Please Wait
الزيارة
7536
محدثة عن: 2012/05/09
کد سایت fa21874 کد بایگانی 25990
گروه التفسیر,الکلام القدیم
خلاصة السؤال
باعتبار أن أهل البيت (ع) هم أهل الذكر، فلماذا وجبت التبعية من الفقهاء؟
السؤال
هل في التفقه و تعلم الدين يمكن الرجوع إلى غير المعصوم؟ ما الدليل؟ خاصة باعتبار أن أهل البيت (ع) هم أهل الذكر الذي ذكرهم القرآن!
الجواب الإجمالي

لقد فسر أهل الذكر في قوله تعالى "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْر" بالمعصومين (ع) و هم يمثلون المصداق الأكمل لأهل الذكر. و لكن لا يستنبط الحصر من الآية؛ إذ معنى أهل الذكر واسع و يشمل جميع أولئك الذين يحضون بمزيد من العلم و المعرفة. فالآية إرشاد إلى أصل عام عقلائي و هو وجوب رجوع الجاهل إلى أهل الخبرة، و ليس ما تتضمنه من الحكم حكما تعبديا، و لا أمر الجاهل بالسؤال عن العالم و لا بالسؤال عن خصوص أهل الذكر أمرا مولويا تشريعيا و هو ظاهر.

الجواب التفصيلي

لقد فسر أهل الذكر في قوله تعالى "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْر" بالمعصومين (ع) و هم يمثلون المصداق الأكمل لأهل الذكر. و لكن لا يستنبط الحصر من الآية؛ إذ معنى أهل الذكر واسع و يشمل جميع أولئك الذين يحضون بمزيد من العلم و المعرفة. يقول العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية: الآية إرشاد إلى أصل عام عقلائي و هو وجوب رجوع الجاهل إلى أهل الخبرة، و ليس ما تتضمنه من الحكم حكما تعبديا، و لا أمر الجاهل بالسؤال عن العالم و لا بالسؤال عن خصوص أهل الذكر أمرا مولويا تشريعيا و هو ظاهر.[1]

من أجل إعطاء مزيد من الشرح نقدم بين يديك ملخصا مما جاء في التفاسير في هذا الخصوص:

لقد وردت روايات كثيرة في تفسير قوله "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْر" منها ما روی عن الإمام الرضا (ع) حيث سئله الراوي و قال: سَأَلْتُ الرِّضَا (ع) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فَقَالَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ و نَحْنُ الْمَسْئُولُونَ قُلْتُ فَأَنْتُمُ الْمَسْئُولُونَ و نَحْنُ السَّائِلُونَ قَالَ نَعَمْ قُلْت‏.[2] و جاء في رواية أخرى عن الإمام الصادق (ع): رَسُولُ اللَّهِ (ص) الذِّكْرُ و أَهْلُ بَيْتِهِ (ع) الْمَسْئُولُونَ و هُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ.[3] و کذلك جاء في رواية أخرى عن الإمام الرضا (ع) : "نَعَمْ الذِّكْرُ رَسُولُ اللَّهِ ص و نَحْنُ أَهْلُه‏".[4] و هناك روايات كثيرة بهذا المضمون… .[5]

في الروايات التفسيرية للقرآن الكريم ذكرت مصاديق محددة لأهل الذكر و لكن هذه الروايات لا تحدد معنى الآية الواسع و كما قلنا آنفا: إن الذكر بمعنى العلم و المعرفة فعبارة أهل الذكر تشمل جميع أهل الذكر و المعرفة.

و لكن بما أن القرآن يمثل المصداق البارز للعلم و المعرفة سمي بالذكر كما أن النبي الأعظم (ص) يمثل مصداقا واضحا للذكر. فأئمتنا المعصومون الذين هم أهل بيت النبي (ص) و ورثة علمه، يمثلون أوضح مصداق لأهل الذكر.

و لكن القبول بهذه الحقيقة لا يتعارض مع عموم مفهوم الآية و نزولها في حق علماء أهل الكتاب، و لهذا استدل علماء الأصول و فقهاؤنا بهذه الآية في أبحاث الاجتهاد و التقليد على و جوب تقليد غير أهل العلم من العلماء و المجتهدين في المسائل الدينية.

على أي حال إن الآية محل البحث تشير إلى أصل أساسي إسلامي في جميع أبعاد الحياة المادية و المعنوية و تؤكد على جميع المسلمين أن يسألوا ذوي الاطلاع عما لا يعلمون، و لا يتدخلون بنفسهم في ما لا يعلمون.

إذن قضية "التخصص" ليست قضية اعترف بها القرآن في المسائل الإسلامية و الدينية و حسب، بل قد أقرها و أكد عليها في جميع المجالات. و من هذا المنطلق لابد للمجتمع الإسلامي أن يتمتع في كل عصر و زمان بالعلماء و الخبراء في مختلف المجالات اللازمة، حتى يراجعهم عموم الناس في ما لا يعلمون.

و حري بالذكر أنه يجب مراجعة المتخصصين و الخبراء الذين ثبت صدقهم و سلامتهم و حياديتهم. فهل نحن نراجع طبيبا حاذقا و متخصصا و لكنه مشكوك في صدقه و أمانته؟! و لهذا في موضوع التقليد و المرجعية قد أردفت صفة العدالة إلى جانب الاجتهاد و الأعلمية، فلابد لمرجع التقليد أن يكون عالما و عارفا بالمسائل الإسلامية و كذلك يكون متقيا و ورعا.[6]

 


[1]. طباطبايى، سيد محمد حسين، الميزان فى تفسير القرآن، ج 12، ص 259، دفتر انتشارات اسلامى، قم، 1417 ق.

[2]. الكليني، الكافي ج 1، ص 210- 211، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش.

[3]. المصدر نفسه ص 211.

[4]. الشيخ الحر العاملي، محمد بن حسن، و سائل الشيعة، ج 27، ص 73، مؤسسة آل البيت (ع)، قم، 1409 ق‏.

[5]. ر.ک، کلینی، کافی ج 1،ص 210، َبابُ أَنَّ أَهْلَ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ بِسُؤَالِهِمْ هُمُ الْأَئِمَّةُ ع.

[6]. راجع، المكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 8 ص 199ـ 200، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، قم، 1421 ق.