Please Wait
الزيارة
11090
محدثة عن: 2012/05/05
کد سایت fa21697 کد بایگانی 24050
گروه التفسیر
التسميات الزواج|الطيب|الزاني|الزانية
خلاصة السؤال
هل يوجد حديث أو آية تقول بان الزاني لا ينكح الا زانية؟ وعلى فرض وجوده ما هو توجيهه؟
السؤال
طلب مني أحد الاصدقاء طرح السؤال الذي بدأ يشغل بال صديقي منذ فترة؛ حيث ان صديقي -كما يعترف بذلك- كان قد اقترف بعض الذنوب و المعاصي و ذهبت طهارته بسبب ذلك الذنب، و قد طرق ذهنه آية او حديث مفاده أن الزاني لا ينكح الا زانية، فهل هذا يعني ان صديقي لا يوفق في زواجه في المستقبل و انه سيبتلى بانسانه ملوثة مثله، و هنا اسأل: 1. هل يوجد هكذا حديث أو آية؟ 2. على فرض وجوده ما الطريق أمام صديقي للتخلص من هذه المعضلة؟
الجواب الإجمالي

يرى بعض المفسرين أنّ الآية تبيّن واقعة ملموسة فقط، فالمنحطون يختارون المنحطات، و كذلك يفعلن هنّ في اختيارهن، بينما يسمو المتطهّرون المؤمنون عن ذلك. و يحرّمون على أنفسهم اختيار الأزواج من ذلك الصنف تزكية و تطهيرا.

و ذهب العلامة الطباطبائي الى القول في تفسير الآية: ظاهر الآية و خاصة بالنظر إلى سياق ذيلها المرتبط بصدرها أن الذي تشمل عليه حكم تشريعي تحريمي و إن كان صدرها واردا في صورة الخبر، فإن المراد النهي تأكيدا للطلب و هو شائع.

و المحصل من معناها بتفسير من السنة و من طرق أئمة أهل البيت (ع) أن الزاني إذا اشتهر منه الزنا و أقيم عليه الحد و لم تتبين منه التوبة يحرم عليه نكاح غير الزانية و المشركة، و الزانية إذا اشتهر منها الزنا و أقيم عليها الحد و لم يتبين منها التوبة يحرم أن ينكحها إلا زان أو مشرك.

فالآية حسب هذا الرأي خاصة بالمشهورين بالزنا و الذين اقيم عليهم الحد و لم يتوبوا، فان اقترف الانسان بسبب الغفلة و الوقوع في حبائل الشيطان جريمة الزنا، لكنه ندم على فعلته و ما صدر عنه من ذنب و تاب الى الله تعالى توبة نصوحا، ولم يشتهر بذلك و لم يقم عليه الحد، فلا ريب و لاشك أن الآية المباركة لا تشمله بحال من الاحوال، و ذلك لان التائب يعد في زمرة المؤمنين و قد حرمت الآية ذلك على المؤمنين" وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين" وانشاء الله سيكون نصيب مثل هؤلاء زوجات عفيفات.

الجواب التفصيلي

جاء في القرآن الكريم: "الزَّاني‏ لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنين‏".[1]

و لتحليل الآية المباركة و الوصول الى المعنى المراد منها للابد من تفكيككها و النظر اليها من أكثر من زاوية لنرى هل القاعدة تعد من القواعد الكلية التي لا تستثنى أو هي من القضايا التابعة لظروفها الموضوعية؟

شأن نزول الآية

ذكر المفسرون في شأن و سبب نزل الآية المباركة أنه: قدم المهاجرون إلى المدينة، و فيهم فقراء ليست لهم أموال، و بالمدينة نساء بغايا مُسافِحَات، يكرين أنفسهن، و هن يومئذٍ أخْصَبُ أهل المدينة فرغب في كَسْبِهِنّ ناس من فقراء المهاجرين، فقالوا: لو أنا تزوجنا منهن، فعشنا معهن، إلى أن يغنينا اللَّه تعالى عنهن، فاستأذنوا رسول اللَّه (ص) في ذلك، فنزلت هذه الآية: و حُرِّم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.[2]

و من هنا ذهب بعض المفسرين الى القول في تفسير الآية: أن رجلا من المسلمين استأذن النبي (ص) في أن يتزوج أم مهزول و هي امرأة كانت تسافح و لها راية على بابها تعرف بها فنزلت الآية.[3]

تفسير الآية المباركة

اختلف المفسّرون في كون هذه الآية بيانا لحكم إلهي، أو خبرا عن قضيّة طبيعية.

فيرى البعض أنّ الآية تبيّن واقعة ملموسة فقط، فالمنحطون يختارون المنحطات، و كذلك يفعلن هن في اختيارهن، بينما يسمو المتطهّرون المؤمنون عن ذلك. و يحرّمون على أنفسهم اختيار الأزواج من ذلك الصنف تزكية و تطهيرا، و هذا ما يشهد به ظاهر الآية الذي جاء على شكل جملة خبرية[4].

إلّا أنّ مجموعة أخرى ترى في هذه العبارة حكما شرعيا و أمرا إلهيا يمنع المؤمنين من الزواج مع الزانيات، و يمنع المؤمنات من الزواج مع الزناة، لأنّ الانحرافات الأخلاقية كالأمراض الجسمية المعدية في الغالب. فضلا عن أنّ ذلك عار يأباه المؤمن و ينأى عنه. مضافا إلى المصير المبهم و المشكوك للأبناء الذين ينشؤون في احضان ملوثة و مشكوكة. ينتظر الأبناء من مثل هذا الزواج! و لهذه الأسباب و الخصوصيات منعه الإسلام. و الشاهد على هذا التفسير جملة "وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ" الّتي تدلّ على تحريم الزنا.[5]

و ذهب العلامة الطباطبائي الى القول في تفسير الآية: ظاهر الآية و خاصة بالنظر إلى سياق ذيلها المرتبط بصدرها أن الذي تشمل عليه حكم تشريعي تحريمي و إن كان صدرها واردا في صورة الخبر، فإن المراد النهي تأكيدا للطلب و هو شائع.

و المحصل من معناها بتفسير من السنة من طرق أئمة أهل البيت (ع) أن الزاني إذا اشتهر منه الزنا و أقيم عليه الحد و لم تتبين منه التوبة يحرم عليه نكاح غير الزانية و المشركة، و الزانية إذا اشتهر منها الزنا و أقيم عليها الحد و لم يتبين منها التوبة يحرم أن ينكحها إلا زان أو مشرك.

فالآية محكمة باقية على إحكامها من غير نسخ[6] و لا تأويل، و تقييدها بإقامة الحد و تبين التوبة مما يمكن أن يستفاد من السياق فإن وقوع الحكم بتحريم النكاح بعد الأمر بإقامة الحد يلوح إلى أن المراد به الزاني و الزانية المجلودان، و كذا إطلاق الزاني و الزانية على من ابتلي بذلك ثم تاب توبة نصوحا و تبين منه ذلك، بعيد من دأب القرآن و أدبه.[7]

النتيجة:

الآية المباركة " «الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِك" ناظرة الى:

1. المشهورين بذلك العمل القبيح؛ 2. قد أقيم عليهما الحد؛ 3. عدم التوبة من الفعل القبيح الذي اقترفوه.

و الجدير بالذكر هنا أنه ليس من الضروري أنه اذا تخلف شرط من الشروط فهذا يعني ان زوجته طاهرة مطهرة فقد يتخلف احد بان لا يقام عليه الحد و مع ذلك قد يكون نصيبه أمراة زانية مثله.

وقد يحدث احيانا ان يقترف الانسان بسبب الغفلة و الوقوع في حبائل الشيطان جريمة الزنا، لكنه يندم على فعلته و ما صدر عنه من ذنب و تاب الى الله تعالى توبة نصوحا، فلا ريب و لاشك أن الآية المباركة لا تشمله بحال من الاحوال، و ذلك لان التائب يعد في زمرة المؤمنين و قد حرمت الآية ذلك على المؤمنين" وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين" وانشاء الله سيكون نصيب مثل هؤلاء زوجات عفيفات.

و قد أورد المفسرون في ذيل الآية المباركة روايات شريفة تحرم على المؤمنين الزواج من الزانيات و تحرم الزواج من الرجل الزانين و يجب على المؤمنين التحري و اجتناب الزانيات و الزناة، الا اذا تابا فيجوز الزواج منهم.[8] فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال في جواب السؤال عن قوله تعالى: "الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً"، قال هُنَّ نساءٌ مشهوراتٌ بِالزِّنَا و رجال مشهورون بِالزِّنَا شُهِرُوا و عرِفُوا بِه و النَّاسُ اليوم بِذَلِكَ الْمَنْزِلِ فَمَنْ أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ الزِّنَا أَوْ مُتَّهَمٌ بِالزِّنَا لَمْ يَنْبَغِ لِأَحَدٍ أَنْ يُنَاكِحَهُ حَتَّى يَعْرِفَ مِنْهُ التَّوْبَةَ».[9]

 


[1] النور، 3.

[2] الواحدي علي بن احمد، اسباب نزول القرآن، ص325، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411 ق، الطبعة الاولى، تحقيق: كمال بسيونى زغلو.

[3] الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج ‏7، ص 197- 198، ناصر خسرو، طهران، 1372ش؛ القرطبي، محمد بن احمد، الجامع لأحكام القرآن، ج 13، ص 168، انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1364ش.

[4] ابوحيان، محمد بن يوسف، البحر المحيط فى التفسير، ج 8، ص 9-10، دار الفكر، بيروت، 1420ق؛ فضل الله، سيد محمد حسين، تفسير من وحى القرآن، ج 16، ص 227، دار الملاك للطباعة و النشر، بيروت، 1419ق؛ قمى مشهدى، محمد بن محمدرضا، تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج 9، ص 244، سازمان چاپ و انتشارات وزارت ارشاد اسلامى، تهران، 1368ش. البته لازم به ياد آورى است كه بسيارى از احكام به صورت "جمله خبريه" بيان شده است، و لازم نيست هميشه احكام الاهى به صورت "امر" و "نهى" باشد.

[5] مکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏11، ص: 13- 14، نشر مدرسة الامام علي بن ابي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421 هـ؛ الطباطبائي، سید محمد حسین، الميزان في تفسیر القرآن، ج ‏15، ص 79- 80، نشر مکتب الاعلام الاسلامي، قم، 1417ق.

[6] ذهب بعض المفسرين الى القول بان الآية من الآيات المنسوخة. انظر: ابن ادریس  الشافعي، محمد، احکام القرآن ج 1، ص 178.

[7] الطباطبائي، سید محمد حسین، الميزان، ج ‏15، ص 79- 80.

[8] انظر: الكليني، الکافي، ج 5، ص 354 - 355، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.

[9] نفس المصدر، ص 354.