Please Wait
الزيارة
7766
محدثة عن: 2010/05/03
کد سایت fa5146 کد بایگانی 7940
گروه الفلسفة الاسلامیة
خلاصة السؤال
هل أن الفقر الوجودی هو ملاک احتیاج المعلول إلى العلة الفاعلیة فقطاو انه یحتاج الى العلة التامة؟ لماذا لا یوجد جنس و فصل للمفاهیم الفلسفیة؟ و...
السؤال
1ـ مع علمنا أن سبب احتیاج المعلول للعلة الإیجادیة ضعف و فقر فی المرتبة الوجودیة، فهل یمکن أن یقال بنفس القول السابق بالنسبة لملاک احتیاج المعلول الى العلة التامة التی تشتمل على العلة الإیجادیة ایضا؟
2ـ لماذا لا یکون للمفاهیم الفلسفیة و المعقولات الفلسفیة الثانیة جنس و فصل؟
3ـ هل أن الموجودات المادیة لها علمٌ حضوری بعللها الإیجادیة، کما أن لعللها علمٌ حضوری بها؟
4ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار أن أبرز خاصیة لجمیع الأجسام هی الامتداد (الطول ـ العرض ـ الارتفاع)، و أن حجم الأجسام یتحصل من هذه الأبعاد، و عندما یقاس حجم الأجسام إلى الحجم الکلی للعالم ینتزع من ذلک مکان الأجسام. و هذا یعنی أن لکل جسمٍ مکان. و إذا جعلنا ما تقدم رکیزة و مبنى فکیف یمکن إثبات من أن کل موجود جسمانی له بعد زمانی؟.
الجواب الإجمالي

1ـ بما أن جمیع العلل تعود إلى العلة الفاعلیة، فلا یوجد فرق فی هذا البحث بین العلة التامة و العلة الفاعلیة.

2ـ لأن المفاهیم الفلسفیة منتزعة من الوجود، و الوجود لا ماهیة له، و الجنس و الفصل من أجزاء الماهیة، و ما لیس له ماهیة لیس له أجزاء الماهیة.

3ـ المعلول له علمٌ حضوری بعلته، و لکن لیس کعلم العلة الحضوری بمعلولها.

4ـ کما أن الامتداد من الواضحات بالنسبة للموجود المادی فکذلک الحرکة هی أیضاً من لوازم الموجودات المادیة و الزمان هو مقدار الحرکة، و علیه فأینما وجدت مادة، توجد حرکة، و حیثما وجدت الحرکة یوجد الزمان.

الجواب التفصيلي

1ـ الفقر الوجودی هو ملاک احتیاج المعلول لکل أنواع العلل. و ذلک أولاً: أن جمیع أنواع العلل ترجع إلى العلة الفاعلیة، و ذلک لأن العلة المادیة و العلة الصوریة هما معلولان فی ذاتهما و صارا مادةً و صورة باعتبار العقل، فعندما یلحظان متحدین فهما معلولان، و عندما یلحظان باستقلال یکونان علة مادیة و صوریة، فاختلافهما اختلاف اعتباری لا حقیقی، و أما المعلول فهو من شؤون العلة الفاعلیة، و أما العلة الغائیة، فبالنظر البدوی یمکن أن ترجع إلى غیر الفاعل، و لکن بالنظر الدقیق فإن رجوع الغایة إلى الفاعل فی جمیع الموارد، بل فی الفاعل الحقیقی تکون الغایة عین الفاعل[1]. إذن فلا فرق بین العلة التامة و العلة الفاعلیة فی هذا البحث[2].

ثانیاً: إن معنى الفقر الوجودی للمعلول إلى العلة هو توقف وجود المعلول على وجود العلة. و هذا التوقف موجود فی جمیع أقسام العلل، إذن فالملاک المذکور موجود فی جمیع العلل[3].

2ـ إذا حملت المفاهیم الفلسفیة على الموجودات فإنها تبین أنحاء وجود هذه الموجودات «لا حدودها الماهویة»، و حیث إن الوجود لا ماهیة له، فإن المفهوم الذی یحمل علیه و یبین أنحاءه لیس له ماهیة أیضاً. فلا وجود للتطابق الماهوی مع مصداقه، و عندما لا یکون مفهوم ماهویاً فمن المسلم أن لا یکون له جنسٌ و فصل، لأن الجنس و الفصل من أقسام الماهیة[4].

3ـ للمعلول علم حضوری بعلته، و لکن لا کعلم العلة الحضوری بمعلولها، لأن العلة واجدة لجمیع مراتب المعلول، و إن حقیقة المعلول حاضرة لدى العلة، خلافاً للمعلول الذی یحضر لدیه رقیقة العلة، و علمه بالعلة یقتصر على سعة وجوده. و فی الحقیقة فإن علم المعلول بذاته هو عین علمه بعلته فی مرتبته[5].

4ـ الزمان ثابت للمادیات بحسب تعریفه، لان تعریف الزمان هو: مقدار متصل غیر قارٍ یعرض على الحرکة[6]، و لذلک حیثما توجد حرکة یوجد زمان.

و بما أن الموجودات المادیة سیالة، فهی دائماً فی حالة خروج من القوة إلى الفعل، و الحرکة هی الخروج من القوة إلى الفعل، فللمادیات حرکة إذن، و الحرکة لها مقدار، و مقدار الحرکة هو الزمان، فالموجودات المادیة ـ دائماً ـ هی موجودات زمانیة.



[1]العلامة الطباطبائی، محمد حسین، نهایة الحکمة، نورانی، عبد الله، ص 184 و 183، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین، قم.

[2]المصدر نفسه، ص171 – 195.

[3]المصدر نفسه، ص170.

[4]مصباح یزدی، محمد تقی، آموزش فلسفه (تعلیم الفلسفة)، ج1، ص200، الطبعة الرابعة، مرکز طباعة و نشر مکتب التبلیغات الإسلامی، صیف 1370 هـ.ش.

[5]نهایة الحکمة، ص 260.

[6]المصدر نفسه، ص 214.