Please Wait
الزيارة
7346
محدثة عن: 2012/04/17
کد سایت fa15733 کد بایگانی 23619
گروه التفسیر
التسميات الموت|نتيجة الأعمال|العذاب|الجحيم|سكرات الموت
خلاصة السؤال
تشير آخر سورة الواقعة إلى أن الإنسان يرى نتيجة أعماله بعد الموت مباشرة! ألا تتنافي هذه المسألة مع سكرات الموت؟
السؤال
سلام عيكم، لقد أشارت آخر سورة الواقعة إلى أن الإنسان يرى نتيجة أعماله بعد الموت مباشرة فإما نعيم تام و إما عذاب الجحيم، الشيء الآخر المذكور هو سكرات الموت التي تشمل حتى الأنبياء، فكيف يمكن الجمع بين الأمرين؟
الجواب الإجمالي

الآيات 83 إلى 87 من سورة الواقعة تتكلم عمّا قبل الموت، أما الآيات التالية لنفس السورة التي تتكلم عن الجنّة و النار، فتتعلق بالعوالم التي بعد الموت و لادخل لها بسكرات الموت حتى نقول بالتنافي.

الجواب التفصيلي

الآيات المقصودة في هذا السؤال هي من آية 86 من سورة الواقعة إلى آية 96 و هي: "فَلَوْ لَا إِن كُنتُمْ غَيرْ مَدِينِينَ"تَرْجِعُونهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* فَأَمَّا إِن كاَنَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ"فَرَوْحٌ وَ رَيحْانٌ وَ جَنَّتُ نَعِيمٍ* وَ أَمَّا إِن كاَنَ مِنْ أَصحْابِ الْيَمِينِ"فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصحْابِ الْيَمِينِ* وَ أَمَّا إِن كاَنَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ"فَنزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ"وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ* إِنَّ هَاذَا لهَوَ حَقُّ الْيَقِينِ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم".

أشارت الآيات أعلاه إلى عالم البرزخ و قد اتضح عند تفسيرها أن الإنسان في حال إحتضاره و هو على مشارف الموت يتهيّأ للإنتقال من دار الدنيا إلى عالم الآخرة فيواجه واحدة من هذه الحالات: إما النعم و الهبات الإلهية و الجزاء الربّاني بالروح و الريحان أو العقاب و الجزاء المؤلم و العاقبة البائسة، كما إن القرائن الموجودة في الآيات ترينا أن قسما مما يثاب به و يعاقب عليه مرتبط بيوم القيامة و القسم الآخر مرتبط بالقبر و البرزخ.[1] عن النبي محمد (ص): "إن أول ما يُبشّر به المؤمن عند الوفاة بروح و ريحان و جنّة نعيم و إن أول ما يبشّر به المؤمن في قبره أن يُقال: أبشر برضا الله تعالى و الجنّة، قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيّعك إلى قبرك، و صدق من شهد لك، و إستجاب لمن إستغفر لك".[2]

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: "فأما إن كان من المقربين فروح و ريحان" في قبره "و جنّة نعيم" في الآخرة.[3]

أما سكرات الموت التي أشير إليها في السؤال، فهي متعلقة بما قبل الموت و عند نزع الروح،[4] أما الصعوبات التي بعد الموت فتشمل حال الفرقة الثالثة (التي أشارت إليها الآيات بتقسيمها) يعني المكذّبين، أما المقربون و أصحاب اليمين فهم من الناجون.

لمزيد من الإطّلاع راجعوا المواضيع التالية:

السؤال في القيامة 5870 (الموقع: 6658).

أهم سؤال يوم القيامة بإعتقاد الشيعة 12075 (الموقع: 11866).

أهل البرزخ و حوادث القيامة 8285 (الموقع: 8466).

البرزخ و الحياة البرزخية 3891 (الموقع: 4160).

الثواب و العقاب في البرزخ 9457 (الموقع: 9447).

 


[1] مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل 17، ص 513، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، قم، 1421 ق.

[2] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في تفسير المأثور، ج 6، ص 166، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1404 ق.

[3] القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، تحقيق: الموسوي الجزايري، السيد طيب، ج 2، ص 350، دار الكتاب، الطبعة الرابعة، قم، 1367 ش.

[4] لإيصال معنى سكرات الموت بشكل أوضح يجدر الإلتفات إلى هذا الحديث: عن أبن عباس روى (أن فاطمة (ع) قالت للنبي (ص) و هو في سكرات الموت: يا أبه أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا، فأين المعاد غداً؟ قال: أما إنّك أوّل أهلي لحوقا بي، و الميعاد على جسر جهنّم، قالت: يا أبه أ ليس قد حرّم الله عزّوجلّ جسمك و لحمك على النار؟ قال: بلى و لكنّي قائم حتى تجوز أمتي ...)، البحار، ج 8، ص 303.