إن سورة الكهف كباقي سور القرآن تحظى بفضائل و خصائص كثيرة و قد ذكر عظمتها و فضلها في روايات كثيرة نقلت عن النبي (ص) و الأئمة (ع)، من قبيل أن سبعين ألف ملكا قد شيعوها حين نزولها، أو كل من قرأها يوم الجمعة يغفر الله له إلى الجمعة القادمة، أو من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة مات شهيدا و يحشر مع الشهداء و…
تبدأ معارف هذه السورة بحمد الله و ثنائه و تنتهي بالتوحيد و الإيمان و العمل الصالح. إن أغلب آيات هذه السورة قد اختصت ببيان المبدأ و المعاد و بشارة نعيم الجنان و إنذار عذاب يوم القيامة.
من القضايا اللطيفة في هذه السورة هي أنها أشارت إلى ثلاث قصص: أ. قصة أصحاب الكهف ب. قصة موسى و الخضر ج. قصة ذي القرنين.
بناء على سؤال السائل عن فضل و مقام السورة و كذلك سؤاله عن معارف سورة الكهف، قسمنا الجواب إلى قسمين:
الأول: مقام و شأن سورة الكهف
إن سورة الكهف كباقي سور القرآن تحظى بفضائل و خصائص كثيرة و قد ذكر عظمتها و فضلها في روايات كثيرة نقلت عن النبي (ص) و الأئمة (ع)، و لا شك في أن مقامها هذا هو بسبب أهمية مضمونها و معارفها. في هذا المقام نكتفي بذكر بعض أحاديث أهل البيت (ع) بشأن قيمة سورة الكهف و مقامها و ثواب قراءتها:
1. روي عن النبي (ص) حيث قال لأصحابه: الا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت، ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض؟ قالوا: بلى، قال: سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له الى الجمعة الاخرى.[1]
2. و جاء في حديث آخر عن النبي (ص) حيث قال: من قرء عشر آيات من سورة الكهف لم يضره فتنة الدجال، و من قرء السورة كلها دخل الجنة".[2]
3. و كذلك روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لَمْ يَمُتْ إِلَّا شَهِيداً و بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ الشُّهَدَاءِ و وقَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الشُّهَدَاءِ.[3] [4]
الثاني: صورة عن معارف سورة الكهف
تبدأ معارف هذه السورة بحمد الله و الثناء عليه و تنتهي بالتوحيد و الإيمان و العمل الصالح. و إليك نبذة من أهم عناوين مضمون سورة الكهف:
1. إن مضمون هذه السورة كباقي السور المكية قد اختص غالبه ببيان المبدأ و المعاد و التبشير بنعم الجنان و الثواب و إنذار عذاب يوم القيامة.
2. أشارت هذه السورة إلى إحدى المسائل المهمة التي كان المسلمون بحاجة إليها في تلك الأيام العصيبة، و هي أن الفئة القليلة و إن كانت قليلة و لكن لا ينبغي أن تستسلم للفئة الكثيرة حتى و إن كانوا أقوى منهم بحسب الظاهر، بل يجب عليهم أن يفصلوا حسابهم عن البيئة الفاسدة و المشركة كما فعل أصحاب الكهف، و أن ينهضوا ضد قيم هذا المجتمع. فإن كانت لهم القدرة فليستمروا بجهادهم و إن لا فليهاجروا.
3. و من جملة قصص هذه السورة هي قصة رجلين أحدهما كان غنيا و مرفها جدا و لكنه كافر بلا إيمان، و الآخر فقيرا مؤمنا، و لكنه لم يفقد عزته و كرامته أمام صاحبه الكافر، و بالغ في نصيحة ذاك الكافر، و في آخر المطاف تبرأ منه و كان له النصر و الفلاح.
4. المقطع الآخر من السورة قد تطرق إلى قصة موسى و الخضر ـ و إن لم يذكر اسم الخضر في السورة ـ و تشير إلى أنه كيف لم يستطع النبي موسى (ع) أن يصبر على أعمال الخضر المنكرة في الظاهر و التي في باطنها و حقيقتها مطابقة للمصلحة، و لكنه عرف حقيقة الأمر بعد ما شرحها الخضر له و ندم من قلة صبره.
5. و القسم الآخر من السورة قد تطرق إلى قصة ذي القرنين و كيف طوى شرق العالم و غربه، و كيف التقى بمختلف الأقوام الذين كانت لهم أعراف مختلفة، و أخيرا واجه مؤامرة يأجوج و مأجوج بمساعدة قوم من الناس و بنى عليهم سدا من زبر الحديد و سد عليهم طريق نفوذهم.
6. من القضايا اللطيفة في هذه السورة هي أنها أشارت إلى ثلاث قصص: أ. قصة أصحاب الكهف ب. قصة موسى و الخضر ج. قصة ذي القرنين.
و جدير بالذكر أن خلافا لبعض قصص القرآن التي قد تذكر قصة واحدة في عدة مقاطع من القرآن، لم تذكر هذه القصص في مكان آخر ـ ما عدى قضية يأجوج و مأجوج حيث أشير إليها في الآية 96 من سورة الأنبياء من دون ذكر ذي القرنين ـ و هذه من خصائص هذه السورة.[5]
[1] . العروسي الحويزي، عبد علی بن جمعة، تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 241، اسماعیلیان، قم، 1415ق.
[2] المصدر نفسه.
[3] الحر العاملي، و سائل الشیعة، ج 7، ص 410، مؤسسه آل البیت (ع)، قم، 1409 ق.
[4] من أجل الحصول على المزيد راجع: موضوع: ثواب قراءة سور القرآن، 2879 (الموقع: 3192)؛ تفسیر نور الثقلين، ج 3، ص 241- 242.
[5] من أجل الحصول على المزيد من معارف سورة الكهف راجع: مکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 9، ص 187-190، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، قم، 1421 ق؛ تفسیر نور الثقلين، ج 3، ص 241- 242؛ الطبرسي، مجمع البیان، ج 6، ص 690- 691، ناصر خسرو، طهران، 1372ش.