Please Wait
الزيارة
9048
محدثة عن: 2012/05/20
کد سایت fa6906 کد بایگانی 24501
گروه العملی
التسميات التفکیر|التخیل|الشهوة
خلاصة السؤال
کیف نبعد الافکار و التخیلات الشهوانیة عن أنفسنا؟
السؤال
انا شاب عمري 24 سنة اعزب و طالب جامعة و اسکن في القسم الداخلي و یعتبرني الآخرون متدیناً، و قد کنت کذلک، و لکن و بتأثیر بیئة طهران و الجامعة و رفاق السوء فقد إهتز إیماني، حتی اني بدخولي المفاجئ علی الانترنیت في صیف هذه السنة ابتلیت بالذنوب التي کلما تذکرتها شعرت بالخجل الی أن وصل الامر الی...! و قد تبت منذ شهر و انا ارجو رحمة ربي، و لکني مع توبتي و صومی و جوعي و حذري مما یرد علی قلبي و صلاتي و... فان الافکار المثیرة للشهوة و المناظر التي قد رأیتها و ارتکبتها تؤذیني، و تؤثر علی علاقتي مع اصدقائي و لها آثار سیئة جداً علی إیماني و قد اثرت علی دراستي اضافة الی کونها بنفسها ساحة للذنوب. و لا ادري ماذا افعل؟ و لا استطیع المشورة مع أحد . ارجو ان ترشدوني. علماً بأني قبل هذه المرحلة السوداء کنت قد ابتلیت بالصداقة الشیطانیة، و کانت علی مستوی التفکیر مع اصدقائي، و کان لها أثرها طبعاً في ارتکاب ذنوبي السابقة، و کان الله تعالی یرعاني بلطفه، و لکن الحالة ساءت بعد ذلک. علماً باني لا استطیع الزواج حالیاً.
الجواب الإجمالي

إن الافکار الشیطانیة تخطر علی ذهن کل انسان. و لکن علی الانسان أن یجد بدیلاً لهذه الافکار، و یسوقها بالاتجاه الصحیح لکي لا تستمر و تؤدي الی ارتکاب الاعمال السیئة و الذنوب. و یمکننا ابعاد هذه الافکار الشیطانیة عن طریق ملء اوقات الفراغ و التوکل و التوسل و قراءة الادعیة الواردة عن المعصومین و...

الجواب التفصيلي

ان افکار الانسان کمثل الماکنة التي اذا لم یتم السیطرة علیها فانها من الممکن ان تتجه الی کل الجهات، و لکن السائق الماهر یستطیع ان یحرکها بالاتجاه الصحیح و یصل بها الی المحل المقصود.

و للسیطرة علی الافکار و التحکم بها یلزم السعي الجاد من اجل عدم الابتلاء بالوساوس الشیطانیة. فان الانسان اذا التفت الی آثار افکار السوء و عواقبها فانه سیسعی لان یوجه افکاره الی الاتجاه الصحیح. و من طرق السیطرة علی الغریزة الجنسیة و الافکار الشیطانیة و الشهوانیة ما یلي:

1- التعقل: ان أحد طرق السیطرة علی الاحاسیس و الافکار السیئة، و تهدئة الغریزة الجنسیة هو استخدام قوة التعقل و التفکر، و قد اشار أمیر المؤمنین علي (ع) الی هذه الحقیقة عندما قال: (  إن للقلوب خواطر سوء و العقول تزجر منها)[1].

بناءً علی هذا فان العقل حارس ناصح یحول دون طغیان الغریزة، فان من یتخذ من عقله مرشداً له فسوف لن یرجح لذة وقتیة علی اللذة الدائمیة، و هو حین یفکر في مفاسد و نتائج الانفلات و التحلل، فانه سوف یتجنب اتباع الافکار الشیطانیة و الاندفاع الاعمی نحو المیول و الرغبات الشهوانیة. و بالطبع فان العقل الضعیف و العاجز لا یستطیع السیطرة أبداً علی العواطف و الاحاسیس الحادة لمرحلة الشباب. بل یجب جعل العقل نورانیاً و هو ما یحصل عن طریق القیام باعمال البر و التوکل علی الله تعالی و التوسل بالائمة المعصومین(ع) .یقول أمیر المؤمنین علي (ع): (ذِكْرُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَعْكِ وَ الْأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّيْبِ وَ حُبُّنَا رِضَى الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى)[2].

2- الارتباط مع الله: بشکل طبیعي فان العقل لوحده لا یستطیع السیطرة علی الشهوة في فترة البلوغ و ضغط الغریزة الجنسیة، من هنا تمس الحاجة في هذه الظروف الی سلاح أمضی، و هو التقوی و حب الله و الارتباط به، فانه بمراعاة التقوی لا یبتعد الانسان عن محیط المعاصي و الشهوات فحسب، بل انه تحصل له بذلک حالة یمکنه بها ان یحفظ نفسه حتی مع الدخول في ورطة المعصیة و هذا ما اشار الیه القران الکریم في الآية المباركة: (إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُون‏)[3]. فان التفت الانسان الی ان الله یری عمله و یسمع کلامه فان نفس هذا الالتفات الی حضور الله یصیرسبباً لترک الذنب، کما یقول الامام الصادق (ع) في بیانه لهذه الآیة: " هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك، فذلك قوله: «تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ»"[4]. فعلی سبیل المثال نجد النبي یوسف (ع) استطاع ان یحفظ نفسه من التلوث بالذنب باستخدام القدرة المعنویة و التقوی. ان الله تعالی قد حدد الشباب و الشابات في دائرة الشرع عن طریق المقررات الدینیة، و منعهم من طغیان الغریزة، و من أهم العوامل المساعدة في ذلک هو ارتباط الخلق مع الخالق أي الصلاة والصوم، فالقران یعتبر الصلاة من العوامل المانعة من الذنوب حیث یقول: (وَ أَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَر)[5]. ان طبیعة الصلاة من حیث انها تذکر الانسان باقوی العوامل المانعة، اي الاعتقاد بالمبدأ و المعاد، فان لها اثراً مهماً في المنع عن الفحشاء و المنکر؛ فان جمیع اجزاء الصلاة تخلق في الانسان تیاراً من المعنویة یکون سداً محکماً أمام الذنوب. غاية ما في الأمر أنّ كل صلاة- بحسب شروط الكمال و روح العبادة- لها أثر رادع صاد عن الفحشاء و المنكر، فتارة تنهى نهيا كليّا و أخرى جزئياً و محدوداً.

و لا يمكن لأحد أن يصلي و لا تدع الصلاة فيه أثراً حتى لو كانت الصلاة صورية، و حتى لو كان ملوّثا بالذنب! نعم، قد تکون مثل هذه الصلاة قليلة الفائدة و لکن مثل هؤلاء الأفراد لو لم يصلّوا هذا المقدار من الصلاة لكانوا أسوأ ممّا هم عليه قطعاً.

و لنوضّح أكثر فنقول: النهي عن الفحشاء و المنكر له سلسلة درجات و مراتب كثيرة، و كل صلاة مع رعاية الشروط لها نسبة من هذه الدرجات)[6] .

3- للقیام او ترک اي عمل، یجب توفر الارادة و العزم الجدي، فللتخلص من الافکار السیئة یجب تحقق الارادة.

4- یجب الامتناع التام عن مشاهدة کافة انواع الصور والافلام و المناظر المثیرة للشهوة.[7]

5- الابتعاد عن التخیل و التفکیر بالقضایا الشهویة: من أجل تجنب الانحراف الجنسي یجب ابعاد التفکیر عن النفوذ الشیطاني، و ذلک لان الخطوة الاولی في الانحراف هي التفکیر فیه. یقول أمیر المؤمنین (ع): "من كثر فكره في المعاصي دعته إليها"[8]. و بالرغم من ان طرد الافکار الشیطانیة یکون في البدایة شاقاً جداً علی الشاب الاعزب، و لکنه یستطیع السیطرة علی قوة تخیله بالاستقامة و التمرین و الممارسة المستمرة، فان کل شيء یحصل بواسطة تکرار التمرین علیه.

6- ملء اوقات الفراغ: ان من عوامل الابتلاء بالافکار الشهویة و ارتکاب الذنوب هو الفراغ و البطالة. فعلیک السعي دائماً للانشغال بالاعمال المفیدة (مطالعة الکتب غیر الشهویة و الریاضة القویة و..) و ان تتذکر بانک اذا لم تتجنب البطالة فانها من الممکن ان تقودک الی کل شيء. [9] یقول النبي الاکرم (ص): "خلتان كثير من الناس فيهما مفتون الصحة و الفراغ".[10]

و النتیجة هي انه بالتوکل علی الله و التوسل بالائمة الاطهار(ع) یمکن التغلب علی کل المشاکل الروحیة و الجسمیة، و السیطرة علی الافکار الشیطانیة في ارتکاب الذنوب، و محوها من الذهن بمرور الزمان، و یتطلب ذلک الصبر و الاستقامة، و لکن هذا التوکل و التوسل یجب ان یقترن بمجموعة من الاعمال قد تقدم ذکرها.

وللاطلاع اکثر راجع السؤال1618(الموقع1627) موضوع: الاستمناء و التوبة.

 


[1] غرر الحکم، ج2، ص500، منشورات جامعة طهران، الطبعة الاولی، 1366ش.

[2] المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج2، ص145، ح10، مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان.

[3] الاعراف: 201.

[4] العروسي الحویزي، عبد علي بن جمعة، تفسیر  نور الثقلین، ج2، ص112، حدیث رقم: 414، منشورات اسماعیلیان، قم، الطبعة الرابعة، 1415ق.

[5] العنکبوت: 45.

[6] مکارم الشیرازي، ناصر، تفسیر الامثل، ج16، ص284و285، دار الکتب الاسلامیة، طهران، الطبعة الاولی، 1374ش.

[7] اقتباس من السؤال: 1618) الموقع: 1627)

[8] الخونساري، آقا جمال الدین، شرح غرر الحکم، ج5، ص321، ح8561.

[9] اقتباس من السؤال: 1618( الموقع: 1627).

[10] تحف العقول، مؤسسة أمیر کبیر، طهران، الطبعة الاولی، 1382ش.