عبادة الشیطان هی اطاعة الشیطان ظناً منهم أنه أشد قوة و أکثر تأثیراً من القوة الحقیقیة و هی الله. و فی هذه العقیدة الباطلة یعتبر الشیطان رمزاً للسلطة و الحاکمیة علی الأرض و یُعبد باعتباره أفضل سلطة فی العالمین و هو الذی ینظّم الدنیا. و عبّاد الشیطان اضافة لاعتقادهم بالشیطان باعتباره سلطة مطلقة، فإنه یستخدمون أیضاً الجن و الأرواح الخبیثة و الشیطانیّة من أجل الوصول الی أهدافهم.
و قد بدأ أتباع هذه العقیدة نشاطهم فی بلدنا بصورة سرّیة، و یقومون باعلاناتهم غالباً عن طریق الاجتماعات و الحفلات اللیلیة التی یتعاطی فیها المشروبات الکحولیة و یختلط فیها الرجال و النساء و تبث فیها موسیقی الجاز المأخوذة من الموسیقی الیهودیّة و توزع فیها الأقراص المهیجة و المواد المخدّرة کالحشیش و الکوکائین.
و لهؤلاء علامات و رموز خاصة تحکی عن عقائدهم و تلاحظ أحیاناً فی مجالسهم أو علی ثیابهم، و هی مثل الصلیب المکسور أو دائرة الشمس - العین التی تنظر الی جمیع الأمکنة- و الصلیب المقلوب و ... .
قال فی النهایة فی بیان المراد من الشیطان: إن جعلت نون الشیطان أَصلیة کان من الشَّطْنِ البُعْدِ أَی بَعُدَ عن الخیر أَو من الحبل الطویل کأَنه طال فی الشرّ، و إن جعلتها زائدة کان من شاطَ یَشِیطُ إذا هَلَک، أَو من اسْتَشاط غَضَباً إذا احْتَدَّ فی غضبه و الْتَهَبَ قال: و الأَول أَصح.[1] و بعبارة اخری: الشیطان عنوان یطلق عادة علی موجود اسمه ابلیس. و کان ابلیس من الجن و تمرّد علی أمر الله.
و عبادة الشیطان بمعناها العام تعنی اطاعة الشیطان و اعتباره معبوداً.
و توجد الیوم مجامیع مختلفة تسمّی نفسها عبدة الشیطان و ینبغی أن یقال ان مثل هذه الانحرافات لیست جدیدة حیث إن البعض یعود بها الی الف سنة سابقة و یستدل علی ذلک بعبادة کل موجود قوی من قبل أهل القرون الماضیة أو وجود الهین متضادین فی عقائد الأقدمین و مثال ذلک ما نراه فی الدیانه الزرادشتیة و قبل ذلک فی مصر القدیمة و بلاد ما بین النهرین.
و فی الدیانة الزرادشتیة یعبد أهریمن هو إله الشر الی جانب أهورامزدا و هو إله الخیر. و لأول مرة استعمل شخص اسمه (توماس هاردینج) فی سنة 1565 میلادیة مصطلح (عبادة الشیطان) فی کتاب (تکذیب الکتاب) ضد (مارتن لوثر) و أدی الی رواج و شیوع هذه اللفظة الی ان أصبح مصطلح عبادة الشیطان فی القرنین السابع عشر و الثامن عشر المیلادی فی بعض الدول الغربیة أحد التقالید التی تتعرض لمواجهة الأدیان الإبراهیمیّة. إن رواج هذه الظاهرة مدین للدعم الکبیر من قبل الرأسمالیین الیهود و الماسونیّة.
إن السحر و عبادة الشیطان أسّسها فی أوائل القرن التاسع عشر المیلادی بعض أصحاب روؤس الأموال و أبناء النبلاء الانجلیز الذین کانوا أعضاءً فی فرق الماسونیة بقیادة شخص إسمه "السیر فرانسیس داشو" بعنوان نادی نار جهنم فی مدینة لندن. و قد انتشرت هذه المجامیع فی امریکا أیضاً بفضل هؤلاء. و کان أغلب هؤلاء الرأسمالیین الذین یدعمون عبّاد الشیطان هم من المهرّبین و منتجی المشروبات الکحولیّة و مروّجی القمار و مراکز الفساد فی اروبا و امریکا.[2]
الأفکار و العقائد
یرکّز أغلب عبدة الشیطان علی تطوّرهم المادی بارشاد من مسؤولیهم عن طریق قوانین خاصة بدلاً من إتباع القوانین الإلهیة و الأخلاقیة، و یتجنّبون عقائد و أفکار الأدیان السابقة و خصوصاً الأدیان الإبراهیمیّة و المسیحیّة و الإسلام و یعتبرون عبادة الذات هی المحور بدلاً من عبادة الله و هم یرون أنفسهم تبعاً للمذاهب المثالیة و الاومانسیة هم المحور و یعتبرون أنفسهم هم مرکز الوجود و القوانین الطبیعیة، و بعضهم الآخر یعتبر أن الشیطان هو الله و یقوم بعبادته.[3]
الفرق و الاتّجاهات
ینقسم عبدة الشیطان الی قسمین رئیسیین:
الف: عبادة الشیطان الفلسفیة
ب: عبادة الشیطان الدینیة
عبادة الشیطان الفلسفیة:
و تنتسب هذه الطریقة الی شخص إسمه (انطوان شزاندر لاوی) مؤسس کنیسة الشیطان و مؤلّف کتاب الانجیل الشیطانی و مؤسس عبادة الشیطان اللاویة. و هو یعتبر الشیطان ربّ الأرض و قد تأثر لاوی بمؤلّفات الفیلسوف الغربی (نیتشة) و آخرین و یعتقد ان الشیطان موجود ایجابی، ساخراً من التعالیم الإلهیة للکنیسة و معتبراً نفسه رباً لنفسه.
عبادة الشیطان الدینیة:
و فی هذه الطریقة یجب أن یقبل أولاً: قانون ماوراء الطبیعة فیه اله واحد أو عدة آلهة و الجمیع شیطانیون أو یُعرفون بواسطة الشیطان، و یمکن ان یکون هؤلاء الشیاطین ذهنیین أو یختارون من بین آلهة ما بین النهرین أو مصر القدیمة. و لجمیع فرق عبدة الشیطان أصل مشترک و هو انهم یقدمون أنفسهم أولا و یلونها حق التقدیم. و المجموعة الاخری هی عبّاد الشر المعروفون بترویج مختلف أنواع الفحشاء و الابتذال الجنسی. إنهم یصوّرون الحیاة یائسة و لیس فیها أی بصیص للأمل و لذا یطلقون علی عبادة الشیطان دنیا الظلام، و من الامور الشائعة فی وسطهم و عقائدهم ظاهرة الإنتحار حیث یعتبرونه أفضل وسیلة للوصول الی الحقیقة.[4]
عبادة الشیطان فی إیران
ابتدأت تحرّکات عبدة الشیطان فی بلدنا بصورة سرّیة و خفیّة. و طریقة تبلیغهم قلیلاً ما تکون عقائدیة و کثیراً ما تکون من طریق الحفلات و الدعوات اللیلیة التی تتوفّر فیها أنواع المشروبات الکحولیة و اختلاط الرجال بالنساء و موسیقی الجاز المأخوذة من الموسیقی الیهودیة و الأقراص المهیجة و المواد المخدرة مثل الحشیش و الکوکائین.[5]
العلامات و الرموز
و لعبدة الشیطان علامات خاصة یستعملونها فی مجالسهم أو حتی علی ملابسهم لکی یُعلنوا للآخرین عن عقیدتهم و سلوکهم، و قد یستخدمها بعض الأشخاص من دون علم منهم بمغزاها کأن یلبسوا ثیاباً علیها تلک العلامات.
و بعض العلامات و رموز هؤلاء هی عبارة عن:
ذو الخمسة أضلاع المقلوب أو نجمة الصبح
الصلیب المکسور أو دائرة الشمس
العین التی تنظر الی کل الأمکنة
الصلیب المقلوب
الطبر المائل و ...
و علامات اخری من هذا القبیل و یحکی کل منها عن رمز خاص.[6]
الاشکالات و الانحرافات:
و اشکالات هذه الفرق المنحرفة أوضح من أن تحتاج الی بیان، و مع ذلک فنحن نذکر هنا عددا من الاشکالات الکبیرة علی نحو الاختصار:
1. عبادة غیر الله:
و من الواضح انه طبقاً لعقائد هؤلاء فإنهم لا یعبدون الله بل یعبدون الشیطان و أنفسهم، و ذلک أخبث الأفعال.
2. مواجهة و معاداة الأدیان الإبراهیمیة
3. إرتکاب أعمال قبیحة و مخالفة للأخلاق الإنسانیة کاشاعة الفساد و الابتذال الجنسی و ...
و أخیراً:
إن عبادة الشیطان عقیدة باطلة یتبنّاها بعض الأشخاص من أجل الوصول الی مقاصدهم الشیطانیة. و هم یسعون حالیاً أیضاً بحیل مختلفة (کالامور الجنسیة و الإدمان و الکحول و الابتذال و ...) الی کسب الأنصار و خصوصاً من بین الشباب.