ینقسم هذا السؤال فی الواقع إلى قسمین:
1ـ ما المراد من أهل البیت فی القرآن عند الشیعة و هل هذا العنوان یشمل أزواج الرسول؟
2ـ و هل یخدش عدم وجود أسماء بعض الأئمة فی الکتب المعتبرة لأهل السنة فی إمامتهم؟
لقد أجیب عن سؤالک الأول فی موارد کثیرة من قبیل سؤال 11039 (الموقع: 10884) و 1187 (الموقع: 1849) و 833 (الموقع: 902) و یمکنک مراجعتها.
و أما ما یخص سؤالک الثانی، فلابد من الالفتات إلى هذا السؤال أولا: أفرض أنک عزمت على السفر، و لکنک متردد فی اختیار المقصد. فی هذه الحالة من الطبیعی أن تسأل ذوی الخبرة أو تطالع الأدلة و خرائط المدن و تقیّم مزایا و سلبیات کل خیار و فی النهایة تختار هدفاً مناسباً.
سؤالنا هو أن بعد ما تصل إلى تلک المدینة، هل تبقى بحاجة إلى خرائط المدن الأخرى التی لم تختارها و إذا أردت أن تبحث عن الشوارع و الطرق الداخلیة فی هذه المدینة، هل تطالع تلک الخرائط أیضا و تتعجب إن لم تجد ضالتک هناک؟! بالتأکید کلا، إذ بعد الدخول فی أی مدینة، یجب أن تبحث عن شوارعها و طرقها من خلال خریطتها فقط. هنا نرجع إلى سؤالکم:
إن الشیعة قد فتشوا عن الطریق الصحیح فی الکتب المعتبرة الشیعیة و السنیة و بعد ذلک خرجوا بهذه النتیجة، کما أن قراءة الکتب السنیة بوحدها توصل الإنسان إلى نفس هذه النتیجة، و هی أن النبی (ص) و فی عدة مواقف قد نصب أمیر المؤمنین (ع) خلیفة بعده، و من خلال عدة أحادیث کحدیث الثقلین، اعتبر الطریق الوحید لمواصلة الإسلام الصحیح هو التمسک بالقرآن و العترة (أهل البیت).[1] بعد ذلک لا نجد حاجة لمراجعة الکتب السنیة المعتبرة کمصدر لعقائدهم من أجل البحث عن أسماء أئمتهم أو إثبات أحکامهم الفقهیة و الأخلاقیة و السیاسیة و غیرها، حتى یعتریهم الریب فیما إذا لم یجدوا ما یؤید عقیدتهم.
طبعا یمکن الرجوع إلى هذه الکتب فی المناظرات و الأبحاث الثانویة، و من الواضح أن الشیعة لا تستند فی عقائدهم إلى کتب أهل السنة أبدا الا فی مرحلة التحقیق التی هی المرحلة الأولى و فی مقام اختیار إحدى المدرستین فقط،و فی ما سوى ذلک یرجعون إلى کتبهم الثریة. و لم یؤثر فی عقیدتهم عدم ذکر أئمتهم بوصف الإمام فی کتب أهل السنة.