Please Wait
الزيارة
6380
محدثة عن: 2008/02/13
کد سایت fa633 کد بایگانی 2001
گروه الکلام القدیم,تاريخ کلام
خلاصة السؤال
هل رفض الامام الحسین (ع) الماء الذی اعطی له؟
السؤال
قد ورد فی بعض مصادر أهل السنة التی تحدثت عن ثورة الامام الحسین (ع) انه فی یوم العاشر جاء احد الافراد و عرض على الامام الماء لیرتوی لکن الامام (ع) اشار علیه باصبعه ففارت منه عین ماء و قال للساقی انا امتلک الماء اعط الماء لمن هو بحاجة الیه. ما هی فلسفة عمل الامام (ع) و لماذا لم یشرب مع انه مقتدر علیه؟
الجواب الإجمالي

للاجابة عن السؤال لابد من الاشارة الى بعض النقاط:

1- ان الانبیاء و الائمة المعصومین (ع) ملزمون بالعمل وفقا لعلمهم و قدرتهم الاعتیادیة لا وفقا للقدرة الالهیة التی اودعت فیهم، و السبب فی ذلک انهم لو اعتمدوا القدرة الالهیة و کانت هی المحور فی حرکتهم و سلوکیاتهم حینئذ یفقدون مقام الاسوة و القدوة فی المجتمع.

2- انا لم نحرز و لم یتاکد لدینا وجود مثل هذه الروایة حتى و لو فی المصادر السنیة.

3- ان هذه الروایة على فرض وجودها لایمکن ان تکون صحیحة لعدة اسباب منها:

اوّلاً: ان الامام الحسین (ع) – و طبقا للکثیر من الروایات- قد منع عن الماء من قبل الاعداء و ان الامام طلب الماء و لکنهم امتنعوا عن تلبیة طلبه. و ثانیاً: ان معسکر الامام الحسین (ع) فی یوم عاشوراء کان محاصرا من جمیع الجهات فکیف تمکن هذا الشخص من الوصول للامام و عرض الماء علیه؟!

فالنتیجة ان مثل هذه الروایات - على فرض صدورها- ترید ان تنکراو تشکک فی کون الامام (ع) و اهل بیته کانوا یعیشون ازمة انعدام الماء و انه بامکانهم توفیر الماء لانفسهم، و هذا مایکذبه الواقع لان الروایات اکدت ان الامام کان یعیش حالة الحصار و ان هذه الجریمة التی ارتکبت بحقه من قبل الجیش الاموی لا یمکن تغطیتها أو اخفاؤها.ر

الجواب التفصيلي

قبل الاجابة عن السؤال لابد من الاشارة الى النقاط التالیة:

1- ان الانبیاء و الائمة المعصومین (ع) کانوا ملزمین فی ادارة شؤون حیاتهم الاعتیادیة على اساس ما عندهم من العلم الطبیعی و القدرات الاعتیادیة و لا یلتجؤن الى المعاجز و الاعمال الخارقة للعادة الا فی حالات اسثنائیة و قلیلة قد اقتضت المصلحة الدینیة و هدایة الناس استعمالها.

2- روی عن الامام الباقر (ع) انه قال:" إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ عَلَى ثَلَاثَةٍ وَ سَبْعِینَ حَرْفاً وَ إِنَّمَا کَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ ... حَتَّى تَنَاوَلَ السَّرِیرَ-  سَرِیرِ بِلْقِیسَ- بِیَدِهِ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ نَحْنُ عِنْدَنَا مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ وَاحِدٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى اسْتَأْثَرَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَهُ"[1]

فالامام الحسین (ع) کما یمتلک الاسم الاعظم کذلک کان (ع) مستجاب الدعوة و کان بامکانه ان یطلب من الله ان ینبع له الماء العذب من الارض لیستقی هو و اصحابه و لکنه لم یفعل لانه کان ملزما بالقیام بالمهمة الموکل بها من خلال الطرق الاعتیادیة لا الاعجازیة.

3- اذا کان الائمة الاطهار (ع) یعتمدون فی حرکتهم الدنیویة على العلم و القدرة الالهیة و یأمنون ما یحتاجون الیه من خلال هذا الطریق حینها لاتکون حیاتهم حیاة الاسوة و القدوة فی تحمل الصعاب و الصبر على مشاکل الحیاة و التضحیة و التمسک بالقیم و الفضائل.

4- ان قضیة الامام الحسین (ع) و ثورته و رفضه للظلم هی نموذج من نماذج الثورة و الوقوف امام الانحرافات و التصدی للبدع التی من الممکن ان تقع فی کل عصر و فی کل مکان و ان جمیع المسلمین مکلفون بالتصدی لتلک البدع، فاذا ما تصدى الامام لتلک البدع و قام بتکلیفه من خلال القدرة الاعجازیة و الولایة التکوینیة حینئذ یفقد الامام (ع) مقام الاسوة و القدوة فی المجتمع.

5- ورد فی الروایات المعتبرة ان الامام (ع) أمر لیلة العاشر من المحرم ولده علیاً الاکبر (ع) و مجموعة من الاصحاب لجلب الماء للمعسکر کما انه (ع) قام بنفسه بالذهاب الى المشرعة بعد استشهاد أخیه العباس (ع) لکنه لم یتمکن من شرب الماء.[2] و فی روایة انه طلب الماء لولده عبد الله الرضیع.[3]

فاذا کان الامام یطلب الماء فکیف انه یرد من یعطیه الماء باختیاره و ارادته؟!

6- ان معسکر الامام الحسین (ع) فی یوم عاشوراء کان محاصرا من جمیع الجهات من اجل الضغط على الامام للاستسلام و الخضوع لابن زیاد، و من هنا نسال کیف تمکن هذا الشخص من الوصول للامام و عرض الماء علیه (ع)؟ و کیف استطاع ان یکسر هذا الطوق المضروب من الحصار لیصل الى الامام؟!

فالنتیجة ان مثل هذه الروایات - على فرض صدورها- ترید ان تنکراو تشکک فی کون الامام (ع) و اهل بیته کانوا یعیشون ازمة انعدام الماء و انه بامکانهم توفیر الماء لانفسهم، و هذا مایکذبه الواقع لان الروایات اکدت ان الامام کان یعیش حالة الحصار و ان هذه الجریمة التی ارتکبت بحقه من قبل الجیش الاموی لا یمکن تغطیتها أو اخفاؤها.



[1] الکافی، ج 1، ص 230، الحدیث 1.

[2] محمود شریفی و اخرون، فرهنگ جامع سخنان امام حسین" معجم کلمات الامام الحسین"، ترجمة علی مؤیدی.

[3] نفس المصدر،534.