم. فلو کان کذلک سنشاهد مرة اخری عصر الإسلام المزدهر، کما کان فی عصر النبی الأکرم (ص) فقد استطاع (ص) بتعالیمه الدینیة و لمدة 10 سنوات أن یُحوّل المجتمع البدوی الجاهلی إلی مجتمع مدینة الرسول الفاضلة التی تحکمها أجواء و شخصیات و شروط لا مثیل لها.
و نحن اذا لاحظنا الواقع التاریخی نجد المسلمین قد قاموا ببناء حضارة کبرى عندما کانوا متمسکین بالدین الاسلامی و تعالیمه، فحضارة الاندلس و ما حققوه فی ایران و العراق و بلدا اخرى شاهد على ذلک، و لکنهم عندما اهملوا الدین تراهم عاشوا حالة التراجع و التقهقر، و الشاهد الفعلی الجمهوریة الاسلامیة فها هی ایران عندما اعتمدت الدین منهاج حیاة تراها بدأت بقفزات علمیة کبیرة حتى اصبحت فی ثلاث عقود من الزمن دولة نوویة سلمیا و من رواد الفضاء، بالاضافة الى النتاجات العلمیة الاخرى التی لا یمکن احصاؤها.
و لا ننسى دور الغرب الاستعماری فی جعل المسلمین یعیشون حالة الفقر العلمی و التقنی لیسهل له السیطرة علیهم.