کل من یمتلک امتیاز العصمة یسمى فی المعاجم العقائدیة (معصوم)؛ و المعصوم هو الشخص الذی یمتنع- لطفاً من الله به- عن کل لون من ألوان التلوث بالذنوب و عمل القبیح و غیر المحمود، و هو البعید عن أصغر الاشتباهات و المنزه عن السهو. و هذه الحالة لیست من جهة الجبر و سلب الاختیار و إنما هی توأم إمکانیة الاختیار و القدرة على ارتکاب الذنوب و الاشتباهات.
و السبب فی کون الإنسان قادراً على الإتیان بالاشتباهات و الذنوب إلاّ أنه یبقى بعیداً عنها، یعزى إلى توفر عدة عوامل فی شخص المعصوم: العلم الحقیقی بواقعیة الأعمال الصالحة و الطالحة، تأیید و توفیق خاص من الله سبحانه، التأیید بروح القدس (الروح المقدس المطهر الذی یصاحب وجود المعصوم على الدوام و... .
لا یوجد معصوم فی العالم غیر الأنبیاء، و الأربعة عشر معصوماً الذین صرح بهم الإسلام، و ذلک أنه لا وجود لدلیل یثبت أن الآخرین على صلة و مؤیدین (بروح القدس).
و من المهم جداً و اللازم التوجه إلى المسألة التالیة: إن عدم ثبوت العصمة للأشخاص العظماء لا یعنی أنهم یرتکبون الذنوب من أمثال: (أبوالفضل العباس)، (أبو طالب) والد الإمام علی (ع)، (أمهات الأئمة المعصومین المطهرات)، (علی الأکبر)، و هؤلاء العظماء أعلى من مرتبة العدالة و أقل من مرتبة (العصمة).
ففی الثقافة الاسلامیة هناک ثلاث مراتب لتقییم الشخصیات الإنسانیة الموسومة بالإیجابیة.
1ـ العدالة: و تطلق على من یمتلک روحاً مقدامة و نشاطا دائما فی دائرة عمل الواجبات و ترک المحرمات.
و فی هذه المرتبة یکفی صرف القیام بالواجب و ترک المحرم إضافة إلى اجتناب الکبائر و عدم الإصرار على الصغائر، و هذه الشرائط تکفی لأن ینعت صاحبها بصفة (العدالة).
2ـ مرتبة العظمة: و هی مرتبة تفوق (العدالة) و تتمثل فیمن له روح نورانیة متألقة ترتقی به إلى مصاف (عباد الله الصالحین).
3ـ العصمة: و هی صفة المنزه عن أصغر ذنب أو خطأ أو اشتباه، بل و حتى التفکیر و توهم الذنب و الخطأ، و من لوازم هذه المرتبة ـ کما فی العدید من الروایات ـ الاستفادة من روح القدس.
نلتقی فی ثقافتنا الإسلامیة بثلاثة موازین لتقییم الشخصیات الإنسانیة فی دائرة التقییم الإیجابی:
1ـ العدالة: یطلق فی الإسلام اسم (العادل) على کل من یربی نفسه على التوقف و الإحجام مقابل الذنوب و المعاصی و عدم تجاوز الخطوط الحمراء التی رسمتها الشریعة الإسلامیة، إضافة إلى المبادرة إلى أداء الطاعات و الاندفاع باتجاهها، و مثل هذا الشخص حریص على الحفاظ على طهارته و عدم تلوث أطرافه بالذنوب، کما أنه على درجة ممتازة بالنسبة إلى معرفة و مراعاة الأوامر الإلهیة و المبادرة إلى تطبیقها. و هذه المرتبة تمثل الحد الأدنى للصالحین، و أن الإرادة الإلهیة متعلقة فی أن یصل الجمیع الى هذه المرتبة.
و بلوغ هذه الدرجة یتحقق من خلال ترک الذنوب الکبیرة و عدم الإصرار على الصغائر. و لا یلزم فی هذه المرتبة عدم التفکیر بالذنب و تخیله و توهمه.
2ـ العظمة: الشخص الذی یبلغ مرتبة العظمة هو الذی یتجاوز مرتبة (العدالة) و ینظم إلى زمرة (عباد الله الصالحین) و عباد الله الخالصین المطهرین بالطهارة التامة، و هؤلاء یمتلکون روحاً نورانیة متألقة، لیست بعیدة عن مواطن الذنوب و حسب، و إنما تجتنب کل ما من شأنه أن یکدر الروح و یسلبها صفوها و نقاءها، و قد تتعدد العبارات التی تشیر إلى هذه المرتبة و من جملتها: (الورع)، (الزهد)، (تالی تلو العصمة)، (درجة قریبة من العصمة) و صلب الإیمان و نافذ البصیرة.
و الجدیر بالذکر أن هذه المرتبة أقل من العصمة و أعلى من العدالة و قد عبرنا عنها (بالعظمة) و لهذه المرتبة عرض عریض کما هو الحال بالنسبة إلى العصمة و ما تنطوی علیه من مراتب و درجات و أن الإنسان کلما اقترب درجة من الله تعالى کلما کان له نصیب أکبر من الولایة التکوینیة، و قدرته على التصرف فی عالم الکائنات، و علیه فلیس جمیع أولیاء الله على درجة واحدة.
و لکن لیس کل من سار على الطریق یصل إلى هذه المرتبة، لأن المیزان و المقیاس فی الوصول إلى هذه المرتبة التمتع بـ (النور) و الابتعاد عن (الظلمة) و إن کان التعبیر عن هذین المادتین فی خطاب القرآن و أهل البیت (ع) بألفاظ أخرى مثل (الحسنة) أو (الحسنات) و (السیئة) أو (السیئات) کما أنها تنعکس فی ما لا نهایة له من المفاهیم و المعانی المتداخلة بعضها فی بعض.
و لذلک فان إطلاق بعض الصفات و التسمیات على الأشخاص من قبیل (العبد الصالح) و (صاحب نور الروح) و (صاحب الروح النورانی) تبقى من صلاحیات صاحب النور (الله) و الأنوار المحضة (الأنبیاء و الأئمة المعصومون علیهم السلام).
النتیجة:
إن مرتبة العظمة أعلى من العدالة، لأن ترک الذنوب الکبیرة و عدم الإصرار على الذنوب الصغیرة کافٍ فی تحقق العدالة، و لکن (عباد الله الصالحین) یتمتعون بدرجة أعلى من الزهد و الورع، حیث جعلوا من کامل وجودهم مستحقاً و مؤهلاً للاتصاف بوصف (العبد الصالح) فالشخص العظیم الجلیل یتمتع بنورانیة روحیة خاصة، و ذلک لأن عقله الکامل و روحه العالیة أبعداه عن دائرة الظلمات لتبقى کل حرکته و تمام نشاطه و فعالیته فی دائرة أعمال الخیر و العبادة و الصالحات.
و هذه النوارنیة الخاصة ثمرة المعرفة العالیة، الإیمان الخالص، العمل الصالح، الطینة الطاهرة، و قبل الجمیع عنایات و ألطاف الولی المطلق (الله) و أولیائه على الإطلاق (المعصومون علیهم السلام).
و هذا (النور) یمثل التجسید الکامل لحقیقة الأشخاص، کما أن (الظلمة) تمثل الجانب الخفی لواقعیة بعض الأشخاص.
و لکن عباد الله الصالحون لا یتمتعون بالاستفادة من روح القدس مع کل ما هم علیه من الصلاح و الخیر، و إن روح القدس (روح عظیم) و مطهر و أنه لیس ملکاً من الملائکة، و لم یکن لیجتمع مع أحد من المتقدمین إلاّ رسول الله (ص)، کما أنه یقف إلى جانب الأئمة المعصومین (ع) و یسندهم.
و خلاصة الکلام الآتی:
أ ـ مهما سما البعض فی مرتبته إلا أنه قاصر عن تناول مقام العصمة الملکوتی، لأن العصمة تحتاج إلى أمور و ارتباطات و حالات لم یتوفر حدها الأعلى إلاّ فی أربعة عشر معصوماً (ع) و لکن کیف و لماذا؟ هذا ما نتناوله فی سیاق المقال فلنتابع.
ب ـ إن بعض الشخصیات من قبیل أبی الفضل العباس، و السیدة المعصومة و السیدة زینب، و السیدة رقیة، و أبی طالب، و السیدة خدیجة، و فاطمة بنت أسد (والدة أمیر المؤمنین) و علی الأکبر، و غیرهم من الأشخاص من هذا المستوى، لیسوا من المعصومین، و لکنهم جمیعاً فی مرتبة (العظمة) التی تعتبر محلاً خاصاً لأولیاء الله.
شواهد عظمة مقام هؤلاء العظماء:
تثبت العصمة عن طریق الدلیل إضافة إلى ادعاء الشخص المعصوم، و إن أولیاء الله فی مرتبة (العظمة) لم یدعوا مقام العصمة مطلقاً، کما أنه لا وجود لدلیل یثبت أنهم یتمتعون بـ (روح العصمة المقدسة) و لکن المتوفر لدینا من الأدلة المتعددة التی تثبت عظمة کل واحد من هؤلاء العظماء، نذکر بعضاً منها:
أبو طالب (ع):
جاء فی الحدیث: «عن أمیر المؤمنین (ع) أنه کان جالساً فی الرحبة و الناس من حوله، فقام إلیه رجل فقال: یا أمیر المؤمنین إنک بالمکان الذی أنزلک الله و أبوک معذب فی النار؟ فقال: مه، فض الله فاک، و الذی بعث محمداً بالحق نبیاً لو شفع أبی فی کل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فیهم، أبی معذب فی النار و ابنه قسیم الجنة و النار؟ و الذی بعث محمداً بالحق، إن نور أبی طالب لیطفئ أنوار الخلائق إلاّ خمسة أنوار: نور محمد و نور فاطمة و نور الحسن و الحسین و نور ولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفی عام».[1]
خدیجة (ع):
یقول رسول الله (ص) لدى عودته من سفره فی معراجه: «قلت لجبرائیل: هل لک من حاجة؟ قال: حاجتی هی: أن تقرأ على خدیجة منی و من الله السلام..».[2]
یقول رسول الله (ص) فی تفسیر الآیة فی قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِیمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِینَ»، و من المصطفین: علی و الحسن و الحسین و حمزة و جعفر و فاطمة و خدیجة».[3]و معلوم أن سلام الله لا ینزل إلاّ على شخص یتمتع (بسلم و تسلیم کامل).
فاطمة بنت أسد والدة أمیر المؤمنین (ع).
یقول العالم الکبیر و المحدث البارع الحاج الشیخ عباس القمی ـ مؤلف مفاتیح الجنان و المؤلفات القیمة الأخرى ـ بخصوص عظمة هذه السیدة الفاضلة: إن مقام و مرتبة هذه السیدة و عظمة درجتها و رضا خالقها عنها تعرف من حادثة ولادتها لأمیر المؤمنین (ع) فی الکعبة، کما أنها من السابقین إلى الإسلام، حیث تحتل المرتبة الحادیة عشرة فی اعتناقها الإسلام و إعلانها ذلک، و قد کان الرسول یعظمها و یکرمها و یدیم امتداحها و الثناء علیها، و کان یخاطبها یا أماه.
و قد ورد فیما یرویه الرواة أن النبی (ص) بکاها بمرارة حین وفاتها و بادر إلى لفها و تکفینها بقمیصه الخاص، و صلى على جنازتها و کبر علیها أربعین تکبیرة، و تولى إنزالها فی قبرها بنفسه لتبدأ سفرها إلى الآخرة بمبارکة النبی...).[4]
و قد قال الرسول (ص) فی وصفها: «إنها من أفضل خلق الله، و کانت أفضل من أسدى إلی الجمیل و الإحسان بعد أبی طالب..».[5]
3ـ و المرتبة الثالثة من مراتب زنة الشخصیات و تقییمها فی النظام الإسلامی هی مرتبة (العصمة) التی نشرع بتوضیحها و بیان خصوصیاتها.
یطلق فی المعاجم العقائدیة على من یمتلک مرتبة العصمة اسم المعصوم و المعصوم هو الشخص الذی یمتنع ـ بلطف الله ـ من ارتکاب أی ذنب و یبتعد عن التلوث بأوضار الخطایا و یتنزه عن کل أشکال القبیح و غیر المحمود من الفعال، و لکن لیس من باب الجبر و القهر و إنما یکون ذلک مع القدرة على الفعل. یقول الإمام جعفر بن محمد الصادق فی هذا الخصوص:
المعصوم؛ هو الممتنع بالله من جمیع المحارم، و قد قال الله تبارک و تعالى: «وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ».[6]
و المسألة المهمة؛ إن العلم و العصمة على درجة کبیرة من التقارب، لأن منشأ العصمة الأساسی إلى حد ما العلم و المعرفة، فالإنسان الذی یکون على علم و اطلاع کامل بطبیعة شیءٍ ما لابد و أن یکون واقفاً على آثاره و معطیاته و یتخذ الموقف المناسب منها بنفسه فی جانبی الترک و الإیتاء.
السر فی انحصار العصمة:
و فی السؤال: لماذا یحدد المعصومون بأربعة عشر شخصاً، و لم ینل غیرهم من الأفراد مقام العصمة؟.
المسألة الأولى: لابد من أن یکون الجواب ضمن دائرة تعیین و تشخیص إرادة الله و حکمته و تقدیره، لأن مثل هذا الاختیار متعلق بشکل کامل بالإرادة و المصلحة الإلهیة، و هذه الإرادة و المصلحة مرتبطة (بالحکمة) و (العلة).
ما یستفاد من مجموع النصوص الدینیة أن حیاة الإنسان لیست مقتصرة على فترة وجوده فی هذه الحیاة الدنیا و طبیعتها المادیة، و إن خلق الروح سابق لخلق الجسد[7]. و من هنا فإن اتخاذنا القرار و إقدامنا و انعکاسات ماضینا و کذلک (علم الله) بمستقبل کل فرد من أفراد الإنسان و من منهم یسلک طریق الهدى و من یعرض و ینأى بجانبه، کل هذه العوامل تظافرت و کونت موجبات استحقاق و نیل البعض للمراتب المشرفة و الامتیازات الخاصة (العصمة و العلم و النبوة و الإمامة و الوحی).
و للتوضیح الأکثر دقة نتوجه إلى مقطع من مقاطع دعاء الندبة حیث جاء فیه: "اللهم لک الحمد على ما جرى به قضاؤک فی أولیائک الذین استخلصتهم لنفسک و دینک إذ اخترت لهم جزیل ما عندک من النعیم المقیم، الذی لا زوال له و لا اضمحلال بعد أن شرطت علیهم الزهد فی درجات هذه الدنیا الدنیة، و زخرفها و زبرجها، فشرطوا لک ذلک و علمت منهم الوفاء به، فقبلتهم و قربتهم و قدمت لهم الذکر العلی و الثناء الجلی، و أهبطت علیهم ملائکتک و کرمتهم بوحیک و رفدتهم بعلمک و جعلتهم الذریعة إلیک و الوسیلة إلى رضوانک...".
و عند التدبر فی مقاطع هذا الدعاء الشریف نتوصل إلى أن أفراد الإنسان شاهدون ساحة الامتحان و الاختبار فی العوالم المتقدمة على هذا العالم، و على أساس ذلک أنهم علموا (أن قدرهم فی الإحسان) و أن (لا یستبدلوا عظمتهم و ارتباطهم بالله بالدنیا) و أنهم کانوا یراقبون هذا العرض و یشاهدون تفاصیله، و لکن القلیل منهم من أدرک هذا السباق و قبل شرائط العرض و توجه إلى الالتزام بمقررات هذا المیدان و رعایتها، إضافة إلى أن الله یعلم أن هؤلاء فقط سوف یفون بعهودهم و یحبسون أنفسهم علیها، و لذلک کان نصیبهم أن أفاض علیهم أفضل أنواع النعم و أهداهم أحسن ألوان الإثابة و العطاء و من جملة ذلک: التقرب إلى الله، الذکر العلی المقام المحمود، نزول الملائکة علیهم، تلقی الوحی و العلم الخاص، اعتبارهم وسائل لنیل الآخرین الجنة، إنهم طرق الوصول إلى الله ...، و بهذه الکیفیة صار بعضهم أنبیاء و بعضهم أئمة، و بعضهم بلغ مرتبة العصمة، و فی کل مرتبة من هذه المراتب تندرج العدید من الدرجات المتفاوتة کلٌ حسب استحقاقه و استعداده.
و لکن ما ینبغی علمه هو أن مرتبة نبی الإسلام محمد بن عبد الله (ص) و أهل بیته الطاهرین (ع) هی الأعلى و الأفضل من بین جمیع هذه المراتب و المقامات، و لکن کیف و لماذا؟. و هذا ما یجیب عنه الإمام علی بن موسى الرضا (ع) حیث یقول: « إن الله عز و جل أیدنا بروح منه مقدسة مطهرة لیست بملک لم تکن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله (ص) و هو مع الأئمة منا تسددهم و توفقهم و هو عمود من نور بیننا و بین الله عز و جل ».[8]
المسألة الثانیة: ما یقدره الله من زیادة أو نقصان یرتبط بمیزان الحاجة الواقعی الذی خلق الوجود على أساسه، فکما أن وجود أذنین اثنین و لسان واحد و یدین اثنین حاکٍ عن کفایة هذا المقدار، فإن وجود أربعة عشر معصوماً حاکٍ عن کفایة هذا المقدار من المعصومین فی الدین الإسلامی، و إن ذلک یبین عدم احتیاج الأمة و سائر المخلوقات إلى أکثر من أربعة عشر معصوماً (ع)، و حیث تم الاکتفاء بهذا العدد فلم تمهد الأسباب و العوامل التی تؤدی إلى العصمة عند الآخرین و من العوامل الموجدة لظاهرة العصمة وجود روح القدس الذی أشرنا إلیها مراراً، و هذا توضیح بخصوصه:
یعتقد الشیعة أن الله سبحانه یؤید عباده المخلصین بروح القدس الذی یحفظهم بواسطته من الوقوع فی الخطأ و الاشتباه و الزلل و الغفلة، یقول الإمام الصادق (ع): «و إن رسول الله (ص) کان مسدداً موفقاً مؤیداً بروح القدس لا یزل و لا یخطئ فی شیء مما یسوس به الخلق».[9]
إضافة إلى ذلک فقد جاء فی روایات الأئمة الأطهار (ع) أن عصمة الإمام لا تختص بزمان إمامته، و إنما یتمتع الإمام بالعصمة حتى خارج زمان إمامته، یقول الإمام الباقر (ع): «فبروح القدس ـ یا جابر ـ عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى».[10] و یقول فی حدیث آخر أیضاً: «و روح القدس ثابت یرى به ما فی شرق الأرض و غربها و برها و بحرها.[11] و هذا الحدیث یحکی قدرة الإمام الخارقة للعادة و تصرفه فی عالم المخلوقات (التکوینی) و ذلک بإذن الله الذی وضع هذه القدرة تحت اختیار الإمام، و من هنا یعلم أن العلاقة وثیقة بین العلم و القدرة.[12]
[1] بحار الأنوار، ج 35، ص110.
[2] بحار الأنوار، ج 16، ص 7.
[3] المصدر نفسه، ج 37، ص 63.
[4] سفینة البحار، ج7، ص 122، ط اسوه.
[5] بحار الأنوار، ج 35، ص 79.
[6] معانی الأخبار، ص 132.
[7] انظر: ترخان، قاسم، خلقت ارواح قبل از اجسام.
[8] بحار الأنوار، ج 25، ص 48.
[9] الکافی، ج1، ص266، دار الکتب.
[10] الکافی ج1، ص 272.
[11] بحار الأنوار، ج 25، ص 58.
[12] بیابانی، محمد، معرفة الإمام، ص73.