لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
على الرغم من کون موسى (ع) من الأنبیاء أولی العزم و حاملی الرسالة و روادها إلا أن تعلمه لبعض المسائل من الخضر (ع) لا یعد انتقاصاً من مقام هذا النبی العظیم، و ذلک لما یلی:
1. فی لقائهما الأول کان جواب الخضر (ع) على سلام موسى(ع) قوله: "السلام علیک یا عالم بنی إسرائیل"[1] و بهذه الکیفیة یکون الخضر (ع) قد اعترف بمقام موسى (ع) العلمی و صرّح بذلک.
2. و قد جاء فی بعض الروایات، و من جملتها الحدیث المروی عن الإمام الصادق (ع): "کان عنده علم لم یکتب لموسى(ع) فی الألواح و کان موسى(ع) یظن أن جمیع الأشیاء التی یحتاج إلیها فی تابوته و أن جمیع العلم کتب له فی الألواح"[2]. فشاء الله تعالی بناء علی حکمته و مصالح معینة ان یرفع هذا التصور من ذهن موسوی (ع) .
3. إن للخضر (ع) إطلاعا و معرفة فی بعض الأمور، و لکن مجموع علومه أقل بالنسبة إلى ما یمتلک موسى(ع) من العلم و المعرفة، و من هنا فقد صرح الإمام الصادق (ع) بأن موسى اعلم من الخضر (ع)[3].
و بعبارة أخرى: المستفاد من الآیات و الروایات الخاصة بقصة موسى و الخضر (علیهما السلام) ان مجموع العلوم التی یمتلکها الخضر (ع) هی معارف و حقائق تتعلق بالتکوین و حیاة الناس... و أنه حصل علیها على أساس الولایة و الرحمة الإلهیة الخاصة و المطلقة و هذه العلوم لا دخل لها فی رسالة موسى (ع) و نبوته، فاعتراض موسی (ع) على الخضر على اساس العلوم المرتبطة بالظاهر و فروع الشریعة و أحکامها. و بذلک أراد الله سبحانه أن یعلم نبیه و یطلعه على بعض العلوم الغیبیة و الحقائق المخفیة و على لسان عبد من عبیده و هو الخضر(ع).[4]
4. إن منشأ علم الخضر (ع) هو عینه منشأ علم موسى (ع)، و هی التعلیمات الإلهیة و الإبلاغ من قبل الله سبحانه، و على هذا الأساس فإذا کان الخضر یعلم شیئاً عن بعض الأمور و المصادیق ولیس لموسى (ع) إطلاع فیها، فلا یکون ذلک فضیلةً مستقلةً للخضر (ع) لأن کل هذه العلوم هی من الله سبحانه.
5. و بالنظر إلى الملاحظات المتقدمة یتضح ما یلی: إن تعلیم موسى (ع) بعض الأسرار من الخضر (ع) قبل ان تدل علی فضیلة للخضر تدل علی المقام السامی لموسی علیه السلام و بذلک أطلعه الله على ما لم یکن مطلعاً علیه. فمن المعلوم أن تلقی و قبول هذه الرحمة الإلهیة و هذا الفیض الربانی یحتاج إلى علل و أسباب داخلیة و خارجیة، و بالنسبة لموسى(ع) فقد تحقق ذلک له عن طریق العامل الخارجی یعنی عن طریق الخضر (ع). و لهذا السبب فقد صرح الخضر (ع) أن ما قلته لم یکن من عندی و إنما هو عن إرادة الله التی تحققت عن طریقی، و تلک الحقائق التی بینتها.[5]