النواب الاربعة هم: 1- عثمان بن سعید العمری 2-محمد بن عثمان بن سعید العمری 3- حسین بن روح النوبختی 4-علی بن محمد السمری و هؤلاء الاربعة من ابرز اصحاب الامامین الهادی و العسکری (ع) و الامام المهدی (عج) و قد نصبهم الامام- واحدا تلو الآخر- فی عصر الغیبة الصغرى نوابا عنه و واسطة بینه و بین الناس.
و السبیل لاثبات نیابتهم و التمییز بینهم و بین من ادعى النیابة کذبا هو تأییدهم من قبل الامام المعصوم (ع) من خلال اسنادهم بالروایات التی تؤکد ان نصبهم تم من قبل الامام (عج) اضف الى ذلک الکرامات التی حدثت على ایدیهم من قبیل الاخبار عن وقائع مستقبلیة قد تحققت، مما ادى الى الوثوق و الاطمئنان بصدقهم؛ و لم یستطع احد حتى الآن اثبات خلاف ذلک و انهم یعملون لمصالحهم الشخصیة.
یعد النواب الاربعة فی عصر الغیبة الصغرى من أبزر و افضل اصحاب کل من الامامین الهادی و العسکری (ع) و کذلک الامام المهدی (عج) و قد قام الامام المهدی (عج) بتنصیبهم واحدا تلو الاخر نوابا عنه و لیکونوا واسطة بینه و بین الناس فی عصر الغیبة الصغرى.
صحیح انه قد ادعى الکثیر من الناس - و على طول التاریخ - النیابة عن الامام (عج) کذبا و خداعا، الا ان عدالة و تقوى و ورع و الکرامات الصادرة عنهم و کفاءتهم العملیة و التعابیر القیمة الصادرة بحقهم من قبل الائمة قبل الامام المهدی (عج) لاتدع ای مجال للشک و التردید لدى الباحثین عن الحقیقة فی احقیة هؤلاء الاربعة و التمییز بینهم و بین من ادعى النیابة کذبا و زورا.
فعلى سبیل المثال السفیر الاول (عثمان بن سعید العمری)[1] دخل فی خدمة الامام الهادی (ع) و هو فی سن الحادیة عشرة و کان موضع تأیید و مدح من قبل الامامین الهادی والعسکری علیهما السلام.
فلما سال أحمد بن اسحاق القمی الامام الهادی (ع) قائلا: مَنْ أُعَامِلُ أَوْ عَمَّنْ آخُذُ وَ قَوْلَ مَنْ أَقْبَلُ؟ فَقَالَ لَهُ الامام: الْعَمْرِیُّ –ای عثمان بن سعید العمری - ثِقَتِی فَمَا أَدَّى إِلَیْکَ عَنِّی فَعَنِّی یُؤَدِّی وَ مَا قَالَ لَکَ عَنِّی فَعَنِّی یَقُولُ فَاسْمَعْ لَهُ وَ أَطِعْ فَإِنَّهُ الثِّقَةُ الْمَأْمُون.[2]
و یقول الامام العسکری فی حقه: هَذَا أَبُو عَمْرٍو الثِّقَةُ الْأَمِینُ ثِقَةُ الْمَاضِی وَ ثِقَتِی فِی الْحَیَاةِ وَ الْمَمَاتِ فَمَا قَالَهُ لَکُمْ فَعَنِّی یَقُولُهُ وَ مَا أَدَّى إِلَیْکُمْ فَعَنِّی یُؤَدِّیه.[3]
و فی روایة أخرى عن الإمام الحسن العسکری (ع) انه اجتمع اربعون من رجال الشیعة عند الامام (ع) فلما عرض علیهم الامام العسکری ولده المهدی کانه قطعة قمر فقال لهم هذا امامکم من بعدی و خلیفتی علیکم اطیعوه و انکم لا ترونه من بعد یومکم هذا حتى یتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما یقوله و انتهوا الى امره و اقبلوا قوله فهو خلیفة امامکم و الامر الیه.[4]
و اما بالنسبة الى محمد بن عثمان(النائب الثانی) فقد قال الامام الحسن العسکری (ع): "....... وَ اشْهَدُوا عَلَیَّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ سَعِیدٍ الْعَمْرِیَّ وَکِیلِی وَ أَنَّ ابْنَهُ مُحَمَّداً وَکِیلُ ابْنِی مَهْدِیِّکُمْ"[5]
و قد جاء فی التوقیع الصادر من الامام الحجة (عج) مخاطبا اسحاق بن یعقوب فی خصوص محمد بن عثمان و والده: ((... و اما محمد بن عثمان العمری رضی الله تعالی عنه و عن ابیه من قبل، فانه ثقتی و کتابه کتابی))[6]
فقد اتضح من خلال التعابیر المذکورة مضافا إلی انها تدل على تأیید و توثیق کل من السفیرین الاول والثانی فی تبلیغ کلام الامام الى الناس، أمر بطاعتهم و اتباعهم مما یدل على جدارتهم و الدرجة العالیة من الوثاقة التی یتحلون بها.
اما بالنسبة الى السفیر الثالث للامام الحجة(عج) فی عصر الغیبة الصغرى الحسین بن روح النوبختی الذی هو الاخر انتخب سفیرا من بین عشرة من اصحاب الامام و المقربین منه لما کان متصفا به من الجدارة و العدالة و التقوى.
قال الشیخ الطوسی فی الغیبة: و أخبرنا جماعة عن أبی محمد هارون بن موسى قال أخبرنی أبو علی محمد بن همام رضی الله عنه و أرضاه أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمری قدس الله روحه جمعنا قبل موته و کنا وجوه الشیعة و شیوخها فقال لنا: إن حدث علی حدث الموت فالأمر إلى أبی القاسم الحسین بن روح النوبختی فقد أمرت أن أجعله فی موضعی بعدی فارجعوا إلیه و عولوا فی أمورکم علیه.[7]
و فی روایة اخرى،أن أبا جعفر العمری لما اشتدت حاله اجتمع جماعة من وجوه الشیعة فدخلوا على أبی جعفر (رض) فقالوا له: إن حدث أمر فمن یکون مکانک؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسین بن روح بن أبی بحر النوبختی القائم مقامی و السفیر بینکم و بین صاحب الأمر ع و الوکیل له و الثقة الأمین فارجعوا إلیه فی أمورکم و عولوا علیه فی مهماتکم فبذلک أمرت و قد بلغت.[8]
و قد وصفت ام کلثوم بنت السفیر محمد بن عثمان، الحسین بن روح بقولها: کَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ قُدِّسَ سِرُّهُ وَکِیلا لأَبِی جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سِنِینَ کَثِیرَةً یَنْظُرُ لَهُ فِی أَمْلاکِهِ وَ یُلْقِی بِأَسْرَارِهِ الرُّؤَسَاءَ مِنَ الشِّیعَةِ وَ کَانَ خِصِّیصاً به ... فَحَصَّلَ فِی أَنْفُسِ الشِّیعَةِ مُحَصَّلًا جَلِیلا لِمَعْرِفَتِهِمْ بِاخْتِصَاصِ أَبِی إِیَّاهُ وَ تَوْثِیقِهِ عِنْدَهُمْ وَ نَشْرِ فَضْلِهِ وَ دِینِهِ وَ مَا کَانَ یَحْتَمِلُهُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَتَمَهَّدَتْ لَهُ الْحَالُ فِی طُولِ حَیَاةِ أَبِی إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْوَصِیَّةُ إِلَیْهِ بِالنَّصِّ عَلَیْهِ"[9]
اضف الى ذلک هناک الکثیر من الشواهد و القرائن التی تدل على عدالة و تقوى و جدارة السفیر الثالث للامام المهدی (عج) یمکن الاشارة الى نماذج منها و هو کلام جعفر بن احمد بن متیل حیث قال: لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمری رضی الله عنه الوفاة کنت جالسا عند رأسه أسأله و أحدثه و أبو القاسم بن روح عند رجلیه. فالتفت إلی ثم قال: أمرت أن أوصی إلى أبی القاسم الحسین بن روح. قال: فقمت من عند رأسه و أخذت بید أبی القاسم و أجلسته فی مکانی و تحولت إلى عند رجلیه.[10]
و هذا یظهر بوضوح ان الملاک عند الامام المهدی (ع) فی انتخاب السفراء هو الکفاءة و الجدارة.
اما بالنسبة الى السفیر الرابع، ابو الحسن علی بن محمد السمری فقد کان من الکفاءة و اللیاقة بحیث اصبح مؤهلا لیکون السفیر الرابع للامام المهدی (عج). فقد ورد فی کتاب الامام الحجة فی تأیید سفارته و السفراء الثلاثة قبله : "... حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُکَتِّبُ قَالَ کُنْتُ بِمَدِینَةِ السَّلَامِ فِی السَّنَةِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَحَضَرْتُهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَیَّامٍ فَأَخْرَجَ إِلَى النَّاسِ تَوْقِیعاً نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیَّ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ إِخْوَانِکَ فِیکَ فَإِنَّکَ مَیِّتٌ مَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ سِتَّةِ أَیَّامٍ فَأَجْمِعْ أَمْرَکَ وَ لَا تُوصِ إِلَى أَحَدٍ فَیَقُومَ مَقَامَکَ بَعْدَ وَفَاتِکَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَیْبَةُ التَّامَّةُ ....."[11]
یمکن ان نستنتج من هذه التعابیر مجموعة من الامور هی:
1- انه شخص کفوء و ذو جدارة عالیة جدا.
2- ان له منزلة کبیرة فی اوساط الشیعة بحیث یعد فقده بالنسبة الیهم مصیبة کبرى.
3- ان نیابته امر مسلم و ان الامام امره ان یختم السفارة و ان لا یوصی لاحد من بعده.
اضف الى ذلک الکرامات التی صدرت على یدیه و الدالة على عظمة مقامه و مکانته السامیة، نشیر هنا الى نماذج من تلک الکرامات:
1- مطالبة العمری بالمال المفقود فقد روی: أَنَّهُ حَمَلَ إِلَى أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مَا یُنْفِذُهُ إِلَى صَاحِبِ الْأَمْرِ (ع) مِنْ قُمَّ وَ نَوَاحِیهَا فَلَمَّا وَصَلَ الرَّسُولُ إِلَى بَغْدَادَ وَ دَخَلَ إِلَى أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَوْصَلَ إِلَیْهِ مَا دَفَعَ إِلَیْهِ وَ وَدَّعَهُ وَ جَاءَ لِیَنْصَرِفَ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: قَدْ بَقِیَ شَیْءٌ مِمَّا اسْتَوْدَعْتُهُ فَأَیْنَ هُوَ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَمْ یَبْقَ شَیْءٌ یَا سَیِّدِی فِی یَدِی إِلا وَ قَدْ سَلَّمْتُهُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: بَلَى قَدْ بَقِیَ شَیْءٌ فَارْجِعْ إِلَى مَا مَعَکَ وَ فَتِّشْهُ وَ تَذَکَّرْ مَا دُفِعَ إِلَیْکَ فَمَضَى الرَّجُلُ فَبَقِیَ أَیَّاماً یَتَذَکَّرُ وَ یَبْحَثُ وَ یُفَکِّرُ فَلَمْ یَذْکُرْ شَیْئاً وَ لَا أَخْبَرَهُ مَنْ کَانَ فِی جُمْلَتِهِ وَ رَجَعَ إِلَى أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ لَمْ یَبْقَ شَیْءٌ فِی یَدِی مِمَّا سُلِّمَ إِلَیَّ إِلا وَ قَدْ حَمَلْتُ إِلَى حَضْرَتِکَ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَإِنَّهُ یُقَالُ لَکَ الثَّوْبَانِ السَّرْدَانِیَّانِ اللَّذَانِ دَفَعَهُمَا إِلَیْکَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مَا فُعِلَا؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِی وَ اللَّهِ یَا سَیِّدِی لَقَدْ نَسِیتُهُمَا حَتَّى ذَهَبَا عَنْ قَلْبِی...[12]
2- روى محمد بن علی الاسود قال: دَفَعَتْ إِلَیَّ امْرَأَةٌ سَنَةً مِنَ السِّنِینَ ثَوْباً وَ قَالَتِ احْمِلْهُ إِلَى الْعَمْرِیِّ (ره) فَحَمَلْتُهُ مَعَ ثِیَابٍ کَثِیرَةٍ فَلَمَّا وَافَیْتُ بَغْدَادَ أَمَرَنِی بِتَسْلِیمِ ذَلِکَ کُلِّهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقُمِّیِّ فَسَلَّمْتُ ذَلِکَ کُلَّهُ مَا خَلا ثَوْبَ الْمَرْأَةِ فَوَجَّهَ إِلَیَّ الْعَمْرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ قَالَ ثَوْبُ الْمَرْأَةِ سَلِّمْهُ إِلَیْهِ فَذَکَرْتُ بَعْدَ ذَلِکَ أَنَّ امْرَأَةً سَلَّمَتْ إِلَیَّ ثَوْباً فَطَلَبْتُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ فَقَالَ لِی لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّکَ سَتَجِدُهُ فَوَجَدْتُهُ بَعْدَ ذَلِکَ وَ لَمْ یَکُنْ مَعَ الْعَمْرِیِّ نُسْخَةُ مَا کَانَ مَعِی.[13]
3- محمد بن عثمان العمری یرسل مالا و جهاز تکفین لمحمد بن عبید الله الحائری قبل موته بید محمد بن متیل، قال جعفر بن محمد بن متیل: دعانی أبو جعفر محمد بن عثمان السمان المعروف بالعمری رضی الله عنه فأخرج إلی ثویبات معلمة و صرة فیها دراهم فقال لی یحتاج أن تصیر بنفسک إلى واسط فی هذا الوقت ... قال: فخرجت إلى واسط و صعدت من المرکب فأول رجل یلقانی سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصیدلانی وکیل الوقف بواسط. فقال: أنا هو من أنت؟ فقلت: أنا جعفر بن محمد بن متیل فقلت له: أبو جعفر العمری یقرأ علیک السلام و دفع إلی هذه الثویبات و هذه الصرة لأسلمها إلیک. فقال: الحمد لله فإن محمد بن عبد الله الحائری قد مات و خرجت لإصلاح کفنه فحل الثیاب و إذا فیها ما یحتاج إلیه من حبر و ثیاب و کافور فی الصرة و کراء الحمالین و الحفار قال فشیعنا جنازته و انصرفت.[14]
4- اخبار محمد بن عثمان بوفاته.[15]
6- اخبار الحسین بن روح عن عاقبة الشلمغانی و ان سیصلب: عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: أَنْفَذَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیُّ الْعَزَاقِرِیُّ إِلَى الشَّیْخِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ یَسْأَلُهُ أَنْ یُبَاهِلَهُ وَ قَالَ أَنَا صَاحِبُ الرَّجُلِ وَ قَدْ أُمِرْتُ بِإِظْهَارِ الْعِلْمِ وَ قَدْ أَظْهَرْتُهُ بَاطِناً وَ ظَاهِراً فَبَاهِلْنِی. فَأَنْفَذَ إِلَیْهِ الشَّیْخُ فِی جَوَابِ ذَلِکَ أَیُّنَا تَقَدَّمَ صَاحِبَهُ فَهُوَ الْمَخْصُومُ فَتَقَدَّمَ الْعَزَاقِرِیُّ فَقُتِلَ وَ صُلِب...[16]
6- الحسین بن روح یتکلم مع المراة من اهالی ساوة بلغتها.[17]
7- قصة الرجل الذی سأل حسین بن روح عن قاتل الامام الحسین، یقول محمد بن إبراهیم کنت عند الشیخ أبی القاسم الحسین بن روح (قدس الله روحه) فقام إلیه رجل فقال له أخبرنی عن الحسین بن علی (ع) أ هو ولی الله؟ قال: نعم. قال: أخبرنی عن قاتله أ هو عدو الله؟ قال: نعم. قال الرجل: فهل یجوز أن یسلط الله عز و جل عدوه على ولیه ... قال محمد بن إبراهیم بن إسحاق: فعدت إلى الشیخ أبی القاسم بن روح قدس الله روحه من الغد و أنا أقول فی نفسی أ تراه ذکر ما ذکر لنا یوم أمس من عند نفسه! فابتدأنی فقال لی یا محمد بن إبراهیم لأن أخر من السماء فتخطفنی الطیر أو تهوی بی الریح فی مکان سحیق أحبّ إلی من أن أقول فی دین الله عز و جل برأیی أو من عند نفسی بل ذلک عن الأصل و مسموع عن الحجة (ص).[18]
8- الحسین بن روح و علی ابن بابویة: عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ:.. فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَتِ الْقَرَامِطَةُ عَلَى الْحَاجِّ أَنَّ وَالِدِی (رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ) کَتَبَ إِلَى الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رُوحٍ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ) یَسْتَأْذِنُ فِی الْخُرُوجِ إِلَى الْحَجِّ فَخَرَجَ فِی الْجَوَابِ لَا تَخْرُجْ فِی هَذِهِ السَّنَةِ، فَأَعَادَ وَ قَالَ: هُوَ نَذْرٌ وَاجِبٌ أَ فَیَجُوزُ لِیَ الْقُعُودُ عَنْهُ؟ فَخَرَجَ فِی الْجَوَابِ: إِنْ کَانَ لا بُدَّ فَکُنْ فِی الْقَافِلَةِ الْأَخِیرَةِ وَ کَانَ فِی الْقَافِلَةِ الأَخِیرَةِ فَسَلِمَ بِنَفْسِهِ وَ قُتِلَ مَنْ تَقَدَّمَهُ فِی الْقَوَافِلِ الْأُخَرِ.[19]
9- علی بن محمد السمری یخبر عن وفاة علی بن بابویة القمی والد الشیخ الصدوق: عن أحمد بن إبراهیم بن علی قال حضرت بغداد عند المشایخ فقال الشیخ علی بن محمد السمری (قدس الله روحه و رضی عنه): رحم الله علی بن الحسین بن موسى بن بابویه القمی. قال: فکتب المشایخ تاریخ هذا الیوم فورد الخبر أنه توفی ذلک الیوم.[20]
لکن لو نظرنا الى تاریخ من ادعى النیابة کذبا نجد انه صحیح ان بعضهم کان حسن الطریقة و صالح الامر فی بدایة أمره و کان یخبرون عن اشیاء صحیحة، الا انه قد بان انحرافهم بعد ذلک و ظهر للعیان سوء سریرتهم و خبث طویتهم، نشیر على سبیل المثال الى نقاط ضعف بعض هؤلاء:
1- الشریعی: کان فی بدایة امره من اصحاب الامامین الهادی و العسکری و هو أول من ادعى مقاما لم یجعله الله فیه و لم یکن أهلا له و کذب على الله و على حججه (ع) و نسب إلیهم ما لا یلیق بهم و ما هم منه براء فلعنته الشیعة و تبرأت منه و خرج توقیع الإمام (ع) بلعنه و البراءة منه.[21]
2- محمد بن نصیر النمیری: ادعى مقام أبی جعفر محمد بن عثمان العمری فادعى أنه رسول نبی و أن علی بن محمد (ع) أرسله و کان یقول بالتناسخ و یغلو فی أبی الحسن (ع) و یقول فیه بالربوبیة و یقول بالإباحة للمحارم و تحلیل نکاح الرجال بعضهم بعضا.[22]
3- ابو طاهر محمد بن علی بن بلال: و قصته معروفة فیما جرى بینه و بین أبی جعفر محمد بن عثمان العمری (نضر الله وجهه)، و تمسکه بالأموال التی کانت عنده للإمام و امتناعه من تسلیمها و ادعائه أنه الوکیل حتى تبرأت الجماعة منه.[23]
4- الحسین بن منصور الحلاج: ارسل رسالة الى ابی سهل اسماعیل بن علی النوبختی یدعی فیها إنه وکیل صاحب الزمان (ع) و بهذا أولا کان یستجر الجهال ثم یعلو منه إلى غیره و قد أمرت بمراسلتک و إظهار ما تریده من النصرة لک لتقوی نفسک و لا ترتاب بهذا الأمر الا ان ابا سهل ارسل الیه رسالة صارت سببا لان یکون اضحوکة بین الناس. و قیل صارالحلاج الى قم یستهوی جهالها الا انه لم یقدر على ذلک. و کان عاقبة امره انه سجن فی بغداد و قتل فیها وکان ملحدا یدعی الالوهیة.[24]
5- ابو جعفر محمد بن علی الشلمغانی، المعروف بابن ابی العزاقر، کان فی بدایة امره من الشیعة الا انه ارتد و اخذ یکذب و ینسب ذلک الى الحسین بن روح فانکر الحسین بن روح ذلک و امر بلعنه.[25]
جاء فی کتاب فرحة الغری: کان متقدما فی أصحابنا، فحمله الحسد لأبی القاسم الحسین بن روح على ترک المذهب و الدخول فی المذاهب الردیئة (الردیة)، حتى خرجت فیه توقیعات، فأخذه السلطان و قتله و صلبه.[26]
و لقصته تفاصیل اکثر ذکرها الشیخ الطوسی فی الغیبة.[27]
اتضح ان مدعیی النیابة کذبا هم اناس منحرفون و نفعییون الا ان حبل کذبهم قصیر فسرعان ما انکشف امرهم و فضحوا امام الناس لان شمس الحقیقة لایمکن ان تحجبها الغیوم دائما.
اما بالنسبة الى عظمة النواب الاربعة و جلالة قدرهم فغیر خافیة على اهل التحقیق الذین ینظرون الى الامور نظرة موضوعیة بعیدة عن الاهواء و المیول؛ و لا زالت منزلتهم على ما هی علیه حیث لم یستطع احد الخدشة فیهم و انهم لم یستغلوا هذا المنصب استغلالا سیئا.
ملاحظة: ان ما ذکر من الادلة لاثبات النیابة هی ادلة لعامة الناس و الا قد یوجد انسان یؤمن بنیابة شخص ما بمجرد ان یدعی النیابة فقط.
[1] جاء فی بعض المصادر ان اسمه : عثمان بن سعید العمروی.
[2] الکافی، ج1، ص330.
[3] الصافی، لطف الله، منتخب الاثر، ج 2، ص 508، نقلا عن غیبة الشیخ، الطبعة الاولی، 1422 هـ.ق، طبع سلمان الفارسی.
[4] بحارالأنوار، ج 51، ص346 و 347، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ الْفَزَارِیُّ الْبَزَّازُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّیعَةِ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُکَیْمٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ مَشْهُورٍ قَالُوا جَمِیعاً اجْتَمَعْنَا إِلَى أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ (ع) نَسْأَلُهُ عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَ فِی مَجْلِسِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَقَامَ إِلَیْهِ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ عَمْرٍو الْعَمْرِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْ أَمْرٍ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ یَا عُثْمَانُ فَقَامَ مُغْضَباً لِیَخْرُجَ فَقَالَ لَا یَخْرُجَنَّ أَحَدٌ فَلَمْ یَخْرُجْ مِنَّا أَحَدٌ إِلَى [أَنْ] کَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ فَصَاحَ (ع) بِعُثْمَانَ فَقَامَ عَلَى قَدَمَیْهِ فَقَالَ أُخْبِرُکُمْ بِمَا جِئْتُمْ قَالُوا نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّی عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِی قَالُوا نَعَمْ فَإِذَا غُلَامٌ کَأَنَّهُ قِطَعُ قَمَرٍ أَشْبَهُ النَّاسِ بِأَبِی مُحَمَّدٍ (ع) فَقَالَ هَذَا إِمَامُکُمْ مِنْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْکُمْ أَطِیعُوهُ وَ لَا تَتَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِی فَتَهْلِکُوا فِی أَدْیَانِکُمْ أَلَا وَ إِنَّکُمْ لَا تَرَوْنَهُ مِنْ بَعْدِ یَوْمِکُمْ هَذَا حَتَّى یَتِمَّ لَهُ عُمُرٌ فَاقْبَلُوا مِنْ عُثْمَانَ مَا یَقُولُهُ وَ انْتَهُوا إِلَى أَمْرِهِ وَ اقْبَلُوا قَوْلَهُ فَهُوَ خَلِیفَةُ إِمَامِکُمْ وَ الْأَمْرُ إِلَیْهِ.
[5] بحارالأنوار، ج 51، ص 345.
[6] وسائلالشیعة، ج 27، ص140، حدیث 33424.
[7] الغیبة للطوسی، ص 371؛ اعیان الشیعه، ج 2، ص 48، (برنامج نور التراجم).
[8] الغیبة للطوسی، ص 372؛ اعیان الشیعه،ج 2، ص 48.
[9] بحارالأنوار، ج 51، ص 355 - 356.
[10] الغیبة للطوسی، ص 370.
[11] بحارالأنوار، ج 51، ص 361، الحدیث 7
[12] بحارالأنوار، ج 51، ص 317.
[13] بحارالأنوار، ج 51، ص 335؛ راسخی، عباس، نواب اربعه و عظمت هر یک(ترجمه اش داخل پرانتز ذکر شود)، ص 53.
[14] کمالالدین، ج 2، ص 504.
[15] راسخی، عباس، نواب اربعه و عظمت هر یک، ص 74.
[16] بحارالأنوار، ج 51، ص 324.
[17] راسخی، عباس، نواب اربعه و عظمت هر یک، ص 36.
[18] کمالالدین، ج 2، ص 507.
[19] بحارالأنوار، ج 51، ص 293.
[20] إعلامالورى، ص 451.
[21] الغیبة للطوسی، ص 397.
[22] اعیان الشیعة، ج 2، ص 48؛ الغیبة للطوسی، ص 397.
[23] الغیبة للطوسی، ص 400.
[24] انظر: الغیبة للطوسی، ص 403،بتصرف.
[25] اعیان الشیعة، ج 2، ص 48.
[26] رجالالنجاشی، ص 378؛ ابن طاوس، سید عبد الکریم، فرحة الغری-ترجمه علامه مجلسى، ص 178، قمی، انتشارات میراث مکتوب.
[27] الغیبةللطوسی، ص 403 - 305.