ان السفر الی العتبات المقدسة لزیارة القبور المطهرة و المنورة للائمة الطاهرین (ع) عمل راجح و محبذ و قد أکد علیه الائمة (ع) حیث انه یؤدی الی احیاء اسم الائمة الاطهار (ع) و ذکرهم و آثارهم و یترتب علیه ثواب کبیر.
فاذا کان مثل هذا السفر خطراً علی النفس فیجب أن یقارن مستوی الضرر مع المنافع التی یحققها هذا السفر فی حمایة الاسلام و کیان التشیع و احیاء اسم و ذکر و آثار الائمة الاطهار (ع) فاذا کانت الأهمیه و الافضلیة الی جانب هذه الآثار فانها تتقدم کما هو الحاصل علی طول تاریخ الشیعة من العمل بهذا النحو.
اما فی هذا الزمان حیث انتشر مذهب اهل البیت و اختلفت الظروف و ان شیعة العراق یقومون بمراسم الزیارة علی اکمل وجه فلا تستشعر تلک الضرورة، و مع کون العبور من الحدود مخالفة لقانون الجمهوریة الاسلامیة فی ایران و کانت الظروف بحیث ان مراجع التقلید و مسؤولی نظام الجمهوریة الاسلامیة لم یجیزوا السفر، فان السفر سیکون سفر معصیة و تکون صلاة من یسافر فی هذا السفر و أشباهه تماماً. اما الزائرون الذین لم یکن سفرهم مخالفاً للقوانین و لم یکن هناک خوف ضرر عظیم و ذهبوا الی زیارة العتبات المقدسة، فانهم اذا قتلوا صدفة من قبل المجرمین فانهم مظلومون و لهم ثواب عظیم.
ان السفر الی العتبات المقدسة لزیارة القبور المطهرة و المنورة للأئمة الطاهرین (ع) هو من الامور المحبذة الراجحة و قد اکد علیه الائمة الطاهرون (ع)، و ذلک ان أعداء اهل البیت (ع) سعوا دوماً من اجل امحاء اسم الائمة الاطهار (ع) و ذکرهم و آثارهم، و قد أبطل الشیعة و محبوا أهل البیت (ع) بسفرهم و زیاراتهم – هذه التحرکات، و بالطبع فان هذه الآسفار و الزیارات لم تکن عادة خالیة من الاضرار.
اذن فیجب دوماً ان یقارن مقدار الضرر مع الآثار التی یحققها هذا السفر فی حمایة الاسلام و کیان التشیع و احیاء ذکر اسم و آثار الائمة الاطهار (ع)، فاذا کانت الأهمیة و الأفضلیة و الأولویة الی جانب هذه الآثار فی قبال حفظ النفس، فانها تتقدم کما هو الحاصل طول تاریخ الشیعة من العمل بهذا النحو.
فقد نقل التاریخ ان المتوکل العباسی کان یعاقب زوار قبر الامام الحسین (ع) بقطع الید الیمنی لکی لا یجرأ أحد علی الذهاب لزیارة قبره، لکن الشیعة تحدوا هذه العقوبة، حتی ان بعض هؤلاء، قدم کلتا یدیه فی هذا السبیل و أفشلوا بذلک خطة الاعداء.
لقد کانت هذه التضیحات فی تلک الظروف التی کان فیها کیان التشیع و حیاته متوقفة علی حضور و عدم حضور الزائرین فی الحائر الحسینی لازمة و ضروریة؛ فان ما وصل الینا الیوم من آثار مذهب اهل البیت (ع) انما هو ببرکة تلک التضیحات لهؤلاء الموالین.
و علی أی حال فمن وجهة النظر الفقهیة فان السفر الی العتبات المقدسة فی الظروف الحرجة و الخطرة هو من قبیل تشخیص الموضوع، فاذا ثبت بالیقین ان السفر الی العتبات المقدسة ضروری من أجل حفظ الاسلام ففی هذه الصورة یمکن الاقدام علی مثل هذا السفر.
و فی عصرنا الحاضر حیث ان مذهب التشیع انتشر و توسع، و ان شیعة العراق یقومون بمراسم الزیارة علی اکمل وجه، فلا تستشعر مثل هذه الضرورة بالنسبة للایرانیین، و من الواضح ان مثل هذه الاسفار بحب ان تتّم بالتنسیق مع مسؤولی نظام الجمهوریة الاسلامیة.
اذن، فاذا کان العبور من حدود البلد مخالفة لقانون الجمهوریة الاسلامیة فی ایران و کانت الظروف بحیث ان احد مراجع التقلید العظام حکم بعدم جواز السفر و منع من ذلک، فان السفر حینئذ یکون سفر معصیة.[1]
قال السید القائد الخامنئی حول صلاة هؤلاء الاشخاص: فی حالة کون ذلک علی خلاف القوانین فان صلاة هؤلاء فی هذا السفر و الاسفار المشابهة لذلک تامة کاملة، لان السفر سفر معصیة و قد ذکرت الرسائل العملیة ان الصلاة فی سفر المعصیة تامة.[2]
اما الزوّار الذین لم یکن سفرهم علی خلاف القوانین و لم یکن هناک خوف لضرر عظیم، و ذهبوا الی زیارة العتبات المقدسة فاذا قتلوا اتفاقاً بایدی المجرمین، فهم مظلومون و لهم ثواب عظیم.