Please Wait
الزيارة
6367
محدثة عن: 2009/07/07
کد سایت fa2962 کد بایگانی 5161
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
هل ان إمام العصر (عج) نفسه أیضاً من المنتظرین لظهوره؟
السؤال
هل ان الإمام نفسه فی مرحلة الغیبة ینتظر ظهور نفسه أیضاً؟ أرید التعرّف علی مقالات فی هذا المجال من مصادر معتبرة و کیف یکون مثل هذا الانتظار؟
الجواب الإجمالي

انتظار الفرج من الأرکان الأساسیة للإسلام، و خصوصاً المذهب الشیعی، و انتظار الفرج، هو بمعنی رجاء الفتح و الخلاص من الظلم و رفع مشاکل جمیع الناس.

و یری منتظرو الفرج انه سیظهر فی آخر الزمان إنسان إلهی –و اسمه فی الإسلام المهدی- و إنه سیقضی علی الظلم و الجور و یحل محلّه العدل و القسط و ینشر سلطة الحکومة الإلهیة فی جمیع العالم. و کان هذا الأمل یراود جمیع الأنبیاء و الأوصیاء منذ بدء الخلیقة و لم یدّخروا وسعاً فی التهیئة لذلک و تحملوا من أجل ذلک أنواع المصائب لکی یقرّبوا العالم خطوة باتجاه ظهور منقذ البشریة.

و من المنتظرین لفرج الإمام المهدی (عج) هو الإمام نفسه، لأنه أولاً: الانتظار اعتبر فی روایاتنا بأنه أفضل العبادة، و من البعید بل المحال أن یکون الإمام غافلاً و محروماً من أفضل العبادات. و ثانیاً: فی الروایات الذی ورد فیها کلمة الفرج لیس فیها اشارة الی فرج المؤمنین بل إنها شاملة لفرج الإمام المهدی (عج) أیضاً. إذن فالإمام منتظر للفرج فی أعماله.

و بناء علی هذا فان نفس الإمام المهدی (عج) أیضاً ینتظر مثل هذا الیوم لکی یقوم بالقسط و العدل فی العالم کله. لأن هدفه هو استقرار النظام التوحیدی و تهیئة الأرضیة للسعادة البشریة.

الجواب التفصيلي

انتظار الفرج یتألّف من کلمتین: "الإنتظار" و "الفرج". و الانتظار فی اللغة بمعنی المراقبة و الترقّب و الاضطراب.[1] و هی الحالة التی تسّبب ایجاد التهیؤ، و ضدها الیأس. و یطلق علی الانفتاح و الخلاص من الغمّ و الهم و المشاکل اسم الفرج.[2]

و انتظار الفرج فی الکلام الإسلامی هو بمعنی الأمل و رجاء تحقق الانتصار النهائی للحق و السلم و العدالة علی قوی الباطل و انتشار الإیمان الإسلامی فی العالم و الاستقرار الکامل الشامل للقیم الإنسانیة و تکوین المدینة الفاضلة و المجتمع المثالی التوحیدی فی البسیطة کلها بواسطة شخصیة مقدّسة أی المهدی الموعود (عج). و لیس هذا الانتظار مجرد أمل و رجاء بل هو انتظار یستتبع العمل.

و فی مفهوم انتظار الفرج ناحیتان: ایجابیة و سلبیة. فمحو الظلم و الشرک و الفساد من العالم کله هو الناحیة السلبیة، و ایجاد المجتمع العالمی التوحیدی و تحکیم العدالة هو الناحیة الإیجابیة.

اهمیة انتظار الفرج:

هناک اهتمام خاص فی الأحادیث بموضوع انتظار الفرج، و قد تناولت هذه الأحادیث فضیلة الانتظار و وظائف المنتظرین و فوائد الانتظار و معناه الصحیح. و نکتفی بذکر بعض الأحادیث فقط رعایة للاختصار:

1. یقول رسول الله(ص):"انتظار الفرج عبادة".[3]

2. عن أمیر المؤمنین علی (ع):"أحبّ الأعمال الی الله انتظار الفرج".[4]

3. روی عن الإمام الجواد (ع) انه قال:"أفضل أعمال شیعتنا انتظار الفرج".[5]

المنتظرون:

تعتقد أکثر الأدیان بالمصلح فی آخر الزمان و هو الذی یظهر فی آخر الزمان و یملأ الارض قسطا و عدلا، رغم اختلافهم فی المصادیق و فی اسم ذلک المصلح.

و فی الدین الإسلامی یعتقد جمیع المسلمین منذ صدر الإسلام بالمنقذ فی آخر الزمان علی ضوء تعالیم النبی الأکرم(ص) و یرون انه من آل النبی و اسمه اسم النبی، بالرغم من وجود الاختلاف بینهم فی بعض التفاصیل، و کمثال علی ذلک: تعتقد الشیعة بأنه قد ولد فی القرن الثالث الهجری و لکنه غاب عن الأنظار بعد فترة، و لکن أکثر أهل السنة یقولون إنه سیولد فی آخر الزمان و أنه لم یولد الی الآن.

و قد کان هدف کل الأنبیاء و الأوصیاء و الأولیاء الإلهییّن نشر القسط و العدل فی العالم و ایجاد المجتمع التوحیدی العالمی، و أن یصنعوا عالماً یدار طبقاً للأحکام الإلهیة و تراعی فیه الحدود الإلهیة، عالما یوفّر السعادة الدنیویّة و الأخرویة للإنسان من جمیع الجهات. فکان کل الأنبیاء و الأولیاء یتمنون مثل هذا العالم و یسعون من أجل تحقیقه. و کان جمیع هؤلاء العظماء الإلهیین یعدّون اللحظات فی انتظار مثل هذا الیوم فکانوا ینتظرون الفرج.

فحین سأل أحد أصحاب الإمام الصادق(ص) قائلاً:"جعلت فداک فما نتمنّی إذاً أن نکون من أصحاب الإمام القائم فی ظهور الحق و نحن الیوم فی إمامتک و طاعتک أفضل أعمالاً من أعمال أصحاب دولة الحق؟ فقال: سبحان الله! أ ما تحبّون ان یظهر الله عز و جل الحق و العدل فی البلاد و یحسن حال عامّة العباد و یجمع الله الکلمة و یؤلّف بین قلوب مختلفة و لا یعصی الله عز و جل فی أرضه و یقام حدود الله فی خلقه و یرد الله الحق الی أهله فیظهروه حتی لا یستخفی بشیء من الحق مخافة أحد من الخلق".[6]

و یفهم من هذا الحدیث بوضوح ان کل الذین یتمنّون الانتصار النهائی للحق علی الباطل و حکومة الله العالمیة هم من منتظری ظهور المهدی الموعود(عج). و روی عن الإمام الصادق(ع) قال:" اما إنی لو أدرکت ذلک لاستبقیت نفسی لصاحب هذا الأمر".[7]

و من منتظری فرج الإمام المهدی(عج) هو الإمام نفسه، لأنه أولاً: قد اعتبر الانتظار فی روایاتنا من أفضل العبادات، و من البعید بل المحال أن یکون الإمام (عج) غافلاً أو محروماً عن أفضل العبادات.

و ثانیاً: الروایات التی ورد فیها کلمة الفرج لیس فیها اشارة الی فرج المؤمنین فقط بل هی تشمل فرج الامام صاحب الزمان أیضاً أی ان الإمام أیضاً منتظر للفرج فی أمره.

و بناء علی هذا فحیث ان الإمام المهدی(عج) نفسه أیضاً یحبّ أن تسود الحکومة التوحیدیّة و الإلهیة فی العالم و ینتشر القسط و العدل فی جمیع المعمورة و یزول الظلم و الجور و تصل جمیع الموجودات الی کمالها النهائی فان الإمام القائم(ع) نفسه هو من المنتظرین للظهور، لکی یظهر بإذن الله تعالی و یحققّ أمل جمیع الموحّدین.



[1] تاج العروس، ج 7، ص 539.

[2] الراغب الإصفهانی، مفردات الفاظ القرآن، ص 628، تحقیق صفوان عدنان الداوودی، الطبعة الاولی، دار الشامیة، بیروت1416 ق.

[3] بحار الأنوار، ج 52، ص 122، نقلاً عن امالی الشیخ الطوسی.

[4] الشیخ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج 4، ص 381، نشر جامعة المدرّسین، قم، 1413 ق.

[5] الشیخ الصدوق، کمال الدین، ج 2، ص 377، دار الکتب الإسلامیة، قم 1395 ق.

[6] کمال الدین، ج 2، ص 646.

[7] النعمانی، محمد بن إبراهیم، الغیبة، ص273، مکتبة الصدوق، طهران 1397 ق.