إذا کان المراد من الإمامة المعنى الخاص للکلمة، أی خلیفة رسول الله (ص) و إدارة أمور المسلمین العامة للدین و الدنیا فلا بد من الالتفات إلى مسألة هامة و هی أن بحث الإمامة من فروع مباحث «النبوة» و إذا أراد أحدٌ أن یتمسک بکون الأئمة المعصومین هم خلفاء الرسول (ص) فلیس بإمکانه إثبات ذلک إلا من خلال البحث فی إطار دائرة الدین، و ذلک لأن الإمام خلیفة الرسول و لا معنى للبحث عن هذا الموضوع لدى شخص لا یؤمن بالله و رسوله.
أما إذا کان المراد بالإمامة معناها اللغوی، أی اتخاذ شخصٍ ذی شأن قدوة عملیة بغض النظر عن الخلافة و الإمامة الخاصة، فإن المصادر التاریخیة ملیئة بالمطالب و المضامین التی تحکی و تبرز المقام السامی و المرتبة العلیا لأئمة أهل البیت (ع)، حتى أن أعداء أهل البیت یظهرون الاعتراف بفضل و کمال هؤلاء الأئمة العظام.
و من الطبیعی أن بحث الإمامة بالنسبة إلى المسلم غیر الشیعی یختلف عنه بالنسبة لغیر المسلم، و ذلک أن عمدة المسلمین یرون أن بحث الإمامة من ضروریات الدین، إضافة إلى إمکانیة البحث بالدلائل النقلیة بالنسبة إلیهم، و لذلک یکون البحث أیسر و أسهل.
أما الشیعة فإنهم یعتمدون على الروایات الصادرة عن النبی الأکرم (ص) و الأئمة السابقین و ذکرهم للأئمة اللاحقین فی مسألة إثبات الإمامة، و ذلک یأتی إیضاحه فی الجواب التفصیلی.
من أجل أن یتضح الجواب لا بد من التوجه إلى عددٍ من النقاط الضروریة:
إذا کان المراد من الإمامة المعنى الخاص للکلمة، أی خلیفة رسول الله (ص) و إدارة أمور المسلمین العامة للدین و الدنیا فلا بد من الالتفات إلى مسألة هامة و هی أن بحث الإمامة من فروع مباحث «النبوّة» و إذا أراد أحدٌ أن یتمسک بکون الأئمة المعصومین هم خلفاء الرسول(ص) فلیس بإمکانه إثبات ذلک إلا من خلال البحث فی إطار دائرة الدین، و ذلک لأن الإمام خلیفة الرسول و لا معنى للبحث عن هذا الموضوع لدى شخص لا یؤمن بالله و رسوله.
و لذلک إن بحث الإمامة بالنسبة إلى الکافر لا بد و أن یکون بعد بحث التوحید و النبوة، و لا یمکن أن نواجهه ببحث الإمامة بشکل مباشر من أجل إثباتها، و علیه لا توجد لدینا أدلة خارج دائرة الدین لمن لا یؤمن بالله و رسوله من خلال أدلة التوحید و النبوة، فلا بد من التوجه إلى أن المسائل الاعتقادیة تشابه مسائل الریاضیات لا بد من مراعاة تسلسلها المنطقی لدى بحثها، فلا یمکن أن تبحث مسائل النبوة و الرسالة قبل إثبات وجود الله و مسائل التوحید و کذلک لا بد من تقدم بحث النبوة و الرسالة على بحث الإمامة و الخلافة، لأن هذه الأبحاث یتوقف بعضها على البعض، فلا بد من مراعاة تسلسلها المنطقی[1].
2ـ أما إذا کان المراد بالإمامة معناها اللغوی، أی اتخاذ شخصٍ ذی شأن قدوة عملیة بغض النظر عن الخلافة و الإمامة الخاصة، فإن المصادر التاریخیة ملیئة بالمطالب و المضامین التی تحکی و تبرز المقام السامی و المرتبة العلیا لأئمة أهل البیت (ع)، حتى أن أعداء أهل البیت یظهرون الاعتراف بفضل و کمال هؤلاء الأئمة العظام.
و لکن لا یمکن الإشارة إلى دلیل عقلی فی هذه المسألة، و ذلک لأن دراسة حقیقة الشخصیات التاریخیة تحتاج إلى فحص و متابعة تاریخیة لا إلى دلیل عقلی، و لا یمکننا بالدلیل العقلی التوصل إلى أن الشخصیة الفلانیة تمتع بخصوصیة ما فی زمان معین.
و لذلک نحن بحاجة إلى فحص و متابعة تاریخیة لنثبت عظمة و أهمیة الأئمة المعصومین و أهلیتهم للإمامة و تفردهم و أهلیتهم لأن یکونوا الأسوة و القدوة الصالحة فی هذه الأمة. کما أن الرجوع إلى الآثار التی خلفوها و السیرة العطرة التی التزموها، هی الأخرى مصادر ذات أهمیة بالغة فی رسم الصورة الحقیقیة المشرقة لهؤلاء الأئمة العظماء.
و من الطبیعی أنه من غیر الممکن حصر مثل هذا البحث الواسع و العنوان الکبیر فی إطار هذه المقالة الصغیرة و لذلک لا بد من مراجعة الکتب الموسعة التی تعالج هذا الموضوع کأصول الکافی، و نهج البلاغة، و الکتب التاریخیة للمؤرخین و المحدثین کمنتهى الآمال للشیخ عباس القمی، و مناقب آل أبی طالب لابن شهر أشوب و..
3ـ بحث الإمامة بالنسبة للمسلم غیر الشیعی یختلف عنه بالنسبة لغیر المسلم، و ذلک أن اکثر المسلمین یرون أن بحث الإمامة من ضروریات الدین، فبالإمکان معالجة المسألة بالنسبة لهم من خلال الأدلة النقلیة، و لذلک یکون الأمر أسهل و أیسر عندما یکون المتلقی مسلماً.
و من المسائل الجدیرة بالذکر هی أن الفرق بیننا و بین أهل السنة لیس فی فضل أهل البیت و کمال شخصیاتهم و ما یتمتعون به من صفات الکمال. فإن الإنصاف یفرض علینا أن نقول إن مصادر أهل السنة ملیئة بما یثبت مقام الأئمة و مرتبتهم السامیة و تقدم شخصیاتهم فی المجتمع الإسلامی. و لکن المسألة الأساسیة إذا ما حلت تکون الأمور طبیعیة و لا إشکال فیها، و هی أن أهل السنة لا یرون أن أفضلیة الإمام و عصمته و نصبه عن طریق الرسول (ص) و لیس ذلک بشرطٍ عندهم، بل ملاک الإمامة عندهم إجماع عدد خاص.
و ما عدا ذلک فإنهم دوّنوا کتباً کثیرة فی فضائل أهل البیت (ع)، و لیس ذلک الفضل بخافٍ بالنسبة لهم خصوصاً ما یخص شخصیة أمیر المؤمنین (ع). فإن الخلفاء الراشدین و کذلک أعداءه یعترفون جمیعاً بأفضلیته و تقدمه. و من أجل التوسع فی هذه المسألة و الإطلاع یمکن مراجعة کتاب المراجعات للعلامة السید شرف الدین و کذلک عبقات الأنوار للمرحوم میر حامد حسین و کتاب الغدیر للعلامة الأمینی.
4ـ إن الشیعة یتمسکون بأحادیث النبی الأکرم و الأئمة السابقین بخصوص الأئمة اللاحقین فی قضیة إثبات الإمامة الخاصة للأئمة المعصومین من أهل البیت (ع)، و لا یرون إجماع الأمة أو إجماع أهل الحل و العقد طریقاً صالحاً لاختیار الإمام[2].
[1] للاطلاع الأکثر یراجع، السؤال 2420 (الموقع: 2940) الدلائل العقلیة على أن إمام الزمان (عج) حی.
[2] للاطلاع الأکثر یراجع، سؤال 1362 (الموقع: 2709) دلائل الاعتقاد بالإمامة و الأئمة، و سؤال 2046 (الموقع: 2276) (الدلائل العقلیة للإمامة).