ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية:
1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ شَيْا وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِين".
2ـ الأحزاب، الآية 40: "مَّا كاَنَ محُمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّنَ وَ كاَنَ اللَّهُ بِكلُِّ شىَْءٍ عَلِيمًا".
3ـ سورة محمد، الآية 2: "وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَ ءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلىَ محُمَّدٍ وَ هُوَ الحْقُّ مِن رَّبهِّمْ كَفَّرَ عَنهْمْ سَيِّاتهِمْ وَ أَصْلَحَ بَالهَم".
4ـ الفتح، الآية29: "محُّمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلىَ الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنهَمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَ رِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فيِ وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَالِكَ مَثَلُهُمْ فىِ التَّوْرَئةِ وَ مَثَلُهُمْ فىِ الْانجِيل...".
كما و ذكر النبي (ص) في القرآن باسماء و القاب أخری، کقوله تعالی "يا أيها النبي"[1] و "يا أيها الرسول".[2] و "يا أيها المدّثر"[3] و "أحمد" و هذا الإختلاف في التعبير له أهداف و حكم مختلفة، فخطاب "يا أيها المدثر": أي "يا أيها المتغطي بالثياب للنوم". و قد كان على هذه الحالة فخوطب بوصف مأخوذ من حالة تأنيساً و ملاطفة.[4]
أن النبي محمداً (ص) يتوفّر على بعدين الأوّل منها سماوي و الآخر البعد الماديّ الأرضي، و بعبارة أخرى البعد الباطني و الظاهري، فمن هنا اطلق الباري تعالی عليه بلحاظ كل بعد من تلك الأبعاد إسماً خاصأً، و لكل من البعدين أحكامه و ضوابطه الخاصة. فقد جاء في الروايات أن إسمه في السماء أحمد و في الأرض محمد (ص).[5]
و قد استعرض المفسّرون عدة أسباب لتصريح القرآن بأسم "محمّد" بشكل مكرّر و كذلك بالنسبة لإسم "أحمد" نشير إلى بعضها:
1ـ لقد ذكر القرآن الكريم النبي الأكرم (ص) بكل تعظيم ترغيباً للآخرين بالتأسي بسيرته و تقديراً للإنسجام الواسع النطاق بین شخصيته (ص) و بين القرآن الكريم.
2ـ لذكر إسم النبي الأعظم (ص) في القرآن صراحة سرّ و نكتة لا يمكن ايصالهما و تأمينهما بدونه، مثلما كان الكلام عن خاتمية الرسول (ص) فذكره الله باسم "محمّد" حتى ترتفع كل شبهة و شك:[6] "مَّا كاَنَ محُمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّن".[7]
3ـ تکرر ذکر الاسم بلحاظ عظمة معاني أسماء النبي (ص) المباركة مثل "محمّد" و بلحاظ الخصوصيات الكامنة فيها، كما روي عنه (ص): "أن لي أسماءً أنا أحمد و أنا محمّد و أنا...".[8]
و يقول في كلام أخر: "و شق لي إسماً من أسمائه فسمّاني "محمّدا" و هو "محمود" و اخرجني في خير قرن من أمتي".[9]
راجعوا المواضيع التالية لتحصلوا على مزيد من الإطلاع عن علل تكرار بعض الجزئيات في القرآن الكريم:
"الجزئيات و التكرار في القرآن"، السؤال 827(892)
"الهدف من تكرار المطالب في القرآن"، السؤال 4977.
"علة ذكر أسماء بعض الأنبياء في القرآن"، السؤال 860(935).
[1] کالأنفال، 64؛ التوبة، 73.
[2] المائدة، 41 و 67.
[3] المدثر، 1.
[4] الطباطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 20، ص 79، مكتب انتشارات الإسلامي، قم، الطبعة الخامسة، 1417 ق.
[5] مقتبس من موضوع (اسم النبي في السّماء)، السؤال 15241.
[6] الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 5، ص 316، انتشارات ناصر خسرو، طهران، الطبعة الثالثة، 1372 ش.
[7] الأحزاب، 40.
[8] العروسي الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 316، انتشارات اسماعيليان، قم الطبعة الرابعة، 1415 ق، القمي المشهدي، محمد بن محمدرضا، تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج 13، ص 229 و230، مؤسسة الطباعة و النشر لوزارة الإرشاد الإسلامي، طهران، الطبعة الأولی، 1368 ش.
[9] الشيخ الصدوق، الخصال، المحقق و المصحّح: غفاري، علي اكبر، ج 2، ص 425، نشر جامعة المدرسين، قم، الطبعة الأولی، 1363 ش.