من المسائل الفلسفیة المهمة التی أثارت اهتمام الفلاسفة بها و اختلفوا فیها کثیراً، هی مسألة الزمان التی طرحت حولها نظریات عدیدة. یقول مشاهیر الفلاسفة: إن الزمان هو مقدار الحرکة و هو موجود غیر قار الوجود و متقوّم بالحرکة و الحرکة حامله. قال الملا صدرا: الزمان میزان الحرکة و مقیاس المتحرکات من حیث هی متحرکات. و اختار ملا صدرا لإثبات الزمان المنهج الطبیعی الذی یعتمد علیه العلماء الطبیعیون فی إثبات مسائلهم من خلال المشاهدة و الحس. إن ملا صدرا جاء بنفس البرهان المتعارف فی إثبات الزمان و هو أننا نشاهد متحرکین ینطلقان من مبدء معین إلى مقصد معین لکن یصل أحدهم إلى المقصد المعین أسرع من الآخر.
أما المسألة الأخرى فهی أنه هل یستطیع الإنسان أن یمسک بزمام الزمان و یسیطر علیه؟
إن الزمان من أثمن ما یملکه أی إنسان و فی الواقع هو رأس مال أعطی للإنسان لا یمکن أن یشترى أو یصنع أو یعاد. إن هذه الثروة العظیمة التی منحها الله سبحانه، تمر بسرعة و کما قال أمیر المؤمنین (ع) تمر مرّ السحاب، و لا یمکن أن تکون مفیدة للإنسان بالشکل المطلوب إلا أن یسیطر الإنسان علیها بإدارة صحیحة.
یعرف الباحث "ألک مکنزی" السیطرة فی کتابه "إدارة الانتفاع من الزمان" حیث یقول: إن السیطرة على الزمان یعنی أن القصور فی عدم الانتفاع الکافی من الزمان راجع إلى الفرد نفسه لا الآخرین. و لهذا یجب أن یسعى الإنسان بکل قواه فی سبیل ترک عاداته و یتغلب على میوله السلبیة فی طبیعته الإنسانیة لکی ینتفع من الفرص بأحسن وجه.
من المسائل الفلسفیة المهمة التی أثارت اهتمام الفلاسفة بها و اختلفوا فیها کثیراً، هی مسألة الزمان التی طرحت حولها نظریات عدیدة، منها:
1ـ الزمان أمر موهوم یعنی موجود بوجود وهمی.
2ـ إن الزمان لا وجود له.
3ـ الزمان هو فلک الأفلاک.
4ـ الزمان هو مطلق الحرکة.
5ـ الزمان هو حرکة فلک الأفلاک.
یقول مشاهیر الفلاسفة: إن الزمان هو مقدار الحرکة و هو موجود غیر قار الوجود و متقوّم بالحرکة و الحرکة حامله.
و قال ملاصدرا: الزمان میزان الحرکة و مقیاس المتحرکات من حیث هی متحرکات. و اختار ملا صدرا لإثبات الزمان المنهج الطبیعی الذی یعتمد علیه العلماء الطبیعیون فی إثبات مسائلهم من خلال المشاهدة و الحس. إن ملا صدرا جاء بنفس البرهان المتعارف فی إثبات الزمان و هو أننا نشاهد متحرکین ینطلقان من مبدأ معین إلى مقصد معین لکن یصل أحدهم إلى المقصد المعین أسرع من الآخر. ثم یقول: فنحن نعلم من خلال مشاهدة هذا الأمر أن فی العالم الوجود هناک وجود خاص مقداریّ یختلف عن الأجسام و نهایاتها، لأن الأجسام و نهایاتها موجودات قارة و مستقرة، إذن نفهم أن ذلک الامتداد هو الزمان و الزمان مقدار غیر قار الوجود و یجب أن یکون مبدأه و موجده غیر قار الوجود و هو الحرکة، إذن الزمان مقدار الحرکة.
و أما توضیح المسألة: إننا فی أعمالنا و حرکاتنا و سکناتنا کلها نمشی على أساس ترتیب خاص؛ سواء أکان بإرادتنا أم لم یکن کذلک. فعادة نبدأ بعمل ما و بعد ذلک العمل نباشر فی عمل آخر، نأکل فی کل یوم ثلاث وجبات، نمرح شیئا ما و نمارس أعمالا أخرى، کما أننا ننام و نستیقض، نبرمج لأعمالنا فنقدم قسما من الأعمال و نؤخر قسما آخرا، نحن نشاهد بشهودنا السطحی الشمس حین تبزغ و نرى بعد ذلک أنها تطوی مسافة من السماء إلى أن تصل إلى منتصفها، ثم تنحدر إلى مغربها و تغرب. کل هذه العملیات و الحرکات تحدث فی امتداد؛ امتداد نشعر به و هو واقعی لا خیالی و لا تصوری و نحن نسمیه بالزمان و نجزئه إلى أجزاء نسمیها ساعة و نصف ساعة و ربع سعة و دقیقة و ثانیة و...
یقول ابن سینا: قال البعض أن الزمان هو عبارة عن نسبة خاصة تجاه شیء أو جهة خاصة؛ یعنی أن الزمان هو أمر یعرف عندما ینسب شیء إلیه؛ مثلا یقال جاء فلان أو سافر حین طلوع الشمس. إذن من هذه النسبة یتصور "وفت ما" و إلا فلیس الوقت أمرا بذاته. إذن الزمان عرضی و یحدث عندما یحدث شیء آخر من قبیل سفر فلان حین طلوع الشمس.
کلام القائل دقیق جدا، إنه یقول: تنشأ الأوقات من نسبة الأشیاء و الحوادث إلى حرکة الشمس و وجودها فی کل واحدة من درجات فلکها، فلولا هذه الحوادث و نسبتها إلى درجات فلک الشمس و حرکتها فی تلک الدرجات لا یحصل الزمان. إذن لیس الزمان موجودا بذاته.[1]
أما المسألة الأخرى فهی أنه هل یستطیع الإنسان الامسالک بزمام الزمان و السیطرة علیه؟ عندما نتناول بحث إدارة الزمان نجد فی نصوصنا الدینیة و کلمات الکبار من الشخصیات الدینیة و الثقافیة العدید من الکلمات و الإشارات حول هذا الموضوع. إن الله قد أقسم فی القرآن الکریم بالزمان حیث قال: "و العصر"[2] و من الطبیعی أن الله یقسم بالأشیاء القیمة و المهمة جدا. و هذا یدل على أن الزمان له شأن متمیز فی دیننا. وقد قال أمیر المؤمنین (ع) فی أهمیة الزمان عندما کان یوصی الناس بالتقوى و الزهد فی الدنیا: "عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ الدَّهْرَ یَجْرِی بِالْبَاقِینَ کَجَرْیِهِ بِالْمَاضِینَ لا یَعُودُ مَا قَدْ وَلَّى مِنْهُ وَ لا یَبْقَى سَرْمَداً مَا فِیهِ آخِرُ فَعَالِهِ کَأَوَّلِه"[3]
إن الزمان من أثمن ما یملکه الإنسان و فی الواقع هو رأس مال أعطی للإنسان لا یمکن أن یشترى أو یصنع أو یعاد. إن هذه الثروة العظیمة التی منحها الله سبحانه لا یمکن أن تکون مفیدة للإنسان بالشکل المطلوب إلا أن یسیطر الإنسان علیها بإدارة صحیحة؛ أی یستطیع الإنسان أن ینتفع بأکثر قدر ممکن من هذه الموهبة الإلهیة و ذلک من خلال البرمجة الدقیقة للزمان. وی عتقد المتخصصون فی مجال الإدارة أن استعمال مصطلح إدارة الزمان غیر صحیح و الأفضل أن نقول برمجة الزمان. و فی الواقع یعتقد أکثر المتخصصین فی علم الإدارة أن الزمان لا یخضع لإدارة و لا یمکن أن نسرّع أو نبطئ حرکته، و لهذا استنباطهم من کلمة إدارة الزمان هو إدارة النفس و یکتفون بتقدیم برامج و أسالیب لمنع إتلاف الوقت و الاستفادة القصوى من الزمان، إذ أن الزمان یمرّ شئت أم أبیت و فی الواقع یجب علینا نحن أن ننتفع منه بأکثر قدر ممکن. و کذلک النصوص الدینیة أیضا تؤکد هذه الرؤیة حیث جاء فی کلام أمیر المؤمنین (ع) فی نهج البلاغة "إضاعة الفرصة غصة"[4] و "الفرصة تمرّ مرّ السحاب".[5]
إن المعرفة الصائبة و السریعة للعوامل التی تهدر الوقت مهمة جدا، لأننا بهذا سوف نعبّد الطریق لعلاج مرض إتلاف الوقت.
یعرف الباحث "ألک مکنزی" السیطرة فی کتابه "إدارة الانتفاع من الزمان" حیث یقول: إن السیطرة على الزمان یعنی أن القصور فی عدم الانتفاع الکافی من الزمان راجع إلى الفرد نفسه لا الآخرین. و لهذا یجب أن یسعى الإنسان بکل قواه فی سبیل ترک عاداته و یتغلب على میوله السلبیة فی طبیعته الإنسانیة.[6]
من خلال آیات القرآن و کلمات الأئمة الأطهار فی الاهتمام البالغ بالزمان و کذلک أقول العلماء المتخصصین فی هذا المجال نکتشف أن أمر السیطرة على الزمان لیس باختیار و إرادة الإنسان و یجب على الإنسان أن ینتفع بهذه الموهبة الإلهیة بأحسن وجه من خلال البرمجة الدقیقة و تقسیم الأعمال على أساس الأولویات.
[1] . سجادی، سید جعفر، فرهنگ اصطلاحات فلسفی صدرا، ص 251 ، وزارة الثقافة، الطبعة الاولى، طهران، 1379ش.
[2] . العصر، 1.
[3]. نهج البلاغة، خ157، ص221.
[4] . السید الرضی، نهج البلاغة، الحکمة 118.
[5] . السید الرضی، نهج البلاغة، الحکمة 21.
[6] . الک مکنزی، مدیریت بهره وری از زمان، ترجمه، رضاپور، سید محمد رضا، ناشر چامه،
لطبعة الرابعة، 1377ش.