وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ.
لقد ورد في تعاليمنا الدينية أعمال خاصة للدعاء و شروط إستجابته، إضافة إلى التأكيد الخاص الذي ورد لبعض الأمكنة و الأزمنة لما فيها من خصوصيات فمن الأزمنة التي دُعينا فيها إلى الدعاء هي عند نزول الأمطار، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار الأمطار مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية، فوقت نزوله يعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يقوی الأمل باستجابة الدعاء أكثر.
نشیر هنا الی ببعض الآيات و الروايات في هذا المجال:
فمن الآيات الدالّة على هذا المعنى: "وَ هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرَا بَينَْ يَدَىْ رَحْمَتِهِ وَ أَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا".[1]
عن مَسْعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عن جعفرِ بنِ محمَّد(الصادق)، عن أَبِيهِ (ع) قال: كان عليٌّ (ع) يقُومُ في المطرِ أَوَّل مطرٍ يُمطَرُ حتَّى يبتل رأْسهُ و لحيتُهُ و ثيابهُ فيقالُ لهُ: يا أَمير المؤْمنِينَ الْكِنَّ الْكِنَّ. قال: إِنَّ هذا ماءٌ قرِيبُ العهد بِالعرشِ ...". [2]
2ـ "وَ مِنْ ءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَ لِيُذِيقَكمُ مِّن رَّحْمَتِه"[3] و قد فسّر المفسّرون كلمة "مُبَشِّرَاتٍ" في هذه الآية نزول المطر. عن زيدٍ الشَّحَّامِ قال: قال أَبو عبد اللَّهِ (ع): اطْلُبُوا الدُّعَاءَ فِي أرْبَعِ سَاعَاتٍ، عِنْدَ هُبُوبِ الرِّيَاحِ، وَ زَوَالِ الْأَفْيَاءِ، وَ نُزُولِ الْقَطْرِ، وَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِ الْقَتِيلِ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ عِنْدَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ.[4]
أما ما جاء من الروايات في هذا المضمار فهو:
1ـ عن الإمام الصادق (ع): "أطلبوا الدعاء في أربع ساعاتٍ: عند هبوب الرياح، و زوال الأفياء و نزول المطر، و أول قطرةٍ من دم القتيل المؤمن، فإن أبواب السماء تفتّح عند هذه الأشياء".[5]
2ـ قال أَميرُ المؤْمنين (ع): اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ أَرْبَعٍ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ عِنْدَ الْأَذَانِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ لِلشَّهَادَةِ[6].[7]
3ـ و عنه (ع): "تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت: عند نزول الغيث، و عند الزحف و عند الأذان، و عند قراءة القرآن، و مع زوال الشمس، و عند طلوع الفجر".[8]
5ـ عن الإمام الصادق (ع): "ثلاثة أوقات لا يُحجَب فيها الدعاء عن الله تعالى: في أثر المكتوبة، و عند نزول المطر، و ظهور آيةٍ معجزه لله في أرضه".[9]
لمزيد من الإطلاع عن كيفية الدعاء و شروطه، تلاحظ المواضيع التالية في الموقع:
"شروط إستجابة الدعاء الحتميّة"، السؤال 896 (الموقع: ar982).
"فلسفة الدعاء"، السؤال 14150 (الموقع: ar13900).
[1] الفرقان، 48.
[2] البحراني، السيدهاشم، البرهان في تفسير القرآن، ج 3، ص 337، مؤسسة البعثة، طهران، 1416 ق.
[3] الروم، 46.
[4] الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 483، انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1372 ش.
[5] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج 2، ص 476، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1365 ش.
[6] نفس المصدر، ص 477.
[7] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص 110، انتشارات المطبعة الإسلامية، 1362 ش.
[8] الشيخ الصدوق، الخصال، ج 1، ص 303، انتشارات جامعة المدرسين، قم، 1403 ق.
[9] الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 280، انتشارات دار الثقافة، قم، 1414 ق.