Please Wait
الزيارة
7487
محدثة عن: 2010/11/21
کد سایت fa3370 کد بایگانی 10952
گروه الحقوق والاحکام
خلاصة السؤال
نظرا إلى عصمة النبی الأکرم (ص)، فهل تعنی الولایة المطلقة للفقیه نفس معنى ولایة النبی المطلقة؟
السؤال
لقد استعملت الولایة المطلقة فی عصر النبی الأکرم (ص) بمعنى أن لو أمر الرسول الأکرم (ص) شخصاً بعمل ما، یجب علیه التنفیذ حتى لو کان العمل من أصعب الأمور. مثلا لو أمر النبی (ص) أحدا أن ینتحر، یجب علیه الانتحار. فباعتبار أن الرسول الأکرم (ص) کان معصوماً و لم یکن الولی الفقیه معصوماً، السؤال هنا هل أن هذا یعنی کون الولایة المطلقة للفقیه نفس معنى الولایة فی عصر النبی (ص)؟.
الجواب الإجمالي

إن ولایة الفقیه المطلقة اصطلاح فقهی ناظر الى دائرة إعمال الولایة و الافراد الواقعین تحتها، حیث ینفی أی محدودیة فی هذا المجالات. بعبارة اخرى: أن المصطلح یبین مساحة صلاحیة الفقیه و أنها غیر محدودة بافراد خاصین کالاطفال و المجانین و السفهاء و ... بل هی شاملة لجمیع الافراد و کذلک غیر محدودة فی مجال أو حکم خاص. لقد قال الإمام الخمینی (ره) فی حدود ولایة الفقیه و صلاحیاته: ما ثبت للنبیّ (ص) و الإمام (ع)- من جهة ولایته و سلطنته ثابت للفقیه، و أمّا إذا ثبتت لهم (ع) ولایة من غیر هذه الناحیة فلا. من قبیل الصلاحیات الثابتة نتیجة النبوة أو العصمة. هنا لابد من الإشارة إلى أن کل الأوامر و التکالیف التی تصدر من قبل المعصومین (ع) تطابق العقل و الشرع، و لا تصدر من النبی الأکرم (ص) أو الأئمة (ع) أوامر تخالف الشرع و العقل کالانتحار أبداً.

الجواب التفصيلي

من أجل فهم حقیقة الولایة المطلقة للفقیه لابد من ذکر عدة نقاط:

الف. معنى الولایة:

الولایة لغة مشتقة من کلمة "ولی" بمعنى القرب.[1] کذلک ذکر لکلمة الولایة معنیان أخران هما السلطنة، و القیادة و الحکومة.[2]

ب. بیان مفهوم ولایة الفقیه:

لما قیل أن الولایة بمعنى القیادة و الادارة و السلطنة، من هنا یظهر أن المراد من ولایة الفقیه هو أن للولی الفقیه الولایة شرعاً فی تبیین الاحکام و القوانیین الالهیة و اجرائها و ادارة المجتمع المسلم و ان هذا فی عصر الغیبة یقع على کاهل الفقیه الجامع للشرائط.[3]

و الجدیر بالذکر أن البعض اعتبر ذلک هیمنة و تسلطا و رئاسة على المولى علیهم و سلخاً لارادتهم، و الحال أن المراد منها هو ادارة شؤون المولى علیهم و أنه نوع من الخدمة تقدم للمولى علیه.[4]

ج. المراد من الولایة المطلقة للفقیه:

من الملاحظ فی الفقه الاسلامی أن الولایة جعلت فی عهدة بعض الاصناف، کالاب و الجد من جهة الاب على الاطفال غیر الراشدین و المجانین و السفهاء.[5] ففی هذه الحالة جعلت ادارة امور الاطفال (ذکورا او اناثا) فی ذمة الاب و الجد من جهة الاب، بما یضمن تحقیق مصالح الطفل.

کذلک ولایة الوکیل على امور الموکل التی هو وکیل فیها مادام الوکیل حیّا و لم یفسخ الوکالة، و هکذا ذکرت مصادیق اخرى للولایة فی الکتب الفقهیة. من هنا نعلم أن أصل الولایة على الاخرین یعد من ضروریات الفقه الاسلامی، و ان احدى الولایات المشروعة فی القانون الاسلامی هی ولایة الفقیه.

الا ان البحث یقع فی هل أن ولایة الفقیه من باب ولایة الاب و الجد أو أنها من نوع الولایة بمعنى القیادة و إدارة شؤون المجتمع؟

من المسلم به ان جمیع الفقهاء یتفقون على أصل ولایة الفقیه و إنما الاختلاف فی سعة و ضیق الصلاحیات الممنوحة للفقیه؛ فاذا قلنا إن الاختیارات و الصلاحیات الممنوحة هی من نوع اختیارات الولایة بمعنى ادارة شؤون المجتمع فهذا یعنی أن الولایة مطلقة و ان صلاحیات الفقیه غیر محددة.

اذن ولایة الفقیه المطلقة اصطلاح فقهی ناظر الى دائرة إعمال الولایة و الافراد الواقعین تحتها، حیث ینفی أی محدودیة فی هذا المجالات. بعبارة أخرى: إن المصطلح یبین مساحة صلاحیة الفقیه و انها غیر محدودة بافراد خاصین کالاطفال و المجانین و السفهاء و ... بل هی شاملة لجمیع الافراد و کذلک غیر محدودة فی مجال أو حکم خاص. یقول الامام الخمینی (قدس): إنّ للفقیه جمیع ما للرسول (ص) و الإمام (ع)، إلا إذا قام الدلیل على‏ أنّ الثابت له (ع) لیس من جهة ولایته و سلطنته، بل لجهات شخصیّة؛ تشریفاً له، أو دلّ الدلیل على‏ أنّ الشی‏ء الفلانی و إن کان من شؤون الحکومة و السلطنة، لکن یختصّ بالإمام (ع) و لا یتعدّى‏ منه.[6]‏ و قال (قدس): ثمّ إنّا قد أشرنا سابقاً إلى‏ أنّ ما ثبت للنبیّ (ص) و الإمام (ع)- من جهة ولایته و سلطنته ثابت للفقیه، و أمّا إذا ثبتت لهم (ع) ولایة من غیر هذه الناحیة فلا.[7]

و قال الشیخ الانصاری (ره) فی معرض ذکره لمناصب الفقیه الجامع للشرائط، أن مناصبه عبارة عن: منصب الافتاء و القضاء و ولایة التصرف فی الاموال و الانفس.[8] ثم قال: نعم، لایبعد القول بالرجوع الى الفقیه فی کل أمر یرجع فیه الناس الى رئیسهم و ذلک بمقتضى کون الفقهاء اولیاء الأمر.[9]

نعم بعض الفقهاء لایرون ثبوت الولایة للفقیه بهذه الشمولیة و السعة.[10]

فاتضح من خلال ذلک أولا: أن المقصود من الولایة المطلقة و إطلاق الولایة هو أنه "یجب على الفقیه أن یبیّن جمیع أحکام الإسلام (لا بعضها). و ثانیاً: إن ما ثبت للنبیّ (ص) و الإمام (ع)- من جهة ولایته و سلطنته ثابت للفقیه، و أمّا إذا ثبتت لهم (ع) ولایة من غیر هذه الناحیة فلا.[11] (کالصلاحیات الثابتة نتیجة النبوة أو العصمة.) هنا لابد من الإشارة إلى أن کل الأوامر و التکالیف التی تصدر من قبل المعصومین (ع) تطابق العقل و الشرع، و لا تصدر من النبی الأکرم (ص) أو الأئمة (ع) أوامر تخالف الشرع و العقل کالانتحار أبداً.

للحصول على المزید من المعلومات راجع:

1ـ الموضوع العام: مفهوم ولایة الفقیه، سؤال 1140 (الموقع: 448).

2ـ الموضوع العام: شبهات حول ولایة الفقیه، سؤال 8072 (الموقع: 455).

3ـ الموضوع العام: الولایة المطلقة، سؤال 3807 (الموقع: 4215).



[1] الرازی، عبدالقادر، مختار الصحاح، (صحاح الجوهری)، ماده ولی، ص 631، انتشارات الرسالة.

[2] انظر: نفس المصدر؛ المعجم الوسیط، ص 1058، انتشارات دار الدعوة.

[3] جوادی الآملی، عبدالله، ولایت فقیه، ص 463، انتشارات اسراء.

[4] هادوی الطهرانی، مهدی، ولایت و دیانت، ص 65، انتشارات خانه خرد.

[5] انظر: النجفی، محمد حسن، جواهر الکلام، ج 22، ص 322.

[6] کتاب البیع (للإمام الخمینی)، ج ‏2، ص 664.

[7] نفس المصدر، ص 654.

[8] هادوی الطهرانی، مهدی، ولایت و دیانت، ص 125، انتشارات خانه خرد.

[9] الانصاری، الشیخ مرتضی، المکاسب المحرمة، ج 3، ص 545.

[10] نفس المصدر.

[11] مقتبس من سؤال 1887 (الموقع: 2212)، الموضوع العام: الولایة المطلقة.