یمکن اثبات استحباب قراءة القرآن للأموات بنوعین من الأدلة:
النوع الأول: الروایات الحاثة - و بصورة کلیة- على ذکر الموتى و التی تعتبر ذلک من الاعمال الحسنة؛ و لاریب أن قراءة القرآن من ابرز مصادیق الافعال الحسنة.
روی عن النبی الاکرم (ص) انه قال: لَا تَنْسَوْا مَوْتَاکُمْ فِی قُبُورِهِمْ وَ مَوْتَاکُمْ یَرْجُونَ إِحْسَانَکُمْ وَ مَوْتَاکُمْ مَحْبُوسُونَ یَرْغَبُونَ فِی أَعْمَالِکُمُ الْبِرَّ وَ هُمْ لَا یَقْدِرُونَ أَهْدُوا إِلَى مَوْتَاکُمُ الصَّدَقَةَ وَ الدُّعَاءَ.
النوع الثانی: الروایات التی تشیر الى آثار قراءة القرآن و النفع العائد الى الموتى کالروایة المنقولة عن الامام الرضا (ع) انه قال: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ زَارَ قَبْرَ مُؤْمِنٍ فَقَرَأَ عِنْدَهُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِصَاحِبِ الْقَبْرِ.
قبل الاجابة عن السؤال لابد من الاشارة الى بعض الأمور:
1- معنى الموت فی الفکر الاسلامی:
لایعنی الموت وفقا للرؤیة الاسلامیة انعدام الانسان و فناءه بنحو کامل، بل الموت؛ یعنی ان روح الانسان التی لاتقبل الفناء تقطع علاقتها مع البدن و تتحرر من اسره فیفنى البدن و تبقى الروح مجردة منه فترة من الزمن ثم تلحق به مرة اخرى.[1]
قال تعالى فی کتاب الکریم" وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِی الْأَرْضِ أَ إِنَّا لَفی خَلْقٍ جَدیدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ* قُلْ یَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذی وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّکُمْ تُرْجَعُون"[2]
و روی عن النبی الاکرم (ص) انه قال ما مضمونه: یخرج المؤمن من الدنیا کخروج الجنین من بطن امه من الظلمات الى النور و من الضیق الى السعة.[3]
و عن أمیر المؤمنین (ع) انه قال: أیها الناس إنا خلقنا و إیاکم للبقاء لا للفناء لکنکم من دار إلى دار تنقلون فتزودوا لما أنتم صائرون إلیه و خالدون فیه.[4]
وَ سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (ع): مَا الْمَوْتُ الَّذِی جَهِلُوهُ؟ قَالَ: أَعْظَمُ سُرُورٍ یَرِدُ عَلَى الْمُؤْمِنِین.[5]
و وصفه الامام الحسین (ع) بقوله: فَمَا الْمَوْتُ إِلا قَنْطَرَةٌ یَعْبُرُ بِکُمْ عَنِ الْبُؤْسِ وَ الضَّرَّاءِ إِلَى الْجِنَانِ الْوَاسِطَةِ وَ النَّعِیمِ الدَّائِمَةِ وَ مَا هُوَ لِأَعْدَائِکُمْ إِلَّا کَمَنْ یَنْتَقِلُ مِنْ قَصْرٍ إِلَى سِجْنٍ وَ عَذَاب.[6]
اذن اجمعت الآیات و الروایات على ان الموت و فناء الجسم لایضر بوجود الروح بل تبقى الروح باقیة على استقلالها و اصالتها؛ و ذلک لان شخصیة الانسان بروحه لا ببدنه و جسده. و ان الموت لایعنی الفناء و الاندثار الکامل للانسان بکل حیثیاته، بل هو انتقال من عالم الى عالم آخر و حیاة اخرى.
قراءة القرآن للأموات
اذا مات الانسان وجب على المقربین منه و على سائر المؤمنین مجموعة من الامور کغسله و تکفینه و الصلاة علیه و دفنه و ... و هناک اعمال یستحب القیام بها منها الصدقة نیابة عنه و الدعاء له و قرآءة القرآن و اهداء ثوابه له.
و لاثبات استحباب قراءة القرآن للأموات هناک نوعان من الأدلة:
النوع الاول: الروایات الحاثة - و بصورة کلیة- على ذکر الموتى و التی تعتبر ذلک من الاعمال الحسنة؛ و لاریب أن قراءة القرآن من ابرز مصادیق الافعال الحسنة.
1- روی عن النبی الاکرم (ص) انه قال: لا تَنْسَوْا مَوْتَاکُمْ فِی قُبُورِهِمْ وَ مَوْتَاکُمْ یَرْجُونَ إِحْسَانَکُمْ وَ مَوْتَاکُمْ مَحْبُوسُونَ یَرْغَبُونَ فِی أَعْمَالِکُمُ الْبِرَّ وَ هُمْ لَا یَقْدِرُونَ أَهْدُوا إِلَى مَوْتَاکُمُ الصَّدَقَةَ وَ الدُّعَاءَ.[7]
2-روی عن الامام الصادق (ع) انه قال: إِنَّ الْمَیِّتَ لَیَفْرَحُ بِالتَّرَحُّمِ عَلَیْهِ وَ الِاسْتِغْفَارِ لَهُ کَمَا یَفْرَحُ الْحَیُّ بِالْهَدِیَّةِ تُهْدَى إِلَیْهِ.[8]
النوع الثانی: الروایات التی تشیر الى آثار قراءة القرآن و النفع العائد الى الموتى کالروایة المنقولة عن الامام الرضا (ع) انه قال: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ زَارَ قَبْرَ مُؤْمِنٍ فَقَرَأَ عِنْدَهُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ لِصَاحِبِ الْقَبْرِ.[9]
[1]الطباطبائی، سید محمدحسین، آموزش دین (تعلیم الدین)، اعداد و تنظیم آیة اللهی، سید مهدی، ص 133، دفتر النشر الاسلامی التابع لجامعة مدرسی الحوزة العلمیة قم، الطبعة الرابعة، 1385 شمسی.
[2]السجدة، 10و11.
[3]. تنظیم و ترجمة، پاینده، ابوالقاسم، نهج الفصاحة ، الحدیث 2645، مؤسسة طبع و نشر جاویدان.
[4]الشیخ المفید، الإرشاد، ج 1، ص 238.
[5] المجلسی، بحارالأنوار، ج 6، ص 154؛ وانظر: الفیض الکاشانی، الملا محمد محسن، المحجة البیضاء، ج 8، ص 255، مطبعة الصدوق، طهران.
[6]نفس المصدر؛ وانظر المحجّة البیضاء، ج 8، ص 255.
[7] النوری، مستدرک الوسائل، ج 2، ص 114؛ وانظر: الیزدی، الشیخ حسن بن علی، انوار الهدایة، ص 115، مطبعة النعمان، النجف.
[8] منلایحضرهالفقیه، ج 1، ص 183.
[9] منلایحضرهالفقیه، ج 1، ص 181.