Please Wait
الزيارة
6674
محدثة عن: 2012/02/14
کد سایت fa19902 کد بایگانی 21733
گروه الفلسفة الاحکام والحقوق
خلاصة السؤال
ما السر فی وجوب إرتداء لباس الاحرام؟
السؤال
ما السر فی وجوب إرتداء لباس الاحرام؟
الجواب الإجمالي

ینطوی الحج على الکثیر من الاسرار و الآیات التی تدعو الانسان الى التفکر و التأمل فی ملکوت السماوات و الارض، و ترشده الى فطرته. و الجدیر بالحاج أن یلتفت فی کل خطوة یخطوها الى اسرار تلک الشعیرة الظاهریة منها و الباطنیة؛ و ذلک لان للظاهر احکاما یجب مراعاتها و الالتزام بها، و لکن النظر و التأمل فی بواطن تلک الاعمال یرشده الى ما فیها من رموز و اسرار و علل لتلک التشریعات.

ثم إن ارتداء لباس الاحرام هو من الاعمال التی تبدأ بها اعمال الحج، فاذا نظرنا الیه نظرة ظاهریة یمکن القول بان الله تعالى اوجب ذلک فی أهم العبادات التی کلف بها الانسان، فلازم ذلک ان یکون طاهرا و حلالا و غیر مخیط و...[1]

و اذا القینا نظرة معمقة على فلسفة هذا الحکم یمکن الاشارة الى شمة من تلک الاسرار، منها:

1. لباس الاحرام؛ اختبار فی الاخوة و المساواة و العبودة، و هو اشارة الى خروج الانسان و تجردة من المیول و الشهوات الدنیویة و التبعیة لزخارفها، و الوقوف أمام الله تعالى من دون أیة علامات للأبهة و التجمل و الخیلاء، بل یقف العبد أمام ربّه صاغرا خاشعا بلا بهرجة و لا تجمل و بحالة اقرب ما تکون الى حالة الفطرة الانسانیة.

2. یستوی فی لباس الاحرام الملوک و الفقراء، و یقف الجمیع فی تلک العرصات المبارکة بمظهر واحد لا یختلف فی الحاکم مع المحکوم و الغنی مع الفقیر لیستشعر الجمیع قوله تعالى " یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ "[2] حیث لا معیار الا التقوى و لا تفاضل الا بالعمل الصالح، و کل ما سوى ذلک ما هو الا متاع الغرور.

3. إن ثوبی الاحرام یشبهان الى حد کبیر الکفن، حتى أنه یستحب تکفین المیت بثوب قد أحرم فیه[3]، فعندما یرتدی الانسان قطعتین من القماش تشبهان الکفن حینئذ یستشعر الوحشة فی القبر و عند الموت و الاحزان و الآلام التی یلاقیها الانسان بعد الموت و یوم القیامة.

4. یختلف الناس على مر العصور و الازمان بنوع اللباس و شکله، فعندما تجتمع تلک الجموع الغفیرة من الحجیج من شتى بقاع العالم و بالوان و اشکال مختلفة من اللباس و هم بین من یرتدی افخر الملابس و بین من یرتدی ملابس متواضعة، من هنا اوجب الشارع المقدس على الجمیع ارتداء نوع خاص من اللباس لتزول الفوارق و الاختلافات من جهة، و لیعکس من جهة أخرى ذلک المنظر المتحد صورة موحدة للمسلمین یکون نموذجها ذلک الجمع من الحجیج.



[1]انظر: الامام الخمینی، سید روح الله، مناسک الحج (المحشّى)، ص 138 – 140، نشر مشعر، طهران، الطبعة الرابعة، 1416ق.

[2]الحجرات، 13.

[3] الامام الخمینی، سید روح الله، تحریر الوسیلة، ج 1، ص 75، نشر مؤسسة دار العلم، قم.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.